..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

غطاء روسي للقوات الكردية ضد المعارضة السورية بحلب

رامي سويد

٢٨ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6382

غطاء روسي للقوات الكردية ضد المعارضة السورية بحلب
349 (18).jpg

شـــــارك المادة

مع تصاعد الحديث عن اقتراب تنفيذ "المنطقة الآمنة" التي اقترحتها تركيا منذ أشهر وفي خطوة بدت كمحاولة لإعادة خلط الأوراق، بدأت المليشيات الكردية المتمثلة بقوات "حماية الشعب" الكردية وقوات "حماية المرأة"، بمهاجمة خط إمداد قوات المعارضة السورية الوحيد إلى مناطق سيطرتها في مدينة حلب، بغطاء جوي روسي.

 

كما قامت مليشيات مؤلفة من فصائل صغيرة تنشط في مناطق سيطرة القوات الكردية في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، بمهاجمة مناطق سيطرة قوات المعارضة قرب مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي ومهاجمة خطوط إمداد قوات المعارضة التي تصل الحدود التركية بمناطق سيطرتها بحلب وريفها الغربي. خطوة فسّرتها قيادات الجيش السوري الحرّ بأنها هادفة إلى التعكير على مشروع المنطقة الآمنة من خلال ضرب الفصائل المقرّبة من تركيا في المنطقة الحساسة الحدودية في ريف حلب.
وأعلنت قوات "حماية الشعب" الكردية، في بيان نشرته على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، مساء الخميس، أن قواتها هاجمت مواقع من وصفتهم بـ"المرتزقة" في منطقتي الشقيف والكاستلو الاستراتيجيتين بالنسبة لقوات المعارضة نظراً لمرور خط إمداد قوات المعارضة الوحيد إلى حلب منهما، وتسبب هجوم القوات الكردية على المنطقتين بإغلاق خط إمداد المعارضة إلى حلب مساء الخميس لساعات.
الطيران الروسي يساند الوحدات:
وتزامن هذا الهجوم من القوات الكردية على مناطق سيطرة المعارضة بمدينة حلب، مع هجوم مماثل شنّته قوات ما يعرف بـ"جيش الثوار" التي تنشط في مناطق سيطرة القوات الكردية بمنطقة عفرين، على مناطق سيطرة المعارضة السورية في منطقتي كشتعار والمالكية في ريف مدينة أعزاز الغربي.
وقامت قوات "جيش الثوار"، وهو تشكيل من بقايا "جبهة ثوار سورية" التي كان يقودها جمال معروف في ريف إدلب وشكّل في شهر مايو/ أيار الماضي في مناطق سيطرة القوات الكردية شمال سورية، بمهاجمة مطحنة الفيصل التي تسيطر عليها قوات "الجبهة الشامية"، أكبر فصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي، ومعسكر المالكية القريب الذي تسيطر عليه قوات المعارضة أيضاً، وتمكنت قوات "جيش الثوار" من تحقيق تقدّم فعلي والسيطرة على عدة نقاط، قبل أن تقوم "الجبهة الشامية" بإرسال تعزيزات إلى المنطقة لتستعيد النقاط التي خسرتها وتوقع عدداً من القتلى بصفوف "جيش الثوار"، بحسب ما أفاد به العقيد المنشق عن النظام السوري محمد الأحمد، والذي يشغل منصب المتحدث الرسمي باسم "الجبهة الشامية" حالياً.
وأكد الأحمد، في اتصال مع "العربي الجديد"، أن الطيران الروسي قام باستهداف مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي بالتزامن مع هجمات القوات الكردية وقوات "جيش الثوار" على مناطق سيطرة المعارضة في هذه المناطق. وهو الأمر الذي أكدته مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، مشيرة إلى أن الطيران الروسي استهدف بثلاث غارات جوية نقاطاً قرب قرية العلقمية القريبة من مطار منغ العسكري الذي تسيطر عليه المعارضة قرب أعزاز ومطحنة الفيصل التي جرت الاشتباكات في محيطها.
كما أعلن العقيد الأحمد أن القصف الروسي مستمر على مناطق سيطرة المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي، لكن هذه الغارات لا تصيب نقاط تمركز المعارضة السورية ويقتصر أثرها على إيقاع مزيد من الضحايا في صفوف المدنيين. واعتبر أن هذه الهجمات من القوات الكردية وحلفائها تهدف إلى خلط الأوراق مع اقتراب تركيا من تقديم دعم فعال للمعارضة السورية لتنفيذ "المنطقة الآمنة" شمال حلب.
موضحاً أنه بعد انتصارات قوات المعارضة على المليشيات الإيرانية والعراقية وقوات حزب الله اللبناني التي تقدّمت في الفترة الماضية جنوب حلب بغطاء جوي روسي، وبعد تمكّن قوات المعارضة شمال حلب من التقدّم على حساب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بسيطرتها على قريتي دلحة وحرجلة، بدأت القوات الكردية وحلفاؤها من التشكيلات الصغيرة الناشطة في مناطق سيطرتها بمحاولة اختلاق الإشكالات مع قوات المعارضة لعرقلة تنفيذ مشروع "المنطقة الآمنة".
وأشار الأحمد إلى أن التعاون بين القوات الكردية من جهة، والنظام السوري وروسيا من جهة أخرى، ليس بالخفي، وقد اتضح من خلال التنسيق المشترك بين القوات الكردية وقوات النظام في حي الشيخ مقصود، شمال حلب، في الفترة الماضية ومن خلال التعاون بين القوات الكردية وقوات النظام في مدينة الحسكة وريفها.
مشروع المنطقة الآمنة:
ويطرح هذا التطور تساؤلات جدية حول إمكان تنفيذ تركيا لمشروع "المنطقة الآمنة" التي وسّعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أخيراً، حين تحدث عن منطقة آمنة تمتد من مدينة جرابلس على نهر الفرات، شمال شرق حلب، وصولاً إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، شمال اللاذقية، لأن هذا التمدد في المنطقة الآمنة سيشمل بطبيعة الحال منطقة عفرين التي تسيطر عليها قوات "حماية الشعب" الكردية، هذا الأمر لن يروق بطبيعة الحال لهذه القوات التي كانت وما زالت تسعى لتقديم نفسها للمهتمين بمحاربة تنظيم "داعش" وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية كقوة وحيدة برية قادرة على تحقيق إنجازات على حساب "داعش" على الأرض إذا حصلت على غطاء جوي فعال من التحالف الدولي.
وقد حققت هذه القوات، بالتعاون مع التشكيلات العربية الصبغة ذات الحجم الصغير، انتصارات فعلية على حساب "داعش" سابقاً في منطقة عين العرب بريف حلب الشرقي، وفي ريف الحسكة، وفي منطقة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، وذلك بالاستفادة من الغطاء الجوي من التحالف الدولي.
ويظهر هنا التضارب بين السيناريو الذي ترغب به القوات الكردية وحلفاؤها والذي يتمثّل بجعلها الحليف الأبرز للأطراف المعنية بالقضاء على "داعش"، والسيناريو الذي تتبناه تركيا والذي يعتبر أن قوات المعارضة السورية هي الطرف الوحيد الذي يمكن أن يحصل على دعم وغطاء جوي ليقضي على تنظيم "داعش"، وسيخلق ذلك بلا شك تنافساً وصراعاً بين القوات الكردية وحلفائها من جهة وقوات المعارضة السورية المقرّبة من تركيا من جهة ثانية، وهو الأمر الذي بدأ يتجلى بالصدامات المتكررة بين الطرفين في محيط منطقة عفرين بريف حلب وفي محيط حي الشيخ مقصود بحلب.

 

 

 

 

العربي الجديد

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع