61 قتيلاً على يد الاحتلال الروسي الأسدي يوم أمس معظمهم في حلب، وفصائل درع الفرات تصطدم بقوات النظام جنوب الباب وتقتل عنصرين منها، في حين ثوار الغوطة الشرقية يصدون هجوماً في جبهة حوش نصري ويعطبون دبابة، من جهتها هيئة تحرير الشام تهاج مقراً لأحرار الشام غربي حلب، وعلى صعيد آخر تسريبات أمريكية بوصول 50 صاروخاً روسياً إلى ميناء طرطوس، وفي الشأن الإنساني: تركيا تعتزم إقامة مشفيين في إدلب وإعزاز، أما دولياً: إسرائيل تستهدف موقعاً عسكرياً للنظام.

جرائم حلف الاحتلال الروسي - الإيراني - الأسدي:

61 قتيلاً (تقبلهم الله في الشهداء):
وثقت لجان التنسيق المحلية مقتل 61 شخصاً في سوريا يوم أمس الأربعاء معظمهم في حلب، بينهم  20 طفلاً و11 امرأة، وشخص واحد تحت التعذيب.
وقد توزع الضحايا على مدن وبلدات سوريا كالتالي:
26 في حلب معظمهم قضوا بانفجار لغم في بستان القصر وبالقصف التركي على مدينة الباب وبالاشتباكات مع تنظيم الدولة في الباب. 9 في حمص قضوا بالقصف على حي الوعر. 8 في دمشق وريفها. 7 في الرقة قضوا بانفجار لغم من مخلفات تنظيم الدولة أثناء خروجهم من قرية العبارة. 6 في دير الزور معظمهم قضوا إعداماً على يد تنظيم الدولة. 4 في إدلب. 1 حماة. 

بيانات ثورية:

ثمانية فصائل في القنيطرة ودرعا تندمج في "تحالف قوات الجنوب":
أعلنت مجموعة فصائل للجيش الحر في محافظتي درعا والقنيطرة -جنوب سوريا- عن تشكيل تحالف باسم (قوات الجنوب).
وبحسب بيان نشرته مؤسسة "يقين" الإعلامية، فإن التحالف الجديد يضم ثمانية فصائل هي فرقة الحسم، فرقة 18 آذار، لواء الكرامة، فرقة أحرار نوى، ألوية العمري، فرقة صلاح الدين، فرقة الحق، الفرقة 46 مشاة
وذكر البيان أن هذه الخطوة تأتي لتوحيد العمل العسكري في الجنوب وتوجيه بوصلة العمل السياسي لما يخدم الثورة السورية

أخبار المجاهدين:

"تحرير الشام" تهاجم مقراً لأحرار الشام غرب حلب، وتختطف عناصره:
قال ناشطون إن عناصر تابعين "لهيئة تحرير الشام" هاجموا مقراً عسكرياً لكتائب "ثوار الشام" المنضوية في حركة أحرار الشام الإسلامية.
وأفادت مصادر باستيلاء عناصر "تحرير الشام"  على آليات ثقيلة من رحبة الدبابات التابعة لثوار الشام في ريف حلب الغربي، فضلاً عن اختطاف بعض عناصره.
من جهته أكد المتحدث باسم أحرار الشام "أحمد قره علي" خبر الهجوم، محذراً من أن الاعتداء على "ثوار الشام" هو بمثابة الاعتداء على الأحرار.

الموقعة الأولى بين درع الفرات وميلشيات الأسد تسفر عن مقتل عنصرين للنظام واغتنام دبابة:
اندلعت مواجهات بين فصائل الجيش الحر المشاركة في درع الفرات وقوات النظام التي تحاول التقدم باتجاه مدينة الباب الواقعة شرقي حلب.
وقالت مصادر إن اشتباكات جرت بين الطرفين قرب قرية "أبو الزندين" التي سيطر عليها الثوار الأسبوع الماضي جنوب غرب مدينة الباب، فيما أكد فيلق الشام أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل عنصرين من قوات النظام وإعطاب دبابة واغتنام عربة بي ام بي.
وفي السياق، نقلت شبكة "شام" الإخبارية عن قيادي في الجيش الحر قيام قوات النظام بضرب مواقع للثوار في قرية "أبو الزندين"، ما أدى إلى تدمير عربتين للجيش الحر، وإصابة خمسة عناصر، مضيفاً أن الكتائب الموجودة في تلك المنطقة ردت مباشرة على قوات الأسد وحققت إصابات مباشرة في صفوفهم

نظام أسد:

أنباء عن وصول 50 صاروخاً روسياً من نوع "توشكا" إلى ميناء طرطوس:
سربت وسائل إعلام أمريكية نقلاً عن مسؤولين أمريكيين مجهولين، خبراً حول وصول نحو 50 صاروخاً روسياً من طراز "توشكا" الروسية الصنع، إلى ميناء طرطوس السوري في اليومين الماضيين.
ورفض البيت الأبيض التعليق علي الخبر، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض "شون سبايسر": "ليس لدينا تعليق حالياً".
وقالت قناة "فوكس نيوز" نقلاً عن مصادر أمريكية إن روسيا أطلقت صاروخين من طراز "توشكا" و4 صواريخ من طراز "إسكندر" في محافظة إدلب في اليومين الماضيين

الوضع الإنساني:

تركيا تعتزم إقامة مشفيين في إدلب وإعزاز:
أعلنت منظمة الهلال الأحمر التركي اعتزامها فتح مستشفى في محافظة إدلب وآخر بمدينة إعزار، السوريتين، على غرار المستشفى الذي افتتحته وزارة الصحة التركية بمدينة جرابلس بعيد تحريرها من قبل قوات درع الفرات.
وقال رئيس المنظمة "كرم قنق" في تصريح لوكالة الأناضول التركية "إن المنظمة تبحث جدوى هذا المشروع مع وزارة الصحة التركية، بهدف توفير رعاية صحية جيدة ومنتظمة للمقيمين في المخيمات

رغم الهدنة المزمعة: مروحيات النظام تستهدف المدنيين ب634 برميلاً متفجراً خلال شهر:
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان استخدام النظام ما لا يقل عن 634 برميلاً متفجراً في الغارات التي شنها على مدن سوريا خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي.
وأشار تقرير الشبكة إلى أن وتيرة القصف لم تنخفض رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في أنقرة في 30 ديسمبر/كانون الأول بضمانة روسية تركية.
وأكدت الشبكة أن النظام استهدف محافظة ريف دمشق وحدها ب521 برميلاً متفجراً، فيما تلقت محافظة حماة 47 برميلاً، بينما ألقت المروحيات 38 برميلاً على حلب، و14 على درعا، و4 على حمص.
وتسببت تلك البراميل بمقتل 8 مدنيين بينهم طفلان وسيدتان في دمشق وحمص، كما أدت إلى دمار هائل في المباني السكنية والمرافق العامة والمراكز الحيوية، والمدارس والمشافي ودور العبادة، فضلاً عن تدمير مركزين للدفاع المدني.

المواقف الدولية:

البنتاغون يعلن مسؤوليته عن غارتين في إدلب:
قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) -أمس الأربعاء- إن القوات الأمريكية نفذت ضربتين جويتين قرب مدينة إدلب بسوريا، مطلع شباط/فبراير الجاري.
وأكد البنتاغون أن الغارات أسفرت عن مقتل 11 شخصاً من القاعدة بينهم عضو تربطه صلات بزعيم القاعدة الراحل "أسامة بن لادن" وزعماء كبار آخرين من التنظيم.
وأضافت الوزارة أن ضربة نفذت في الرابع من فبراير/شباط قتلت "أبو هاني المصري" التي قالت إنه كان يشرف على إنشاء وإدارة الكثير من معسكرات تدريب القاعدة في أفغانستان في الثمانينات والتسعينات حيث "جند ولقن ودرب وسلح آلاف الإرهابيين

رداً على سقوط قذيفة دبابة: إسرائيل تقصف موقعاً عسكرياً للنظام في القنيطرة:
أكد الجيش الإسرائيلي سقوط قذيفة دبابة في مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل، دون أن تسفر عن وقوع إصابات.
وقال المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي "أفيخاي أدرعي" إن الجيش الإسرائيلي قصف هدفاً واحداً لنظام الأسد رداً على سقوط القذيفة.
ونقلت وكالة أنباء النظام "سانا" عن مسؤول عسكري أن مروحية إسرائيلية استهدفت مبنى سكنياً في مدينة "البعث" بالقنيطرة، بصاروخ أطلقته من خلف تل أبو الندى داخل الأراضي المحتلة دون وقوع خسائر

آراء المفكرين والصحف:

جسور سورية والسوريين المهدمة
الكاتبة:غالية شاهين

بحجةٍ باتت أتفه بكثير من أن تُصدّق، قطعت سكين قوات التحالف خمسة أوردة جديدة في جسد سوريةالممدّدة على طاولة المشرحة، في مرحلةٍ أخرى من مراحل تهتيك جسد هذي البلاد وفصل أطرافها، لم يكن أولها جسر دير الزور، ولن يكون آخرها جسر المغلة.
لم تكن جسور الرقة مجرد قطع إسمنتية وأعمدة وحبال تربط ضفتي الفرات، بل كانت تراثاً كاملاً وتاريخاً زاخراً بالحياة والذكريات. كانت تلك الجسور، كما كل الجسور في سورية أو أي بلد آخر، أوردة وشرايين تضخ دم المدينة من ريفها وإليه. وبقطعها سال ذلك الدم لينسكب في فرات الوجع، وليترك الرقة المذبوحة لحصارٍ سيثقل الهواء على أهلها أكثر مما هو ثقيل.
لم تعد الكارثة في سورية اليوم حكراً على تهديم جسورها الحقيقية من جهاتٍ تختلف في الشكل والاسم، وتتوحد في الهدف والغاية، بل تعدّته لتطاول كل الجسور التي تشكل أصلاً شخصية السوري، وتربطه بكل ما حوله، ليغدو السوريون، كبلادهم، مقطعي الأوردة والأوصال، بعدما هدّمت الحرب جسورهم مع أنفسهم، ومع أهلهم وشركائهم في الوطن، بل ومع العالم كله ومفاهيمه وحقيقة تطبيقها.
نبكي اليوم، نحن السوريين، جسورنا.. نلملم حطامها الممزوج بأرواحنا، ونحمله على ظهورنا.. ثم نحاول أن نبني من بقاياها أوتاداً لجسورٍ جديدة، تصلنا بالحياة، لكن الركام لا يمكن أن يصنع جسراً حقيقيا ثابتاً، فتسقط جسورنا الجديدة مع أول اهتزاز، وكأنها كلها جسور من ورق.
فقد السوريون، خلال السنوات الست الماضية، معالم مدنهم ووجودهم الحقيقي والمعنوي، كما فقدوا معظم ما كانوا يقفون عليه من جسور، وباتوا اليوم في حالةٍ من التخلخل التي لن تتوازن قبل سنوات.
جسور أخرى أسقطها النزوح والاغتراب، كجسورنا مع الماضي العام والشخصي، والتي كانت تشكل الأرض الصلبة لكل شخصياتنا، فباتت جراحنا العميقة التي نحملها في ملامحنا أينما ذهبنا.
بيوتنا، أحياؤنا، مدننا، موتانا، أهلنا، ذكرياتنا وأحزاننا، كلها كانت جسوراً تصلنا بالحياة، حياتنا نحن، وكلها اليوم مهدمة. حتى ذلك التواصل الإلكتروني بيننا هو جسر مهشم هش، افتراضي ووهمي، لا تطأه أقدامنا المعلقة في الفراغ، ولا يسمح للأصابع أن تدرك الآخر الواقف على الضفة الأخرى، ولا تسمح لروائح الناس والأمكنة بالعبور.
سوريتنا اليوم بلا جسور، لكن أنهارها ما تزال تربط الضفاف. والسوريون، فيها وفي شتات الأرض، معلقون في الفراغ، لكنهم ما يزالون قادرين على الحلم بجسورٍ جديدةٍ، سيصنعونها يوماً لتعيد النبض إلى دم مدنهم، وترتق ثقوب أرواحهم وقلوبهم.