مراد القوتلي
تصدير المادة
المشاهدات : 3489
شـــــارك المادة
على الرغم من اتفاق كل من إيران وروسيا على استهداف قوات المعارضة السورية التي تواجه نظام بشار الأسد وتنسيق عملياتهما لهذا الغرض، إلا أن المصالح الكبيرة للدولتين وصلت إلى حد التضارب بينها، حيث تسعى كل منهما إلى امتلاك الجزء الأكبر من مفاتيح حل القضية السورية بالشكل الذي تريده.
ولفتت تصريحات رئيس "الحرس الثوري الإيراني" اللواء محمد علي جوادي أمس إلى وجود عدم اتفاق كامل مع موسكو حليفة النظام، وفيما أبدت موسكو التي تشارك في اجتماعات فيينا مرونة حيال مصير الأسد في السلطة واعتبرت أن بقائه غير مبدأي، يبدو أن طهران اعتبرت ذلك مساساً بخط أحمر قدمت طهران من أجله قدرات بشرية ومالية كبيرة للحفاظ على الأسد في السلطة والأقدر على تنفيذ مصالحها، حسبما تراه.
ولم يخف المسؤولون الروس والإيرانيون اختلافات وجهات النظر بينهما حيال مصير الأسد، وبدا ذلك واضحاً على وسائل الإعلام حيث تزامنت تصريحات للجانبين كل منهما ينافي الأخر، حيث قالت وزارة الخارجية الروسية "إن روسيا لا ترى في بقاء بشار الأسد بالسلطة مسألة مبدأ"، وأضافت المتحدثة باسم الوزارة "ماريا زاخاروفا" في إجابتها على سؤال صحفي هل إنقاذ الأسد مسألة مبدأ لروسيا: "لا على الإطلاق لم نقل ذلك أبدا".
وفي تصريح مقابل من اللواء الجعفري قال فيه: "موسكو ربما لا تهتم ببقاء الأسد كما نفعل نحن"، معتبراً أنه "ما من شخص أفضل من الأسد يحل محله في السلطة"، حسب تعبيره. وأضاف أن روسيا لا تشترك مع طهران في موقف واحد حيال سورية ونظام الأسد، والموقف من ميليشيا "حزب الله" اللبناني.
ويبدو أن عدم الثقة حاضرة بين الحليفين في سورية والمتنافسين عليها، فإيران لم تخفي ارتيابها من الوجود الروسي في سورية، ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية عن جعفري قوله: "جارتنا الشمالية (روسيا) تساعد أيضاً في سورية، ولكنها غير سعيدة بالمقاومة الإسلامية، ولكن على أي حال فإنها تقدم المساعدات على أساس المصالح المشتركة".
وانتزعت روسيا بتدخلها العسكري الكبير في سورية زمام المبادرة من إيران، وأجبرت الطائرات الروسية القوات البرية التي تتضمن جنود إيرانيين وميليشيات مدعومة من طهران على التنسيق مع القواعد العسكرية الروسية في الساحل السوري، وهو أمر لم يعتد عليه الضباط الإيرانيون الذي كانوا يتحكمون بأدق التفاصيل العسكرية.
وتخشى طهران من التنسيق الروسي – الإسرائيلي الذي تم التوصل إليه مؤخراً، وتنبع مخاوف طهران من أن معرفة روسيا لتفاصيل القوات المدعومة من إيران لا سيما ميليشيا "حزب الله" قد يجعل الأخيرة مكشوفة بشكل أكبر لإسرائيل.
سياسياً أيضاً تحاول موسكو أن تلعب دوراً محورياً في حل القضية السورية، وإيهام الأطراف الفاعلة بالقضية السورية أنها قادرة على جمع الفرقاء وتوحيدهم للخروج بحل فشلت جميع الدول بالتوصل إليه على مدار السنوات الأربعة الماضية، وتتحدث موسكو حالياً عن دعوات وجهتها لما قالت إنهم "زعماء المعارضة السورية" بهدف إجراء محادثات مع النظام. ويتحدث مسؤولون أمريكيون عن استعداد إيران الابتعاد عن روسيا في سورية، شريطة أن يبقى الحوار حول القضية السورية محصوراً بين طهران وواشنطن.
السورية نت
ياسين رائد الحلبي
محمد أمين
وصال طنطانا-الجزيرة
العصر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة