..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

رائحة الحرية

محمد حسن عدلان

٢ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5045

رائحة الحرية
لسوريا1.jpg

شـــــارك المادة

 

من رأى النور لا قوة ترجعه لظلمة القبور...
لقد شممنا رائحة الحرية في الأفق...آه كم تبدو جميلة.!
بدأنا نمارسها رغما عن النظام .
ما أجمل لعن الظلام والسفاح بأعلى صوت .!
كم أنتشي بتحدي عصابات النظام والتعبير عن مشاعري بعد خوف وكبت طويل!

 


كم نحن سعداء ونحن نرى الآن أن من من ينهبنا ويجمع الرشوة والخوة لا يجرؤ على الاقتراب من أحيائنا ومحلاتنا!.
كان أتباع النظام الكريهين يتجولون بين أحيائنا في باب السباع والخالدية ووادي العرب والبياضة ودير بعلبة والحميدية وطريق الشام والإنشاءات وبابا عمرو والدبلان وجورة الشياح والقرابيص وطريق حماة والقصور والوعر و.
يرعبوننا و يتسلطون علينا ويذلوننا وكأنهم ضباط احتلال ، كان كل منهم يحمل محفظة لجمع الأموال ودفتر إرهاب يسميه دفتر تموين أو بلدية أو صحة أو مخابرات أو. أو... وكله ترهيب ليملأ محفظته بالرشاوي ويعود.
لقد أصبح مردود جهدنا وتعبنا لنا وحدنا.
صحيح أنه قليل ولكن كله لنا، ونحن غير نادمين فمردود قليل خير من كثير يسرق بعضه بالغصب.
ما أعظم سعادتنا بالحرية التي نمارسها رغم الرصاص ..!
شهداء كثر ولكنهم استشهدوا شامخين بعد أن ذاقوا طعم الحرية ولم يذهبوا هباء .
أحد الشهداء قال وهويحتضر: والله ذقت أياما من الحرية والسعادة تستحق هذا الثمن ثم نطق الشهادة وارتفع.
هي ميتة واحدة فقد كان يقتلنا ونحن خانعين، ودمنا أرخص عندهم من الماء لله در أمثال العرب (المنية ولا الدنية)، مثل أصبح شعارا لثورتنا نقوله بالسوري عاليا الموت ولا المذلة.
وإضافة للكرامة فأهل حمص ومناطقها الرستن وتلبيسة والحولة وتلكلخ والقصير وتدمر والقريتين...
أهل علم وأدب وكم يعجبهم قول المتنبي :
                                 فإذا لم يكن من الموت بد  ****فمن العجز أن تموت جبانا

وينتشون بقول شوقي:

                                وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ  ***   بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ

ويطبقونه ويقتحمون باب الحرية بأيديهم المضرجة..
الحرية ذقناها وعرفناها من الآن، أبي المسكين لم يعرفها ، ولكن جدي حدثني الأعاجيب عن حلاوتها.
فقد حدثني جدي قصة عن أعاجيب الحرية ولكنها لم تكن أعجوبة أيام زمان، (أيام الحرية) رواها للناس الكاتب عبد السلام العجيلي قال: (أتيت من الرقة، وأقمت في أحد فنادق دمشق، ونشر الخبر في الإعلام، فاتصل الرئيس آنذاك "ناظم القدسي" بالفندق ليكلم العجيلي، وطلب من المقسم رقم غرفته بعد أن عرفه بنفسه.
أجاب المقسم: عفوا سيادة الرئيس فالكاتب لم يأذن لنا بإعطاء رقم غرفته لأحد، فشكره الرئيس واتصل فيما بعد.
يقول العجيري: لم يستغرب الرئيس الرد، ولا أنا ولا المقسم فهذا شيء طبيعي آنذاك...) كم سنفخر غدا بطرد الهمج والتتار...! سأذهب إلى قبر جدي وبعد الفاتحة سأخبره (كما أوصاني) أننا أصبحنا مثله أحرارا شامخين .

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع