عبد حامد
تصدير المادة
المشاهدات : 3571
شـــــارك المادة
من يتأمل في مواقف أغلب الرسميين العرب، يظهر له بكل جلاء ووضوح أنهم سرعان ما يتصدوا وبكل قوه وعنف، لمن يخالفهم في وجهات النظر، أو إذا ما لمحوا أية بوادر خلاف أو خصومة معهم، إذا كان ذلك مصدره من الأشقاء أو الأصدقاء، أما إذا جاء العدوان من قبل أعداء الأمة التاريخيين الذين اغتصبوا أرضهم وأعراضهم ومقدساتهم، وسفكوا دماء أبناء شعبهم،فهذا أمر آخر لا يلتفتوا إليه ولا يعنيهم في شيء مطلقا وأبدا.
نعم إنهم في الحالة الأولى يستغلون كافة النزعات العشائرية والمذهبية والعرقية والقطرية، لمواجهه من يخالفهم في أمر ما أو هو يقف على النقيض من وجهة نظرهم في ما يخص أية مسألة أو قضية مهما كانت صغيرة غير مهمة، ولا شأن لها مطلقا أو لها أي أثر فعال على الساحة السياسية لدولهم. هل لا زالت التقاليد الباليه والأعراف التي أكل عليها الدهر وشرب لا زالت هي التي تتحكم في سلوكهم ومواقفهم،على الرغم من تطور الزمن وتقدم الحياة وارتفاع مستوى وعي الإنسان ومعارفه وعلومه، يبدو أن الأمر هو هكذا تماما. فمتى يغادر الرسميون العرب هذه الحالة المقيتة البغيضة، وحين ثارت الشعوب عليهم بقصد تغيير هذا الواقع البائس والمزري، تصدى لهم أغلب الحكام بكل قوه وعنف، حتى بدا أن أكثر هؤلاء الحكام ليس لهم من أعداء إلا أبناء شعبهم وأمتهم، وإلا كيف يستخدموا كل هذه الآلة الجهنمية في مواجهتهم وكيف يبطشوا بشعوبهم بكل هذه الضراوة والقسوة والوحشية التي ليس لها أية حدود أو ضوابط. إنها جرائم لم تشهد لها البشرية مثيلا على مر تاريخها الطويل جدا، ولكن يبدو أن تاريخا جديدا قد أطل على أمة العرب، وأن الشعب العربي قد بدا فعلا في أحكام قبضته على إدارة شؤون الدولة والمجتمع وفي مختلف مفاصل الحياة، وأن عصر الأنظمة الشمولية قد انتهى حقيقة وواقعا وفعلا في بلاد العرب.
ميمونة جنيدات
مصطفى منيغ
هناء الحمراني
فداء السيد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة