..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

أبناء المناطق الثائرة بحلب متهمون حتى يثبت العكس

عمر يوسف

٢ إبريل ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3002

أبناء المناطق الثائرة بحلب متهمون حتى يثبت العكس
441.jpeg

شـــــارك المادة

يواجه النازحون السوريون القادمون من المناطق الثائرة إلى مناطق سيطرة النظام بحلب خطر الاعتقال التعسفي، ويكفي أن تكون البطاقة الشخصية للنازح تشير إلى أنه من هذه الأحياء لتصبح تهمة تسوق صاحبها إلى الاعتقال والتحقيق.

 


وخلال العام الماضي، نزح الآلاف من أحياء حلب الشرقية -جراء حملة البراميل المتفجرة التي كانت تلقيها مروحيات النظام السوري- إلى الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام هرباً من الموت لتستمر معاناتهم بين ألم النزوح والخطر الأمني، فهم متهمون بالقدوم من أحياء يسيطر عليها "الإرهابيون"، وأصبحت أحياء مثل بستان القصر، والفردوس، والشعار وغيرها، شبه خالية من السكان المدنيين إلا من قلة آثروا البقاء في بيوتهم.
من أين؟
والسؤال الذي يوجهه معظم عناصر حواجز النظام في حلب، أثناء التدقيق على الركاب في حافلات النقل العام أو الخاص، هو "من أين أنت؟" والويل لمن تفضحه بطاقته الشخصية، فسوف يخضع لـ"التفييش" عبر جهاز الحاسوب الخاص بالحواجز،  والتفييش هو مصطلح يقصد به وضع اسم المشكوك بأمره عبر برمجية بحث على الحاسوب للتأكد من أن حامل الهوية غير مطلوب أمنياً أو فار من الخدمة العسكرية.
ويعاني الشبان الحلبيون النازحون إلى مناطق النظام المضايقات على الحواجز، ويتعرض معظمهم للابتزاز المادي، في أحسن الأحوال، ويقول أحمد (22 عاماً) الذي يعمل على سيارة نقل بالأجرة إنه يتعرض للتوقيف والمسائلة على معظم حواجز مناطق النظام في حلب، فقط لأن محل إقامته في بطاقته الشخصية هو حي "بستان القصر"، الحي الرائد في المظاهرات ضد النظام إبان الثورة السورية.
ويضيف "في كل حاجز يرمقني عناصر النظام بنظرة ازدراء، واتعرض للتحقيق عن سبب قدومي إلى حلب الغربية، ومكان سكني الحالي وعملي، عداك عن الرشاوى للبعض، هل أصبحت بستان القصر إسرائيل؟".
ودفع الخوف بشير (27 عاماً) -الذي يعمل بائعاً متجولاً- إلى تغيير مكان إقامته في بطاقته الشخصية الجديدة من حي سيف الدولة إلى حي حلب الجديدة، للتخلص من المضايقات عبر الحواجز. ويقول "شبيحة الحواجز الموالون للنظام لديهم عداوة مع سكان المناطق الثائرة، وفي كل مرة يطلبون مني عند الحاجز النزول إلى رئيس الشبيحة للاستجواب".
البراميل أفضل :
أما أبو جهاد الرجل الخمسيني فيقول "الموت تحت براميل بشار أفضل من هذا الذل" مضيفاً أنه عانى الأمرين للحصول على سكن لعائلته النازحة من حي الكلاسة، بعد أن قضى ثلاثة أشهر عند قريب زوجته والذي لم يرحب بقدومه، قبل أن يجد منزلاً متواضعاً بثمن باهظ بالكاد يتسع لأسرته، ويذكر أبو جهاد أن عناصر من الأمن قاموا بتفتيش منزله بعد أن علموا بأنه نازح من مناطق المعارضة، حيث أخبره رئيس الدورية بأن عليه "الحذر من إيواء الإرهابيين في منزله" الأمر الذي دفعه للتفكير في العودة إلى منزله القديم.
ويرى المرشد الاجتماعي عبد الله أن النظام "دأب على خلق فجوة كبيرة بين طرفي المدينة بالترويج لفكرة أن معظم من يسكن أحياء المعارضة إرهابي يجب الحذر منه، والنظام نجح في ترويج فكرته في خلق عداوة بين أبناء المدينة الواحدة. والأمر قد يشكل مشكلة اجتماعية لها تبعات سلبية في المستقبل، ولن تزول قبل مرور وقت طويل من الزمن لأن الحرب وتردي الوضع الاقتصادي للسكان عمق غياب التكافل بين الناس".

 

 

الجزيرة نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع