عربي 21
تصدير المادة
المشاهدات : 2974
شـــــارك المادة
قام تنظيم الدولة مؤخرا بسلسلة من الإجراءات لتدارك انهيار الوضع الصحي في مناطقه، ولا سيما في ما يتعلق بالمشافي التي تعاني نزفا شديدا في الكوادر الطبيّة، فضلا عن المعدات والتجهيزات، بحسب شهادات واردة من مناطق التنظيم، واتخذ "ديوان الصحة" إجراءات مختلفة، منها نقل كافة التجهيزات والمعدات الطبية من مشفى جرابلس الميداني - الذي كان يقدم للأهالي خدمات مجانية من قبل الهلال الأحمر القطري قبل سيطرة التنظيم - إلى جهة مجهولة، ونسف المبنى عقب ذلك.
وقال المدرس "محمود" من مدينة جرابلس، إن الأهالي لم يجدوا تفسيرا لنقل معدات مشفى يقدم خدمات مجانية، مضيفا لـ"عربي21" أن "من غير المفهوم؛ أن يتم نسف المبنى بعد إفراغه"، ولم يفصح ديوان الصحة التابع لتنظيم الدولة عن سبب إقدامه على هذا الإجراء. مخالفات شرعية: وازدادت مؤخرا إجراءات إغلاق المشافي العامة والخاصة، ومن ذلك إغلاق مشفى الهناء نتيجة "مخالفة شرعية"، ليصار إلى فتحه مجددا، وأوضح أحد العاملين في ديوان الصحة؛ أن سبب إغلاق المشفى هو "ورود شكاوى قدمت ضد أصحابه بإجراء عمليات إجهاض وغيرها مما يخالف الشرع الحنيف"، مشيرا إلى أن الديوان سمح بإعادة فتح المشفى من جديد بعدما تأكد من سلامة عمله، وعدم صحة الشكاوى الواردة بحقه. وأضاف لـ"عربي21": "لا نغلق المشافي عبثا، وإنما يحصل ذلك نتيجة مخالفات شرعية كبيرة تُرتكب فيها"، وقال مراقبون وشهود عيان، إن تنظيم الدولة يضع يده على المشافي الخاصة غالبا بتهمة العمالة، وموالاة الكفار المرتدين، كما حصل مع مشفى الرؤوف والزبير بالبوكمال، ومشفى النور في مدينة الميادين بمحافظة دير الزور، حيث "قام التنظيم بطرد كادره الطبي، واستولى على منازل الأطباء العاملين فيه؛ بتهمة الردة، وتلقي الأموال من الكفار". ولكن الطالب الجامعي "معتز" من دير الزور، قال لـ"عربي21"، إن "التهمة الحقيقية التي أدت إلى مصادرة مشفى النور؛ هي معالجته الثوار وجرحى الجيش الحر بالمجان"، مشيرا إلى أن المشفى - الذي يديره حاليا ديوان الصحة - كان يُدعم ماديا من قبل المحسنين". أسباب أمنية: واتهم مواطنون في مدينة منبج بمحافظة حلب، تنظيم الدولة، بالاعتداء على مشافٍ كانت تقدم لهم خدمات مجانية، وقال أحد الشهود - رافضا ذكر اسمه - إن التنظيم سيطر على بعض أجنحة مشفى منبج الوطني لمعالجة عناصره، ثم قام لاحقا بإخلائه كليا، وإغلاقه بوجه المراجعين. إلا أن "الشيخ صالح" المقرب من تنظيم الدولة في منبج، أوضح أن "إغلاق مشفى عائشة (منبج الوطني) كان لأسباب أمنية، وذلك بعد قصف المشفى العام في البوكمال"، مؤكدا أن "المشفى ما زال يقدم المساعدات في مجالي التصوير الشعاعي والتحاليل الطبيّة"، وأضاف: "الظروف تحكمنا أحيانا، ولا شك أنّ الدولة الإسلامية ستجد البديل المناسب لرعاياها مستقبلا". ويقدم مشفى منبج خدماته لشريحة واسعة من أهالي المنطقة، وفي هذا الصدد يقول أحد الممرضين إنه "المشفى الوحيد في المدينة الذي يقدم الرعاية لمرضى التلاسيميا، ومرضى الفشل الكلوي، وفيه بنك للدم، فضلا عن العمليات الجراحية التي يجريها، والتي تصل أحيانا إلى 20 عملية جراحية في اليوم". العاملون بالمشافي: وامتدت إجراءات تنظيم الدولة لتطال العاملين في المشافي من أطباء وممرضين، حيث إنه أجرى إحصاء للأطباء والممرضين، وطلب منهم عدم السفر دون إذن خطي من ديوان الصحة، بحسب الطبيب "أحمد" من ريف حلب الشرقي، الذي قال إن التنظيم منع أطباء في اختصاصات معينة من الهجرة مطلقا. وأضاف لـ"عربي21": "أي طبيب يهاجر؛ فإنه يعلم مسبقا أن التنظيم سوف يستولي على أملاكه، ولا سيما إذا كان مختصا بالجراحة"، ويرى تنظيم الدولة والمقربون منه؛ أن إجراء منع الأطباء من السفر "يصب في مصلحة عموم الناس"، ويقول عضو التنظيم "أبو قتادة" إن "الأطباء يبحثون عن مصالحهم الشخصية دون التفكير بعامة المسلمين". وأضاف لـ"عربي21": "بغض النظر عن مسألة معالجة عناصر التنظيم في هذه المشافي؛ نحن لا نقبل أن يبقى عموم الناس بدون أطباء، ولذلك نتخذ بعض الإجراءات للمصلحة العامة ليس إلا"، وأعرب مواطنون يقيمون في مناطق تنظيم الدولة، عن خشيتهم من "ازدياد الوضع الصحي سوءا، بالتزامن مع استيلاء التنظيم على المشافي الخاصة، وإغلاق بعض المشافي العامة، بالإضافة إلى هجرة الأطباء، وعدم وجود خريجين جدد من أبناء المنطقة بعد أن منع تنظيم الدولة الدراسة في الجامعات الحكومية"، كما يقولون. وأشاروا إلى أنهم يضطرون إلى اللجوء لمناطق النظام، أو المناطق التي تسيطر عليها فصائل الثورة، للعلاج من بعض الأمراض التي تحتاج لأطباء وأجهزة متطورة، وحينما يتعلق الأمر بعمليات القلب والعيون؛ فإنهم في الغالب يلجأون إلى تركيا.
المرصد الاستراتيجي
براء الشمري
نذير رضا
الهيئة العامة للثورة السورية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة