..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

انتصارات ثلاثية للمعارضة السورية في سباق حلب قبل جنيف

رامي سويد

١٠ إبريل ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5527

انتصارات ثلاثية للمعارضة السورية في سباق حلب قبل جنيف
87878انتصارات حلب.jpg

شـــــارك المادة

تمكّنت فصائل المعارضة السورية في حلب من تحقيق انتصارات كبيرة في الأيام الثلاثة الماضية، قبل أيام معدودة من انطلاق الجولة الثالثة من المحادثات السورية، والتي تنطلق يوم الثلاثاء في مدينة جنيف السويسرية، بحسب ما أعلن المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا.

وأحرزت فصائل المعارضة تقدماً غير مسبوق، منذ أكثر من سنتين، على حساب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بسيطرتها على بلدة الراعي الاستراتيجية شمال حلب، كما تمكّنت المعارضة من صدّ هجمات قوات النظام السوري المدعومة جواً من الطيران الروسي على بلدة حندرات شمال حلب من ناحية، وعلى منطقة العيس وجبالها جنوب حلب من ناحية ثانية.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، إذ تمكّنت المعارضة في مدينة حلب من إفشال مساعي قوات "حماية الشعب" الكردية المتجددة للتقدم من مناطق سيطرتها في حي الشيخ مقصود نحو طريق الكاستللو، خط إمداد المعارضة الوحيد لمناطق سيطرتها في حلب، وصدّت المعارضة هجوماً كبيراً للقوات الكردية في المنطقة.
وانطلاقاً من ريف حلب الشمالي، أثبتت فصائل المعارضة السورية تفوّقها الميداني، في الأيام الأخيرة، من خلال إحكامها السيطرة بشكل كامل على بلدة الراعي الواقعة على الجانب السوري من الحدود السورية ـ التركية، وقرى الوقف، وتلة عيشة، وهدبات، وتل أحمر، وتل عار، وتل بطال شرقي المحيطة بها، لتحسم بذلك معركة الراعي، وتدخل للمرة الأولى منذ بداية عام 2014 هذه المسافة الكبيرة في عمق مناطق سيطرة "داعش" شمال حلب، وتبلغ المساحة التي تمكنت المعارضة من قطعها حتى الوصول للسيطرة على الراعي والقرى المحيطة بها، نحو خمسة عشر كيلومتراً.
زيادة أعداد المقاتلين:
ونجحت المعارضة السورية بذلك في زيادة أعداد مقاتليها في مناطق سيطرتها بمدينتي أعزاز ومارع في ريف حلب الشمالي، وتحسين مستوى تسليحهم بعد نقل المعارضة كميات كبيرة من مقاتليها وعتادها من ريفَي حلب الغربي وإدلب الغربي إلى ريف حلب الشمالي عبر تركيا، بالإضافة لحصول المعارضة على دعم جوي من التحالف الدولي لمحاربة "داعش" بقيادة الولايات المتحدة، فضلاً عن دعم من المدفعية التركية المتمركزة على الجانب التركي من الحدود المشتركة مع سورية.
وساهم كل ذلك في ضرب خطوط "داعش" الدفاعية وزيادة صعوبة جلب التنظيم لمزيد من الإمدادات إلى مناطق القتال بسبب استهداف طيران التحالف لخطوط إمداده، كما حرم ذلك التنظيم من استخدام السيارات المفخخة التي طالما أرهقت المعارضة، ومع ذلك، لا يزال تفخيخ "داعش" لعشرات المنازل والمباني، وزرع مئات الألغام على الطرقات في مناطق سيطرته شمال حلب يبطئ من سرعة تقدم فصائل المعارضة على محور القتال المجاور للحدود السورية ـ التركية.
كما أن قيام "داعش" بحفر عشرات الخنادق، ورفع عشرات المتاريس الدفاعية الترابية يمنع المعارضة من التقدم على حساب التنظيم على محاور القتال الواقعة جنوباً قرب بلدات صوران، واحتيملات، ودابق التي يتوقع أن تهاجمها المعارضة قربياً بعدما أصبحت الآن تسيطر على جميع القرى والبلدات الواقعة شمالها، ويبدو أن هذا التقدم الكبير للمعارضة شمال حلب على حساب "داعش" سيضعف بشكل كبير من فرص قوات "حماية الشعب" الكردية من تقديم نفسها كمرشح وحيد للقضاء على التنظيم في منطقة شمال وشرق حلب خصوصاً.

إذا ما استمر تقدم المعارضة في المنطقة. وربما يكون ذلك التقدم للمعارضة هو ما دفع القوات الكردية إلى مهاجمة المعارضة في أحياء البني زيد، والسكن الشبابي شمال حي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه القوات الكردية في محاولة للوصول إلى طريق الكاستللو.
لكن المعارضة تمكّنت من صدّ القوات الكردية على الرغم من الدعم الجوي الروسي لها، أول من أمس الجمعة. وأتبعت المعارضة ذلك بشنها هجوماً برياً كبيراً على معاقل القوات الكردية في حي الشيخ مقصود، ترافق مع قصف صاروخي ومدفعي نتج عنه سقوط ضحايا من المدنيين الساكنين في الحي.
سباق بين كافة الأطراف:
ودخلت قوات النظام السوري على خط محاولة تسجيل نقاط ميدانية في السباق الجاري بين أطراف النزاع في حلب قبل جنيف، إذ هاجمت قوات النظام والمليشيات المحلية والأجنبية الداعمة لها، منطقة مخيم حندرات التي تسيطر عليها المعارضة شمال حلب، إلا أن المعارضة تمكنت من القيام بعملية التفاف بعد انسحابها من نقاط عدّة لتوقع خسائر كبيرة في صفوف قوات النظام التي شنت الهجوم لتخسر قوات النظام عدداً من القتلى والجرحى، وتنجح المعارضة بأسر عدد من مقاتلي "لواء القدس".
وتطرح هذه التغيرات الميدانية مزيداً من التحديات أمام أطراف الصراع في حلب على الرغم من ارتفاع أسهم المعارضة السورية، في الأيام الأخيرة، إلا أن المعارضة لا تزال مطالبة باستعادة المناطق التي خسرتها أمام قوات النظام والقوات الكردية في ريف حلب الشمالي، في شهر فبراير/ شباط الماضي.
كما أنها مطالبة بمواصلة التقدم على حساب "داعش" في ريف حلب الشمالي والشرقي لتقطع الطريق بشكل نهائي على القوات الكردية التي تحضّر، منذ أسابيع، للانقضاض على هذه المناطق بهدف وصل مناطق سيطرتها شمال شرق سورية في الجزيرة السورية، ومناطق تل أبيض وعين العرب بمناطق سيطرتها شمال غرب سورية، وتحديداً في منطقة عفرين شمال غرب حلب.
أما قوات النظام السوري يبدو أن أولوياتها تقتصر حالياً على محاولة استعادة تلة العيس الاستراتيجية المطلة على أوتوستراد حلب دمشق الدولي جنوب حلب، والتي سيطرت عليها المعارضة السورية، الأسبوع الماضي، لتبقي قوات النظام السوري على فرصها في شن هجوم كبير في أي وقت على ريف إدلب الشمالي انطلاقاً من مناطق سيطرتها بريف حلب الجنوبي.

 

 

 

 

العربي الجديد

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع