أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 3442
شـــــارك المادة
15 قتيلاً على يد الاحتلال الروسي الأسدي يوم أمس، معظمهم في حماة ودير الزور، وقوات النظام تفشل في التقدم بوادي بردى وتتكبد خسائر كبيرة، بينما حركة أحرار الشام تحسم موقفها وتعلن عدم مشاركتها في مفاوضات أستانا، على الصعيد الإنساني: فطر تستضيف اجتماع الماتحين الكبار لسوريا في نيسان المقبل، أما دولياً: التحالف الدولي يدعم تركيا بشنه ضربات على الباب شمال حلب، وترحيب روسي تركي يقابله اعتراض إيراني على مشاركة واشنطن في أستانا.
15 قتيلاً (تقبلهم الله في الشهداء): وثقت لجان التنسيق المحلية مقتل 15 شخصاً في سوريا على يد قوات الاحتلال الروسي الأسدي يوم أمس الثلاثاء، بينهم 8 أطفال وامرأتان. وقد توزع الضحايا على مدن وبلدات سوريا كالتالي: 5 في حماة معظمهم قضوا بغارات الطيران على قرية عتيق باجر، 5 في دير الزور قضوا بغارات الطيران على حي العمال ، 4 في حلب ، 1 في دمشق وريفها.
قوات النظام تفشل في التقدم بوادي بردى وتتكبد خسائر كبيرة: واصلت قوات النظام وميلشيا حزب الله هجمتها الشرسة على قرى وادي بردى، حيث نفذ الطيران الحربي 25 غارة متتابعة -منذ الصباح الباكر- مستهدفاً قرى الوادي بالصواريخ الفراغية، كما ألقت مروحيات النظام عشرات البراميل المتفجرة على قريتي عين الفيجة ودير مقرن ما أدى إلى مقتل 3 مدنيين وجرح آخرين. وقال ناشطون إن قصفاً كثيفاً بالمدفعية الثقيلة والدبابات طال قرية عين الفيجة، تزامناً مع محاولة قوات النظام التقدم في القرية، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة على محور عين الخضراء، تمكن الثوار على إثرها من صد هجوم تلك القوات وقتل 10 عناصر وجرح العشرات، بالإضافة إلى تدمير دبابة وعربتي شيلكا، وإعطاب دبابتين.
فتح الشام تتبنى عملية كفرسوسة التي استهدفت 16 مستشاراً روسياً داخل المربع الأمني بدمشق: تبنت جبهة فتح الشام -في بيان لها- العملية التفجيرية التي شهدها حي كفرسوسة أحد أكثر الأحياء تحصيناً وسط العاصمة دمشق، في الثاني عشر من الشهر الجاري، التي أدت إلى مقتل مستشارين روس حسبما أفاد البيان. وأكد البيان أن إحدى سرايا الجبهة رصدت لأكثر من شهرين أحد الأهداف الأمنية داخل المربع الأمني في منطقة كفرسوسة، وحددت بناء عليه هدفاً يضم أكثر من 16 مستشاراً عسكرياً روسياً. وأضافت الجبهة أن الانغماسيين "أبو مصعب المزي" و "أبو طلحة الديراني" اشتبكا مع الهدف مساء الخميس 12 يناير/كانون الثاني مما أوقع قتلى وجرحى، من بينهم المستشارين الروس، قبل أن يفجر الانغماسيان أحزمتهم الناسفة بفرق المؤازرة التي هبّت إلى المكان. وأكد البيان أن العملية أدت إلى مقتل وإصابة عدد كبير من المستشارين الروس الذين يبلغ عددهم 16، فضلاً عن القضاء على العشرات من عناصر فرق المؤازرة داخل المربع الأمني في كفرسوسة
5 اتفاقيات اقتصادية كبرى بين إيران وحكومة الأسد.. تعرف عليها: وقعت كل من إيران وحكومة نظام الأسد عدة اتفاقيات اقتصادية لإنشاء مشاريع في سوريا، منها إنشاء شبكة ثالثة للهواتف الخليوية. جاء توقيع الاتفاقيات خلال زيارة قام بها رئيس حكومة نظام الأسد عماد خميس يوم أمس الثلاثاء إلى العاصمة الإيرانية طهران، حيث التقى نائب رئيس الجمهورية إسحاق جهانغيري. ووقع الطرفان 5 اتفاقيات اقتصادية أبرزها منح ترخيص لإيران حق تشغيل شبكة اتصالات خليوية، بالشراكة مع شركة الاتصالات السورية، حيث ستوفر البنية التحتية اللازمة. كما شملت الاتفاقيات تخصيص خمسة آلاف هكتار لإنشاء ميناء نفطي وخمسة آلاف أخرى كأراضٍ زراعية في سوريا، وتنص الاتفاقيات أيضاً أن تستغل إيران مناجم الفوسفات في منطقة تدمر الأثرية.
تقرير شامل يفضح انتهاكات النظام وحلفائه ضد المدنيين العام الفائت: قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن عام 2016 شهد تصاعداً مخيفاً لانتهاك حقوق الإنسان، خاصة من قبل نظام الأسد والميلشيات الإيرانية و روسيا، الذين ارتكبوا عمليات قتل واعنقال وتهجير قسري وتغيير ديموغرافي. جاء ذلك في تقرير شامل أصدرته الشبكة الحقوقية وثقت من خلاله انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا العام الماضي، حيث اعتمدت الشبكة في تقريرها على معايير عالية في التوثيق. ووثق التقرير مقتل 16913 مدنياً خلال عام 2016، حيث تورط نظام الأسد والميلشيات الإيرانية بقتل 8736 مدنياً، بينهم 1984 طفلاً و1237 سيدة بمعنى أن نسبة الضحايا من الأطفال والنساء بلغت 37% مما يدل على تقصد النظام استهداف المدنيين بشكل مباشر، فيما تسببت الغارات الروسية بمقتل 3967 مدنياً بينهم 1042 طفلاً و 684 سيدة، فضلاً عن مقتل 537 مدنياً جراء قصف نفذته طائرات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن. كما أكد التقرير حصول مالا يقل عن 10047 حالة اعتقال تعسفي العام الفائت، منها 7543 حالة على يد نظام الأسد والميلشيات الإيرانية، و673 حالة نفذتها الميلشيات الكردية. وذكرت الشبكة الحقوقية أن قوات النظام نفذت 14 هجموماً بالأسلحة الكيميائية، و171 هجموماً بالذخائر العنقودية، منها 149 بواسطة طائرات روسية. ووثقت الشبكة مقتل 86 من الكوادر الإعلامية، منهم 41 على يد قوات النظام، و 11 على يد القوات الروسية، و20 على يد تنظيم الدولة، بينما قتلت الميلشيات الكردية شخصين اثنين من الكوادر الإعلامية. كما جاء في التقرير مقتل 112 من الكوادر الطبية، قتلت منهم قوات النظام والميلشيات الإيرانية 40 شخصاً، فيما تسببت الغارات الجوية الروسية بمقتل 39 شخصاً.
قطر تستضيف اجتماع كبار المانحين لسوريا في نيسان القادم: قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية " أحمد بن محمد المريخي" إن دولة قطر ستستضيف مؤتمر المانحين الكبار للعمل على تحقيق الاستجابة الإنسانية والإنمائية الفاعلة، لتعزيز قدرة السوريين على مواجهة التحديات الإنسانية ، نتيجة مواصلة آلة القتل الأسدية المدعومة من إيران و روسيا فتكها بالسوريين قتلاً و تدميراً و تهجيراً. جاء ذلك بعد اجتماعات جرت في الكويت بمشاركة الدول المانحة حيث أكد المشاركون في البيان الختامي للاجتماع على ضرورة الوفاء بالتعهدات ودعم خطط الاستجابة الإنسانية وتقديم الدعم للدول المضيفة للاجئين التي تتحمل عبئًا كبيرًا يفوق قدراتها الاقتصادية . وأشاروا إلى أهمية عقد (المؤتمر الدولي الخامس للمانحين) ودعوة الدول والجهات المانحة للمضي قدمًا في هذا الاتجاه بغية توفير الاحتياجات المتزايدة للنازحين واللاجئين السوريين. وأكد "المريخي" دعمه للمؤتمر الدولي الخامس للمانحين الذي تقرر عقده تحت رعاية الاتحاد الأوروبي في بروكسل يومي 6 و 7 إبريل المقبل؛ بهدف دعم الوضع الإنساني في سوريا، ودعوة الدول والجهات المانحة للمضي قدماً في الدفع بهذا الاتجاه، في ظل الاحتياجات المتزايدة للنازحين واللاجئين السوريين. وأوضح المريخي أن اجتماع مجموعة كبار المانحين يمثل منصة مهمة للعمل على استكمال الجهود المبذولة، في إطار الاستجابة الإنسانية للأزمة السورية وتعزيز الجهود الدولية لإغاثة الشعب السوري في الداخل والخارج.
ما هي الأسباب التي دفعت أحرار الشام إلى عدم المشاركة في أستانا؟ حسمت حركة أحرار الشام موقفها النهائي من مفاوضات أستانا، وأعلنت أنها لن تشارك في المفاوضات المزمع عقدها في العاصمة الكازاخستانية أستانا مطلع الأسبوع القادم. وجاء إعلان الحركة بعد عدة مشاورات داخلية، أسفرت عن قرار بعدم المشاركة، إلا أنها أيدت أي نتائج طيبة قد تتوصل إليها الفصائل المشاركة في الاجتماع. وذكر بيان -أصدره مجلس شورى الحركة- الأسباب التي دعت إلى اتخاذ هذا القرار، من بينها: عدم تحقق وقف إطلاق النار، وانطلاق حملة همجية قوية ضد أهالي وادي بردى، وتسويق العدو الروسي نفسه على أنه طرف ضامن في الاتفاق، في حين أن طائراته ما زالت تقطر من دماء الشعب السوري. وأضاف البيان أن من بين الأسباب: الوضع العسكري الداخلي الذي سيلقي بظلاله على المؤتمر، وأخيراً محاولة منع الصدام الداخلي بين المؤيدين والمعارضين للمؤتمر، فيكون موقف الحركة سداً أمام التخوين والتكفير لمن ذهب، وسداً أمام عزل فتح الشام ومن رفض المؤتمر، وهذا لا يتحقق إلا بموقف عدم الذهاب. وأكدت الحركة أنها لن تخوّن أي فصيل قرر الذهاب، معتبرة الخلاف -الذي حصل بين الفصائل مؤخراً بخصوص اجتماع الآستانة- هو من قبيل الخلاف السائغ، كما أشار البيان إلى أن "أحرار الشام" ستؤيد الفصائل المشاركة إن توصلت إلى نتائج طيبة تراعي مصلحة الأمة وتخفف عنها.
إظهاراً لحسن النية لأنقرة: واشنطن تستهدف تنظيم الدولة في مدينة الباب شمال سوريا: أكد المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة "جون دوريان"، أن الطائرات الأمريكية شنت أربع ضربات في الأيام الأخيرة، ضد أهداف لتنظيم الدولة، في مدينة الباب شمال سوريا بالتنسيق مع تركيا. وأشار "دوريان" إلى أن الضربات استهدفت ناقلة جنود مدرعة ووحدات تكتيكية تابعة للتنظيم في مدينة الباب شمالي حلب، موضحاً . أن الأهداف حُدّدت بالتعاون بين الولايات المتحدة وتركيا، لكن حجم الدعم الأمريكي للعمليات التركية على الأرض حول بلدة الباب لا يزال غير واضح.
ترحيب روسي تركي، واعتراض إيراني على مشاركة واشنطن في اجتماعات أستانا: أكد رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية الإيرانية "علي أكبر ولايتي" أن إيران تعارض بشدة مشاركة أمريكا في مؤتمر آستانة في كازاخستان، الذي سيعقد حول الازمة السورية الأسبوع المقبل. وقال "ولايتي" إن واشنطن سعت من البداية إلى إسقاط النظام السوري، مضيفاً أنه إذا أصبح الأمر على هذا المنوال، فهناك قلق من قيام السعودية وقطر أيضاً بالسعي للمشاركة في هذا المؤتمر. من جهة أخرى جاء الموقف الروسي والتركي مضاداً للموقف الإيراني، حيث أوضح وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" -أمس الثلاثاء- أنه منن الضروري مشاركة واشنطن في المحادثات المقررة بالعاصمة الكازاخية، وقال إن من الصواب دعوة إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب لهذا اللقاء، كما أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده وروسيا اتفقتا على ضرورة مشاركة واشنطن في محادثات أستانا.
للمرة الأولى: عملية جوية مشتركة بين روسيا وتركيا ضد تنظيم الدولة شمال سوريا: نفّذ الطيران الروسي والتركي عملية جوية مشتركة لأول مرة -اليوم الأربعاء- ضد مواقع لتنظيم الدولة في ضواحي مدينة الباب شمال حلب. وأعلنت الأركان الروسية عبر قائد عملياتها في سوريا "سيرغي رودسكوي" أن العملية شاركت فيها 9 طائرات هجومية روسية هي أربع طائرات سو-24إم، وأربع: سو25 ومهاجمة واحدة سو 34 ، فضلاً عن ثماني طائرات لسلاح الجوي التركي، أربع "إف16 و أربع "إف-4"". وأكد "رودسكوي" أن العملية المشتركة أسفرت عن قصف وإصابة 36 موقعاً لتنظيم الدولة. من جهة أخرى أعلن بيان صادر عن الجيش التركي عن غارات نفذتها المقاتلات التركية والروسية، ضد أهداف لتنظيم الدولة جنوبي الباب، أثناء تحليق طائرات بدون طيار تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن. وأضاف البيان أنه بفضل التنسيق مع التحالف الدولي، نفذت مقاتلات تابعة للتحالف (مقاتلات بريطانية من طراز تورنادو) غارات جوية قصفت خلالها أهدافاً لتنظيم الدولة في قرية بزاعة بمنطقة الباب. وكانت روسيا قد ساندت تركيا بعملية درع الفرات، وشنت طائراتها أكثر من غارة على مدينة الباب كان أولها في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، إلا أن هذه هي العملية الأولى المشتركة بين القوات الجوية الروسية والتركية
لا مكان لإيران في سورية عمار ديوب تبدو مسألة إيران في سورية معقدة للغاية. ويتأتى التعقيد من الضعف العربي الداعم للوطنيين السوريين، ومن ضعف الأخيرين، وهيمنة العقلية الماقبل وطنية على أغلبية السوريين، ومن رضىً أميركي على التغلغل الإيراني في أكثر من دولة عربية. مشكلة إيران هي في غياب رؤية استراتيجية للمنطقة، تتجاوز البعد الطائفي والاعتماد على مجموعات طائفية مغلقة، تقرّ بمسألة ولي الفقيه الإيراني والطاعة له؛ هذه المجموعات محصورة في الطائفة الشيعية (والحوثيين في اليمن) ومجموعات سياسية عربية معزولة عن وسطها الاجتماعي المحيط، وتستفيد من هيمنتها على الدولة الهشّة والحروب. وبتوقف تلك الحروب، ستذوب تلك المجموعات تلقائيا، فلا الدعم الإيراني سيستمر، ولا المجتمع المحلي سيتقبلها. سمحت الفصائل الجهادية والاحتلال الروسي للمليشيات الطائفية التابعة لإيران بتوهم إمكانية السيطرة على سورية. قبل ذلك، كان النظام وإيران وحزب الله في حالة ضعف شديدة. توهمت إيران أنها ستنافس روسيا، وربما تزيحها من سورية، حالما تندثر الثورة الشعبية. هذه محض أوهام، فمن حسم المعارك منذ نهاية 2015 في سورية هو السلاح الروسي، ولدى روسيا هذه مصالح دولية وإقليمية. ولهذا، تسمح بوجود إيراني أو تركي وسواه في سورية، عدا عن الدرس الأفغاني في الإخفاق الروسي هناك، وإمكانية أن يتكرّر الأمر ذاته، إن تورّطت برياً بشكل واسع. لم تَسلم مدينة أو قرية سورية من الممارسات الطائفية لإيران، وانتهت كل أسطورة حزب الله حزباً مقاوماً، وتكشّف حزباً إيرانياً وشيعياً، بل تشعر غالبية السوريين ومن كل الطوائف بامتعاضٍ كبيرٍ، وترفض الممارسات الطائفية الإيرانية، والتي تبرز أفعالاً مناقضة لكل ما يخص السوريين من عادات وتقاليد وإيمان وأغانٍ وتديّن، عدا عن شعور سنّي سوري عام بأنّ إيران أذلّتهم في كل مدنهم وقراهم، ويُنهي هذا الأمر أية علاقة طبيعية في مستقبل الأيام، وليس فقط يحتّم خروجها من سورية. لعبت إيران، عبر حزب الله وبقية المليشيات الشيعية المأمورة من حرسها الثوري، ولاحقاً تدخلت بألويةٍ منه، دوراً رئيسياً في تهجير مئات القرى من ريف القصير والقلمون وحمص وحلب وسواها؛ وقد ضاعف ذلك من حدّة الرفض الشعبي والمجتمعي ضدها. ونزعم أن الصامتين عنها والموالين للنظام سيكون لهم الشعور نفسه، حينما تبدأ العملية السياسية التي ستتضمن، بالضرورة، إخراج إيران وكلّ مليشياتها من سورية، أي سيكون السوريون "الموالون" أمام سؤال جديّ، وربما لأول مرة، لماذا سمحنا لإيران، ومن ثم روسيا، باحتلال سورية وقتل آلاف الشباب "الموالين"، ولا سيما أننا كنا نعلم أن النظام مخفقٌ، ولن يتمكّن من استعادة المدن والقرى تلك. أقصد أن نظام ولي الفقيه مرفوضٌ في إيران، وكذلك الحال في سورية. تتطلب المسألة وقتاً وسيكون العرب، وليس السوريون فحسب، رافضين وبشكل نهائي كل السياسة الإيرانية، وربما كل علاقات معها. مشكلة الطموح الإيراني في طائفيّته بالتّحديد، فهو يثير طائفيّةً مضادّةً وحروباً مستمرّة، فمشروع إيران طائفي وحربي في آن. هذا سببٌ مركزي لانهياره لاحقاً، أي أن قوته متأتيةٌ مما ذكرنا، وسيكون ضعفه لأسباب محلية وإقليمية ودولية، فهناك تغيّر في السياسة الأميركية بخصوص إيران، كما يصرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهناك توافق روسي تركي كبير، وشعور روسي بأن إيران طامحة لتحل مكانها في سورية والشرق العربي، عدا عن الرفض العربي المتصاعد ضدها، وتسمح هذه الأسباب بالقول إن لا مكان لإيران في سورية، وربما ستحجم وجودها في اليمن والعراق ولبنان. لن يتم تحجيم إيران بشكل جاد قبل بداية إيجاد آليات محدّدة للانتقال في سورية نحو العملية السياسية، ووضوح موقف السوريين من الوجود الروسي في سورية، وكذلك قبل مشاركة فصائل الجيش الحر في الحرب على الجهادية، أكانت "داعش" أم "فتح الشام" أم أية قوى لها الرؤية الجهادية ذاتها؛ فروسيا التي خيضت حروبٌ عنيفة ضدها في الشيشان وأفغانستان لن تقبل بأيّ حلِّ سياسيٍّ، ولن تسعى جدياً نحوه ما لم تنظف الأرض من هذه القضايا. في ذلك الحين، أعتقد أن بقاء إيران ومليشياتها، وبدءاً بحزب الله، ستتهيأ كل الشروط لرحيلهم من سورية. قبل ذلك، ستظل روسيا توظف إيران في الحرب ضد الثورة الشعبية، وضد الجهادية، وضد كل الرافضين لوجود الاحتلال الروسي لسورية.
العربي الجديد
نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة