وسيم عيناوي
تصدير المادة
المشاهدات : 3114
شـــــارك المادة
على غرار مضايا ومعضمية الشام تقبع مدينة التل تحت حصار دخل شهره السابع وفي حالة تعتبر هي الأخطر من حالات الحصار على مستوى سوريا، لأن المدينة تضم ما يقارب مليون نسمة، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن من نازحي الغوطة الشرقية ومدن القلمون.
ويأتي ذلك لكونها أكبر وآخر مدن القلمون المحرر والخارجة عن سيطرة النظام وحزب الله, مما جعلها تضاف لقائمة المدن المحاصرة سعيا لتجويع أهلها وإرغامهم على طرد الثوار من داخلها لتعود المدينة لسيطرتهم من جديد، وبذلك يكون النظام قد أحكم سيطرته على آخر مدن القلمون الغربي المحرر والمحاذية للحدود السورية اللبنانية، مما سيعطي اطمئنانا أكبر لحزب الله في الداخل اللبناني. يقول مدير تنسيقية التل والمكتب الإعلامي في المدينة أحمد البيانوني إن النظام خص التل بسيناريو الجوع أو الركوع قبل أي مدينة أخرى في القلمون الغربي, وذلك منذ سبعة أشهر بعد أن وجد أن الحصار أقل ضجيجا وأخفض فاتورة له في العتاد والأرواح, وخاصة أن الدخول في معركة بمدينة ضخمة كالتل فيها هذا العدد الكبير من السكان سيكون مكلفا جدا له. يضاف ذلك لتوجهه لتحسين صورته بعدم إيقاع مجازر جديدة في المدينة التي يسعى لإعادة سيطرته عليها مع إبقاء المحاصرين فيها تحت سيطرته دون الحاجة لنزوحهم ليظهر بمظهر المقبول شعبيا، ويضيف البيانوني أن هدف النظام من هذا الحصار هو تجويع أهلها ودفعهم للضغط على مسلحي المعارضة للخروج من البلدة حتى يسمح النظام بعودة دخول المواد الغذائية من جديد بعد تحججه بوجود المسلحين ومنعه من دخول الأغذية حتى لا تصل لأيديهم. غير أن الفصائل العسكرية الموجودة في المدينة، والتي يعتبر معظمها كتائب محلية من أهالي البلدة، قد أصدرت عدة بيانات بأن وجودها في المدينة لحماية المدنيين فقط وتسيير أمورهم من دون التعرض لحواجز النظام في محيطها. الصعيد الإنساني: أما على الصعيد الإنساني فيقول مسؤول القسم الإغاثي في مجلس المدينة أبو محمد التلاوي إن الوضع المعاشي وصل حد الكارثة وخاصة بعد إغلاق معظم محلات المدينة بسبب انعدام المواد الغذائية، واستغلال حواجز النظام لحاجة الأهالي لها وبيعها بأسعار خيالية كما حدث في مضايا, مما اضطر معظم الأهالي لاستنفاد معظم ما يملكون في الأشهر الأولى من الحصار. ويضيف التلاوي أن حال المدينة لا تختلف كثيرا عن وضع مضايا التي استجابت المنظمات الإنسانية لنداءات النشطاء فيها بفك الحصار عنها، "فلماذا لا يتم كسر حصار مدينة التل وإدخال المساعدات لها لا سيما وأن عدد المحاصرين في مدينة التل يقارب مليون نسمة ومعظمهم من النساء والأطفال والعجائز النازحين من الغوطة الشرقية وبلدات الريف الدمشقي الأخرى". ويشير التلاوي إلى أن الخطورة الأكبر تكمن في انعدام المواد الطبية داخل المدينة ومنع أي شخص من إدخال أي علبة دواء لها، وتتجلى تلك المأساة أكثر لدى الصغار بعد شح حليب الأطفال في المدينة، إضافة لوفاة أكثر من شخص وخاصة العجائز من المصابين بالأمراض المزمنة التي تحتاج لدوام بشكل مستمر ومنتظم، وهذا ما لا يسمح به النظام من خلال حصاره. ويذكر نشطاء أن وجهاء من المدينة يسعون مؤخرا للتوسط لإيجاد حلول محلية لفك الحصار عنها, وذلك بعد فقدهم أي آمال بتدخل أممي أو لمنظمات إنسانية دولية لفك الحصار عن المدينة وإنقاذ المحاصرين فيها.
الجزيرة نت
عبسي سميسم، رامي سويد
ياسين عبد اللطيف
عدنان علي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة