العصر
تصدير المادة
المشاهدات : 2903
شـــــارك المادة
تناقلت الأوساط الأميركية، أمس، أنباءً مفادها أن الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين توصلا، أثناء لقاءات القمة الثلاثة التي عقداها في بكين أمس، على هامش قمة التعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادئ، إلى تفاهم "يقضي بخروج (الرئيس بشار الأسد) من الحكم في سورية، مقابل بقاء نظامه والتحام المعارضة مع النظام للقضاء على التنظيمات الإرهابية".
واستناداً لمصادر واسعة الاطلاع، فإنه رغم الخلافات التي سادت في اللقاءات الثلاثة القصيرة، والتي استمر كل واحد منها لمدة ربع ساعة، إلا أنها "المرة الأولى التي يتقارب فيها موقف الطرفين إلى هذا الحد في موضوع الأزمة السورية". ودأبت الأوساط الأميركية، في الفترة الأخيرة، على تداول تقارير تفيد أن الأميركيين والروس كانوا قد توصلوا خلف الكواليس إلى اتفاق لحل سوري، وأن مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي مستورا كُلف بالعمل على تطبيقه. وتقول المصادر الأميركية إن التفاهم الأميركي - الروسي يهدف، أولاً، إلى البناء «على نجاح التفاهم السابق بين الدولتين في نزع الترسانة الكيماوية للأسد»، وهو نجاح يعتد به أوباما، حسب المقربين إليه، ويحسبه في خانة إنجازاته في السياسة الخارجية. ثانياً، يبني الأميركيون اتفاقهم مع الروس على «ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن الداعية إلى فرض اتفاقات هدنة محلية في المناطق السورية التي تشهد نزاعات مسلحة بين القوات الحكومية وقوات المعارضة كخطوة أولى للقيام بأعمال إغاثة للسكان المنكوبين والمحاصرين في هذه المناطق». أما الخطوة التالية لوقف إطلاق النار فتقضي بإعادة اللاجئين. وكذا العمل على إعادة تأهيل البنية التحتية للمدن السورية، وهي مهمة يردد كبار المسؤولين في «البنك الدولي» استعدادهم للقيام بها بشكل فوري لمنع وقوع كارثة إنسانية، ولمنع التنظيمات المتطرفة من ملء أي فراغ في الحكم في هذه المناطق. ثالثاً، يعتقد المسؤولون الأميركيون أن تطوراً طرأ على الموقف الروسي، سببه انفلات الجبهة السورية من أيدي الأسد والدائرة المحيطة به، وانتقال زمام المبادرة إلى إيران وحلفائها. صحيح أن موسكو وطهران عملتا بتنسيق مشترك على بقاء الأسد في الحكم منذ العام 2011، إلا أن روسيا صارت تبدي قلقها من تحول الأسد إلى واجهة لحكم إيراني فعلي في سورية لا نفوذ للروس فيه. ويقول المسؤولون الأميركيون إن الدليل على انهيار قوات الأسد، وإن بقاءه صار مستنداً بالكامل لقوة إيران، وخصوصاً قوة حليفها اللبناني «حزب الله»، هو الانهيار قبل يومين لقوات النخبة التابعة للأسد التي كانت تسيطر على المناطق الجنوبية القريبة للعاصمة دمشق، أي «نوى» ثاني أكبر مدينة في محافظة درعا الجنوبية. ويتابع هؤلاء: إنه ما عدا الغارات الجوية، يرتبط إمساك الأسد في الأراضي خارج دمشق بوجود مقاتلي «حزب الله» و«قوات الدفاع المدني» التابعة للإيرانيين. ولأن روسيا تعتقد أن مصلحتها تقضي ببقاء حلفاء لها لا يعتمدون في بقائهم على إيران وحدها، ولأنها تعتقد أنه يمكن إنقاذ النظام الحالي برحيل الأسد والدائرة المقربة منه وبقاء أركان النظام والمؤسسات الحكومية بشكل أوسع، ولأن الروس يعتقدون أن وقف العمليات الحربية يعطي النظام فرصة بقاء مستقلاً عن إيران، ولأن وقف المواجهات وخروج الأسد يعني أنه يمكن للمعارضة دعم بقاء النظام مستقلاً عن الإيرانيين، كل هذه الأسباب يبدو أنها دفعت روسيا وبوتين إلى تبني نظرية وقف إطلاق النار والحل السياسي، لكن على عكس المرات السابقة، فالظاهر أن موسكو تقبل بهذا الحل مع شرط خروج الأسد من الحكم. واشنطن، من جانبها، أكدت للروس أنها موافقة منذ الأيام الأولى لاندلاع المواجهات في سورية على حصر أولوياتها بأمور ثلاثة: مكافحة الإرهاب، بقاء النظام والمؤسسات مع خروج الأسد، وحل سياسي انتقالي يلي خروجه ويشمل تشكيل حكومة جامعة لجميع الأطراف السياسية السورية. النقاط التي صارت تجمع الموقفين الأميركي والروسي، كانت مدار بحث وتوافق بين أوباما وبوتين في الصين، حسب مطلعين على مجريات اللقاء بين الزعيمين. أما كيفية تطبقيها ومدى فاعلية الموفد الدولي ستيفان دي مستورا، فقد تكون مدار بحث بين المسؤولين في واشنطن وموسكو على مدى الأسابيع المقبلة.
أنس الكردي
أسرة التحرير
أمير العباد
الجزيرة نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة