تتواصل ارتدادات قرار الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بسحب قواته من سوريا، حيث أكدت وسائل  إعلام لبنانية أن ميليشيا "حزب الله" اللبناني بدأت أيضاً بسحب تدريجي لقواتها من سوريا، ونقل موقع "جنوبية" اللبناني عن مصادر مقربة من ميليشيا الحزب تأكيده بأن "المئات من عناصر "حزب الله" الذين يقاتلون إلى جانب قوات الأسد في سوريا بدأوا منذ عصر أمس بالعودة إلى منازلهم بالضاحية الجنوبية بشكل مفاجئ وكثيف دون سابق إنذار.

وأردف الموقع اللبناني أن المفاجأة التي فجرها الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" الليلة بإعلانه عن بدء سحب القوة الرئيسية لجيشه في سوريا من أجل تسهيل العملية السياسية لاحقاً تطبيقاً لاتفاق "أميركي روسي"، هذا الإعلان هو العامل الرئيسي الذي قلب الخطة الحربية لدى حزب الله من هجوم إلى انسحاب، وتابع "إعلان بوتين يكشف أمرين مهمين: الأمر الأول هو وجود اتفاق "أميركي روسي" صلب وقوي يقضي ببدء العملية السياسية لحل الأزمة السورية، مع عدم السماح لأي من الأطراف بإفشالها، والمؤشر على ذلك هو صمود الهدنة التي خالفت التوقعات بعد الإعلان أنها ستكون هدنة دائمة غير محكومة بسقف زمني.
والأمر الثاني هو الالتزام الفوري من قبل إيران وحزب الله بهذا الاتفاق "الأميركي الروسي" دون إعلان رسمي، ولكن تجلى ذلك عملياً وبشكل سريع، فالحزب بدأ بسحب مقاتليه قبل إعلان بوتين عن سحب القوات الروسية، وهذا يظهر أن إيران وحزب الله معنيين بهذا الاتفاق وملتزمين فيه.

كما يظهر ما قاله بشار الأسد للرئيس بوتين خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه الأخير وأبلغه فيه قراره بالانسحاب وبداية العملية السياسية مع الطمأنه أن روسيا لن تسحب جميع قواتها، وبالتالي طمأنة النظام السوري الذي رد بالمقابل حسب "روسيا اليوم" أنه ملتزم بالمباشرة بتطبيق العملية السياسية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الإذعان "السوري والإيراني" للاتفاق الأميركي الروسي دون شروط.