..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

500 يوم دمنا يسفك

صالح عبد الله السليمان

٢٨ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6126

500 يوم دمنا يسفك
في سورياdefault36.jpg

شـــــارك المادة

ما أشبه الليلة بالبارحة , سنتان الآن خلالهما  نستيقظ على أخبار قتال , وننام على أخبار شهداء . كل أخبارنا تقول ,  .
تواصل القصف بالأسلحة الثقيلة على ...
قصف عنيف على ...وقراها وطال القصف ..
إطلاق نار من ...في أنحاء مدينة ...
تدور الاشتباكات عنيفة على ...
تعرضت مدينة ...لقصف مدفعي  عنيف  الليلة


قصف ليلي عنيف على ...بالهاون والمدفعيات الثقيلة..
اشتباكات بين ...عند قرية ...
اشتباكات عنيفة جدا في حي ...
إطلاق صواريخ على ...

نفس النوع من الأخبار لمدة سنتين ولكن باختلاف الأسماء . كانت أولا تأتينا ,  باسم ليبيا ومدن وقرى وأحياء ليبيا الحبيبة ,  والآن أصبحت تأتينا من سوريا الجريحة , ومدن سوريا وقرى سوريا وأحياء سوريا التي ستحرر قريبا إن شاء الله ,  مشهد عبر عنه أمير الشعراء , ورغم مرور عشرات السنين , نجده يصدق


سلام  من  صبا   بردى   أرق       ***    ودمع  لا  يكفكف  يا   دمشق
ومعذرة     اليراعة     والقوافي   ***   جلال  الرزء  عن  وصف  يدق
وبي  مما  رمتك   به   الليالي      ***   جراحات لها  في  القلب  عمق
لحاها    الله    أنباء     توالت        ***   على  سمع  الولي  بما  يشق
يفصلها    إلى    الدنيا    بريد    ***   ويجملها   إلى   الآفاق   برق
تكاد   لروعة   الأحداث   فيها       ***   تخال من  الخرافة  وهي  صدق

 

هي فعلا أخبار قاسيه ومزعجة ومحزنه ,  ولكنها لا تصيبني بالكآبة , لأني أرى فيها مشهد آخر ,مشهد جميل . مشهد تهفو إليه أرواحنا .
فها هي أمة تنهض من غفوتها , ومارد يخرج من قمقم وضع فيه لمئات السنين ,ليقول أنا هنا ,
أنا هنا , استحق الحرية وأستحق الكرامة , ومستعد لدفع ضريبتها من دمي ومن قوتي ومن دمعي وعرقي , ولن أتراجع حتى أنال الحرية , مهما كان الثمن باهظا , فالشعوب تراه بخسا .
هذه ليست شعارات يتغني بها رؤساء وزعماء وحكام وقاده , ولكنها حقائق تكتب بالدم , وتختم بجراح الأبطال ,
كلما كان الثمن باهظا , وكلما كان غاليا , فهو ضمانة  إن لا نتخلى عنها , وأن لا نتنازل عنها لطاغية آخر .
فمتى يعي حكام العرب أن الشعوب إن قامت فلن تعود إلا بعد أن تحقق ما قامت لأجله , متى يعي بشار الأسد الدرس الذي رفض سابقيه من الطغاة الانتباه له , فآلوا إلى ما آلو إليه.
لقد مرت أكثر من 500 يوم ودم الشعب السوري يسفك , ولكن لم يتراجع , لم يهزم , لم تضعف عزيمته , بل نراه يزيد إصرارا وعزما على الوصول إلى هدفه , وسيصل إن شاء الله ؟
وعلى طريق الحرية والكرامة نلتقي.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع