رامي سويد
تصدير المادة
المشاهدات : 2960
شـــــارك المادة
لم تتوقف المعارك في محيط مستشفى جسر الشغور الوطني الذي تتحصّن فيه قوة كبيرة لقوات النظام السوري، لليوم العاشر على التوالي، وسط استماتة النظام لمحاولة فك الحصار عن قواته، وهو ما يعود إلى وجود قيادات من قوات النظام في المستشفى، كما كشف مصدر لـ"العربي الجديد"، ولم تتمكن قوات المعارضة من اقتحام المستشفى بعد، على الرغم من محاولاتها المتكررة، وتفجير "جبهة النصرة" التي تقاتل إلى جانب قوات المعارضة، سيارتين مفخختين أمام المستشفى مطلع الأسبوع الحالي. وتأخذ هذه المعركة في محيط المستشفى أهمية استثنائية لأسباب عدة، فمن جهة يُعدّ مبنى المستشفى والمباني التي يسيطر عليها النظام في محيطه، آخر ما تحتفظ قوات النظام بالسيطرة عليه في مدينة جسر الشغور وريفها، الأمر الذي يجعل خسارتها لهذه النقاط حسماً نهائياً لصالح قوات المعارضة لمعركة ريف إدلب الغربي. أهمية المعركة الجارية جنوب غرب مدينة جسر الشغور: من جهة أخرى، تزيد الطبيعة الديمغرافية للمنطقة من أهمية المعركة الجارية جنوب غرب مدينة جسر الشغور، إذ تسيطر قوات المعارضة على ثلاث بلدات تسكنها أغلبية موالية للنظام، وهي بلدات اشتبرق وغانية وكفير، وتمكّنت المعارضة من خلال سيطرتها على هذه البلدات من إحكام الحصار على مستشفى جسر الشغور، ما يعني أن تمكّن المعارضة من اقتحام المستشفى والسيطرة عليه سيحسم المعركة في المنطقة وسيجعل سيطرتها على البلدات الثلاث نهائية. وكشف مصدر قيادي في "جبهة النصرة" في المنطقة، لـ"العربي الجديد"، أن محافظ إدلب، خير الدين السيد، والعقيد سهيل الحسن، الملقب لدى مؤيدي النظام بـ"النمر"، وقائد قوات الدفاع الوطني، المعروفة بالشبيحة، علي شلي، ورؤساء فروع أمن الدولة والأمن السياسي والأمن العسكري في إدلب، محاصرون مع نحو مائتين وخمسين من قوات النظام ومجموعة من الضباط الإيرانيين، في مستشفى جسر الشغور الذي حوّلته قوات النظام إلى مقر لقيادة عملياتها العسكرية في ريف إدلب الغربي إبان هجوم المعارضة على جسر الشغور. ويُفسِّر وجود هذا الكم الكبير من قيادات النظام في المستشفى، تصميم قواته على محاولة التقدّم لفك الحصار عنه، من دون أن تتمكّن من تحقيق أي تقدم ميداني في المنطقة، وصدّت المعارضة متمثلة بحركة "أحرار الشام"، عشرات المحاولات لقوات النظام التي انطلقت من تلة قرقور ومنطقة فريكة في ريف جسر الشغور الجنوبي. وأوضح الناشط مراد الإدلبي لـ"العربي الجديد"، أن قوات "أحرار الشام" وألوية "الجيش الحر" تمكّنت في اليومين الأخيرين من تدمير جرافات عدة لقوات النظام بصواريخ مضادة للدروع روسية الصنع من نوع "ميتس" و"كونكورس" غنمتها في وقت سابق من قوات النظام، وأخرى أميركية من نوع "تاو"، على جبهات القتال في محيط تلة القرقور، وأكد أن قوات "أنصار الشام" التابعة لـ"الجبهة الإسلامية"، قامت خلال الأيام الأخيرة بقصف مناطق تمركز قوات النظام في منطقة فريكة. محاولة النظام فك الحصار عن قواته: ولفت إلى أن خسائر قوات النظام في اليومين الأخيرين فقط بلغت أكثر من أربعين قتيلاً، إثر قصف قوات المعارضة مدرسة القرقور التي تتمركز فيها قوات النظام، ونتيجة الاشتباكات العنيفة التي نتجت عن محاولات قوات النظام المستمرة للتقدّم شمالاً لفك الحصار عن المستشفى. ودخلت معركة ريف إدلب الغربي بذلك مرحلة كسر العظم بين المعارضة والنظام، فالأولى تسعى إلى السيطرة على منطقتي قرقور وفريكة اللتين تمر بهما خطوط الإمداد التي تصل مناطق سيطرة النظام في الساحل، ومناطق سيطرة المعارضة قرب معسكري المسطومة والطلائع جنوب مدينة إدلب، لتتمكن بذلك من فرض حصار على المعسكرين اللذين باتا آخر نقاط سيطرة النظام في محيط مدينة إدلب منذ تمكّن المعارضة من السيطرة على معسكر القرميد، وستتمكّن قوات المعارضة أيضاً في حال أنجزت مهمة السيطرة على منطقتي قرقور وفريكة، من التفرغ لمعركة مستشفى جسر الشغور. كما أن المعركة في المنطقة تحوز الأهمية نفسها بالنسبة لقوات النظام، فهي معركة وجود بالنسبة لها، إذ تعني خسارتها لمنطقتي قرقور وفريكة نهاية وجودها في ريف جسر الشغور بشكل كامل ونهائي ووقوع قواتها في معسكري المسطومة والطلائع تحت حصار مطبق من قوات المعارضة، لتدخل المعركة في ريف إدلب مرحلة الحسم النهائي لصالح قوات المعارضة التي لن يكون أمامها سوى تنظيف ريف إدلب الغربي من الجيوب المتبقية لقوات النظام، قبل أن تواصل تقدمها نحو الساحل السوري.
العربي الجديد
الشرق الأوسط
اتحاد تنسيقيات الثورة السورية
نزار محمد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة