غداف راجح
تصدير المادة
المشاهدات : 4546
شـــــارك المادة
عامان من الحصار، وما زال الحجر الأسود ينزف أبناءه الواحد تلو الآخر؛ عامان ولا يزال أطفال تلك المدينة يقتاتون على بقايا من حياة؛ طال الحصار، ووصل بأهله إلى الموت الذي باتوا يتمنون، حيث حُرِمَ الجميع من أبسط مقومات الحياة، فلا غذاء ولا دواء، ولا كهرباء ولا أيّ نوعٍ من الاتصال بالعالم الخارجي.
بالأمس؛ وبعد أن وصل الحال بالمنطقة وساكنيها إلى الموت المحتم بعد قطع النظام للماء عن المنطقة منذ أكثر من ستّة أشهر، أطلق ناشطو المنطقة ومجلسها المحلي نداءً إنسانياً علّه يصل إلى أسماع حكومتهم المؤقتة، أو الإئتلاف، أو المنظمات الإنسانية في العالم. الناشط أبو علي الهودجي يقول لسراج برس: إنّ النظام عمل على قطع المياه عن المدينة منذ أكثر من 6 أشهر، أما حالة الحصار من منعٍ للطعام والدواء فهو مستمر منذ قرابة العامين، مشيراً إلى أنّ الوضع داخل المدينة بات أشبه بكابوسٍ يعيشه الآلاف من المحاصرين، خصوصاً بعد عجز الجمعيات الخيرية عن تقديم الطعام والدواء إلى الآلاف من المحتاجين له.
مطالبة المنظمات التدخل: ناشطون من المدينة - وعبر سراج برس - طالبوا المنظمات الإنسانية والدولية بالتدخل، وإنقاذ أكثر من 20000 ألف شخص يقطنون المدينة، وفي هذا السياق يقول الهودجي: إنّ استمرار الوضع على ما هو عليه سيتسبب بكارثة إنسانية في هذه المدينة التي شاركت بالثورة منذ انطلاقتها. عليان محمد رئيس جمعية (الفقير) الخيرية العاملة في الحجر الأسود يقول لسراج برس: المدينة تعاني غياب العناية الصحية طيلة الفترة الماضية، كما أنّ قوات النظام ومن هذا الحصار تريد إخضاع القوى الثورية من خلال تجويع أهلهم وأبنائهم كوسيلة للضغط عليهم للامتثال لطلبات نظام الأسد بالاستسلام.
وأشار عليان إلى أنّ "المجتمع الدولي الذي يتغنى بالإنسانية، عليه التحرك لفك الحصار عن الحجر الأسود خصوصاً بعد أنّ قضى العشرات من المدنيين بسبب الجوع، والحصار الذي يفرضه نظام الأسد". ويؤكد عليان أنّ أعداد الذي قضوا نتيجة الجوع والحصار والجفاف تجاوز الـ 165 مدنياً، مشيراً إلى أنّ المدنيين هناك بات البحث عن الغذاء شغلهم الشاغل "الكثير منّا بات يأكل من القمامة بعد جفاف الأعشاب، واستحالة الحصول على الغذاء، إما لعدم وجوده مطلقاً، وإما لارتفاع أسعاره التي لا يستطيع أحد في الداخل من دفعها.
ارتفاع الأسعار:
فعلى سبيل المثال فإن ربطة الخبز وإن توفرت؛ فسعرها يتجاوز الألفي ليرة سورية، أما أسعار باقي المواد الغذائية فأرخصها وهو السباكيتي فإنّ سعر ربطته الصغيرة لا تقل عن 1500 ليرة سورية، إن توفرت، أما باقي المواد فأسعارها تبدأ من الـ 3000 ليرة سورية". وعلى سبيل الحصار أيضاً؛ عَمِلَ نظام الأسد على قطع الكهرباء عن المدينة منذ أكثر من عامين، يقول عليان: "بالتحديد منذ تاريخ 13-12-2012 عندما قامت قوات النظام بقصف مباشر لمحطة الكهرباء براجِمات الصواريخ"، ويضيف عليان: "بالإضافة للكهرباء فإن أيّ نوعٍ من الوقود قد حُجب عن المنطقة منذ حصارها". ويؤكد أبو علي الهودجي: بعد سقوط مناطق " الذيابية – سبينة – البحدلية – شبعا – حجيرة – السيدة زينب – البويضة" بدأت حركة نزوح جماعية للسكان من تلك المناطق باتجاه مدينة الحجر الأسود التي لا زالت صامدة، وعوقبت نتيجةً لذلك بالحصار الكامل على السكان لفرض تسليم المنطقة". والآن فإنّ حوالي عشرين ألف نسمة جُلَّهم من الأطفال والنساء والشيوخ في منطقة الحصار مع المعاناة الكبيرة في نواحي الحياة كافة، حيث يؤكد مدير الهيئة العامة لإغاثة المنطقة الجنوبية أبو محمد الثلجي لسراج برس إنه لابدّ من افتتاح مراكز غذائية داخل المدينة المحاصرة عبر عمليات الشراء بالجملة من السوق السوداء بغية تقديمها للعائلات المحاصرة. مطالباً بوضع خطة متكاملة لدعم الأيتام من الذي فقدوا معيلهم داخل المنطقة مشيراً إلى أهمية إعادة تشغيل مضخات المياه الموجودة في الآبار الارتوازية في المنطقة عبر شراء الوقود اللازم لتشغيلها، بالإضافة لتخديم بعض الأحياء بالطاقة الكهربائية لساعات قصيرة بتأمين مادة الديزل لتشغيلها. أخيراً يُشار إلى أنّ مدينة الحجر الأسود كانت من بين أوائل المناطق التي انضمت إلى ركب الثورة السورية، فقد شهدت أول مظاهرة فيها بتاريخ 21-3-2011 وتحديداً في مناسبة عيد الأم، بعد دعوة العديد من النشطاء للتظاهر في يوم الجمعة، وفعلًا فقد تظاهر أكثر من مائتي ناشط وناشطة ضد ما جرى من أحداث في مدينة درعا.
سراج برس
الشبكة السورية لحقوق الإنسان
المرصد الاستراتيجي
باسم دباغ
أمين العاصي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة