ريان محمد
تصدير المادة
المشاهدات : 3042
شـــــارك المادة
على طريق حمص مصياف في ريف حمص الشمالي الغربي، تربض بلدة الحولة، تلك المنطقة التي ارتبط اسمها بإحدى أبشع المجازر التي ارتُكبت في سورية، في شهر مايو/أيار من عام 2012، وهي ليست المجزرة الوحيدة، فقد شهدت 7 مجازر ارتكبتها قوات النظام البرية وثلاثة بالطيران، في حين خسرت نصف سكانها تقريباً بين قتيل ومعتقل ولاجئ ونازح، محتفظة بنحو 50 ألف شخص، مثقلين بذاكرة دامية، وتكاد لا تغيب عنهم البراميل المتفجرة وقذائف المدفعية.
يقول أبو حمزة، الناشط الإعلامي من الحولة لـ"العربي الجديد"، إن المنطقة "تعاني من وضع إنساني متدهور يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، فهي تخضع لحصار خانق منذ أيام المجزرة الشهيرة، إذ تم قطع الطحين والمحروقات والمواد الإغاثية من قِبل حواجز قوات النظام". ويلفت إلى أن "بعض المواد الإنسانية، يتم تهريبها إلى المدينة عن طريق الريف الشمالي، عبر طريق وعر طوله نحو سبعة كيلومترات، حملاً على الظهور أو الحمير، أو عبر قوارب الصيد في نهر العاصي، لكننا نعاني من استغلال وتحكّم جماعة الرستن وتلبيسة وتير معلة، إذ يتقاضون على كل كيلوغرام من أي مادة 250 ليرة سورية، ليسمحوا لنا بإدخالها، ولم يعد هناك رحمة". قلة الدعم تُشكّل معاناة كبيرة: ويوضح أبو حمزة أن "هناك العديد من إشكاليات داخل المنطقة، فمع طول الحصار انتشرت المحسوبيات والعائلية، وأصبحت هناك جهات تتحكم بعمل الجمعيات الخيرية، وحتى الأجور تختلف بحسب الجهة التي تقف خلفك"، لافتاً إلى أن "قلة الدعم تُشكّل معاناة كبيرة، فالهلال الأحمر يُوزّع بعض المعونات كل سبعة أشهر تقريباً، في حين هناك من يحاول أن يستغل الدعم لمصالحه الشخصية". ويقول إن "من ﻻ يحمل السلاح من ساكني الحولة، يعمل بالتجارة، وإدخال المواد الأولية، ومع قلة السيارات، يعتمد الناس في المقام الأول على الدراجة النارية وعلى الحمير"، وعن واقع الأسعار، يوضح أن "الأسعار بشكل عام مرتفعة، في حين يزداد عجز السكان مع طول الحصار، فمثلاً سعر كيلو الخبز إن توفر أربع مئة ليرة، والسكر 260 ليرة والرز بين 160 و250، وليتر البنزين بـ500 ليرة". وتعيش الحولة كباقي المناطق المحاصرة واقعاً مأسوياً، في ظل النقص الشديد بالمواد والكادر الطبي، ففي المنطقة ثلاثة مستشفيات ميدانية وأربع عيادات، يعمل فيها طبيب جراح واحد، وطبيبان عامان وطبيب أشعة، وآخر متخصص بالقلب وأذن وأنف وحنجرة، إضافة إلى 90 ممرضاً وفنياً، مرت عليهم أكثر من 230 حالة بتر أعضاء، في حين توفي نحو 21 شخصاً بسبب الإهمال الطبي". الحولة أحد معاقل المعارضة المسلحة: وفي سياق آخر، يقول الناشط المعارض أحمد، لـ"العربي الجديد"، إن "الحولة تُعتبر أحد معاقل المعارضة المسلحة، ففيها أكثر من 50 ضابطاً منشقاً، وأكثر من ألف صف ضابط منشق، وهم جزء من نحو 27 تشكيلاً من جيش حر، يُقدّر عددهم بنحو ستة آلاف مقاتل، يتبعون تشكيلات خارجية جراء نقص الدعم والعتاد". ويشير إلى أنه "توجد جماعات إسلامية، على رأسها حركة أحرار الشام تضم نحو ألف مقاتل، في حين يوجد نحو 50 مقاتلاً منتمين لجبهة النصرة، في حين لا وجود لتنظيم داعش، كما يوجد مكتب عسكري ولجنة أمنية شرعية يتبعان للائتلاف الوطني، وهما شكليان لأن ممثلي المنطقة بالائتلاف، هم في الأغلب ولدوا وعاشوا خارج المنطقة". ويرى الناشط المعارض أن "العائلية والمناطقية أصبحت تطغى على الفصائل المسلّحة، وإن كان إلى الآن ما زال التنسيق قائم بينهم بشكل كبير". الواقع التعليمي: وحول الواقع التعليمي، يقول فراس، الناشط المعارض في الحولة، لـ"العربي الجديد"، إن "النظام قام بفصل خمسين معلماً بداية الثورة، واليوم أصبح عدد المعلمين المفصولين 945 معلماً ومدرّساً، كما قصف تسع عشرة مدرسة باتت غير صالحة للاستخدام الآن، في حين توجد مدرسة تابعة للائتلاف تضم 2360 طالباً، ومدرسة لحركة أحرار الشام فيها ألف طالب، ومدرستان تابعتان للجمعيات الخيرية". ويلفت إلى أن "المفصولين لم يصلهم سوى عشرة آلاف ليرة كراتب من قِبل الحكومة المؤقتة، وﻻ توجد كتب، ما يجبرنا على طباعة كتاب واحد، لكل عشرة طلاب في الحي، وتقوم المدرسة بتوزيع الأقلام والدفاتر على الطلاب".
العربي الجديد
جابر عمر
الجزيرة نت
عمر يوسف
محمد الناعوري
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة