..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

قناصو النظام السوري وحكاية صيد السوريين

رامي سويد

٣ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2706

قناصو النظام السوري وحكاية صيد السوريين
349.jpeg

شـــــارك المادة

استخدم النظام السوري "القناصين" مع انطلاق التظاهرات المناهضة له منذ أكثر من ثلاثة أعوام في مختلف مناطق سورية بهدف قمع التظاهرات، حيث كلّف مجموعات من القناصين التابعين له بالتمركز على الأبنية المرتفعة ومآذن المساجد لاستهداف المتظاهرين بهدف نشر الرعب في صفوف السكان لثنيهم عن الخروج بالتظاهرات.

 


وتطور الأمر في الشهور التالية، مع بدء تشكّل مجموعات "الجيش السوري الحر" التي بدأت بالانتشار في المدن والبلدات التي اشتعلت فيها الثورة بهدف حماية التظاهرات.

حيث بدأت قوات النظام باستخدام القناصين كأداة لمنع التجوّل أو لإغلاق طرق معينة بهدف تقطيع أوصال المناطق المنتفضة ضد النظام، وذلك من خلال نشر القناصين بحيث يشرفون على الشوارع المطلوب منع المرور فيها، وإعطاء أوامر لهم باستهداف كل ما يتحرك أمامهم في هذه الشوارع.

تربص بالسكان:
وعلى هذا الأساس، بدأ قناصو النظام السوري بالتربّص بالسكان، وباستهدافهم بشكل يومي، من خلال مراقبة الشوارع والمباني التي يشرفون عليها، ليقوموا باستهداف المارة في هذه الشوارع بدماء باردة، فيطلقون النار بشكل متعمّد على رؤوسهم أو على رقابهم، الأمر الذي يضمن وفاتهم على الفور.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، حيث بات القناصون التابعون للنظام يقومون، في كثير من الحالات التي وثّقها الناشطون المعارضون بتصوير مقاطع قاموا ببثها على شبكة الانترنت، باستهداف طفل أو امرأة أثناء مرورهم في الشارع المرصود، من خلال إطلاق النار على ساق الطفل أو المرأة بحيث تسقط أرضاً، لينتظر القناص وصول مَن يحاول مساعدة هذا المصاب الذي يتركه القناص حيّاً كطعم لمَن يريد المساعدة، فيقوم باستهدافه وقتله.
وكانت حادثة الفتاة التي أصابها القناص التابع لقوات النظام والمشرف على شارع البلدية في مدينة حرستا بريف دمشق، في مطلع العام الحالي، من أشهر تلك الحالات، حيث سقط أربعة رجال برصاص القناص قبل أن يتمكن الخامس من إنقاذها.
وأدى ذلك في كثير من الأحيان إلى وفاة الأشخاص الذين استهدفهم قناصو النظام السوري نتيجة النزيف المستمر لأيام دون أن يتمكن أحد من إنقاذهم نتيجة استهداف القناصين لكل مَن يحاول الاقتراب من الضحية.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، حيث بقيت عشرات الجثث ملقاة لأشهر في الشوارع التي يرصدها قناصو النظام السوري لتتفسخ الجثث وتأكل الحيوانات الشاردة منها، قبل أن تنجح منظمة الهلال الأحمر بالتوسط لدى قوات النظام لتسمح بسحبها.
وسُجلت هذه الحالات في محيط حديقة سيف الدولة في حلب التي يشرف قناصو النظام عليها، وفي الشارع الدائري الشمالي في المنطقة المقابلة لمؤسسة المياه، شمال حلب، حيث قام متطوعو الهلال الأحمر بسحب جثث المدنيين الذين قتلهم قناصو النظام أثناء عبورهم هذه الشوارع بعد تفسخ الجثث إثر بقائها في الشارع لفترات زمنية طويلة.

مباني مرتفعة:
ويختار قناصة النظام في العادة المباني المرتفعة الأكثر قدرة على الإشراف على الشوارع والطرق التي يريدون استهدافها، وعلى هذا الأساس تحولت أعلى الأبراج في حلب وحمص إلى أماكن تمركز لقناصة النظام، حيث يتمركز قناصون في أعلى برج القصر البلدي المكوّن من أكثر من عشرين طابقاً وسط حلب، وقاموا خلال السنتين الأخيرتين بقتل العشرات من المدنيين العابرين مشياً من مناطق سيطرة المعارضة إلى مناطق سيطرة النظام عبر معبر كراج الحجز.
كما تمركز قناصون في أعلى برج الغاردينيا، وسط حمص، وقاموا خلال الشهور الماضية باستهداف الأحياء التي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة وسط مدينة حمص، في حين تمركز عشرات القناصين التابعين للنظام أيضاً في أعلى قلعة حلب وقلعة حمص، وفي برج 7 نيسان في حي الزبلطاني بمدينة دمشق.
وقد وثّقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، بالاسم والصورة ومكان القتل، سقوط ما لا يقل عن 5703 من المدنيين السوريين برصاص قناصي النظام، كان بينهم، حسب الشبكة، 518 من الأطفال.
وذكرت الشبكة السورية في تقريرها، أن "قوات النظام لم تقتصر في استخدامها للقناصين على القناصين السوريين في الشهور الأخيرة، حيث باتت تستخدم عشرات القناصين من الميليشيات المتحالفة معها من العراق وإيران ومن قوات (حزب الله) اللبناني".

تفحص الضحية:
ويستطيع القناص، التابع لقوات النظام، بحكم الإمكانية العالية التي يوفرها منظار قناصته، أن يتفحّص الضحية ويتأكد من جنسها وعمرها ومن عدم حملها لأي سلاح، إلا أنه مع ذلك يقوم باستهداف الضحية وإصابتها بشكل مباشر ومتعمّد في الرأس إذا كان ينوي قتلها على الفور.

أو في الساق إذا كان ينوي تحويلها لطعم، الأمر الذي يجعل قيام قناصي قوات النظام بقتل الآلاف من السوريين المدنيين من سكان المدن والبلدات التي انتفضت ضد النظام من أفظع صور القتل التي شهدتها سورية.

 

 

العربي الجديد

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع