صالح علي الضحيان
تصدير المادة
المشاهدات : 2970
شـــــارك المادة
يرى بعض المؤرخين أن كلمة (فرعون) مصطلح رئاسي يطلق على ملوك المصريين القدماء. فلقب فرعون يطلق على كل من تولى ولاية مصر من المصريين القدماء. حيث يقال فرعون مصر أي ملك مصر. والفراعنة المصريون نسبة إلى عصر الملوك الفراعنة الذين حكموا مصر في غابر الزمان....
وكلمة فرعون في الأصل مسمى عادي غير مذموم. وهو مرادف للرئيس، والملك، والقيصر، وكسرى، والشاة. إلا أن مصطلح (فرعون) ارتبط بأشهر الفراعنة، وهو فرعون موسى –عليه السلام- الذي وردت قصصه في القرآن الكريم. حيث ذكرت الآيات القرآنية أن (فرعون موسى) عاش متكبراً، عاتيا ً، ظالماً، كذب برسالة موسى - عليه السلام -، وادعى الألوهية، وعذب بني إسرائيل فقتل أبناءهم، واستحيى نساءهم، وأذل قومه، واستعبدهم، وطغى عليهم. قال - تعالى -: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ}، وقال - تعالى -: {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ}. وقال - تعالى -: {فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى}. وبسبب جرائم (فرعون موسى)، وكفره، واستعباده للناس، وتسلطه عليهم، تحولت كلمة (فرعون) من مصطلح لرئيس الدولة إلى معنى من معاني الظلم، والتكبر، والجبروت، والطغيان، والاستعباد، والإذلال، والسجن، والفتك، والقتل. فيقال للظالم المتكبر المتعالي (فرعون)، ويقال فلان (تفرعن) إذا زاد شره. والفراعنة والمتفرعنون على مر التاريخ كثيرون، ولكن هل يوجد فراعنة في هذا الزمن مهمتهم التسلط على رقاب الناس، واستعبادهم، وقتلهم، وسجنهم؟ الجواب نجده عند أبطال الربيع العربي، حيث لم تقم هذه الثورات إلا نتيجة الفرعنة، والطغيان، والجبروت، والتسلط. ونتيجة للثورات العربية على الفرعنة، نجد من الفراعنة من أسقطه شعبه بعد أن أشبعهم فرعنة واستعباداً، ونجد من الفراعنة من لا زال يتفرعن، ويتفنن في الفرعنة كما في سوريا، وهو ينتظر دورة في السقوط المهين نتيجة هبة الشعب على الطغيان والفرعنة. فهذا الفرعون السوري لا يعرف سوى القتل الجماعي، والاعتقال، والسجن، والتعذيب، والتسلط، والإذلال. فقد زادت فرعنته، وكثرت فواريعه، وتحول إلى وحش صائل، وزلزال مدمر، يقتل الأطفال، والشيوخ، والنساء، ويهدد، ويتوعد، ويزبد، ويرغي، والويل كل الويل لمن لا يركع، ولا يؤمن بالفرعنة الأسدية، والموت، والإذلال لمن لا يرض بالاستعباد، والمهانة، وقد كان شعاره نفس شعار الفرعون الأول: (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد). وزيادة على أنه فرعون متجبر، ومستبد، ومتسلط، فقد فرعن كل أعوانه، وصنع منهم فواريع، وفراعين. تماماً كما قال الله - تعالى - عن أتباع الفرعون الأول: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}. وبما أن الفرعون الأول لم يدم طويلاً بعدما واجهه موسى - عليه السلام - بالحق، حيث ثار موسى بوجه فرعنته رافضاً الاستعباد، والطغيان، ومصادرة الحريات، وقمع الحقوق حتى تهاوى وسقط. نقول لهذا الفرعون قربت نهايتك، وحان زوالك، ففد ثار الشعب، وعرف الطريق، وكسر حاجز الخوف، فلم تكن ترهبه الفرعنة ولا النار، ولن يرده القتل ولا التعذيب؛ لأن الحرية مطلبه، والكرامة والعزة مناه، وهو سائر على الطريق، فلن يتراجع، فاقتل، ودمر، واسجن، وعذب وفي النهاية أنت زائل. أيها الفرعون ارحل، أو أهرب، أو انتحر هذا مصيرك. ألا تتعظ وتعتبر بمن سبقك من الفراعين، فقد تفرعنوا، وحاولوا، وتشبثوا ولكن الطوفان طافهم، والإعصار اقتلعهم، والموج قذفهم فأصبحوا في خبر كان. أيها الفرعون الشعب لن يتراجع، ولن يهدأ حتى يتحرر منك، ومن زبانيتك، وفواريعك، لأنكم عنوان الظلم، والاستبداد، والغطرسة، والنهب، والسلب، والفساد. الشعب حكم عليكم فارحلوا. الشعب قال كلمته ولا رجوع، الشعب أصبح يرى نهاية النفق، ويرى شعاع النور في الأفق. فاختر نهايتك بنفسك، وإلا فالشعب سوف يختار لك النهاية المناسبة. أيها الفرعون هل تذكر كم عدد الفراعنة الذين سادوا وبادوا في العصور السابقة إنهم بالمئات، لقد طواهم التاريخ في مزبلته، وسطرهم الناس في لائحة سوداء. يلاك ذكرهم السيئ، وتداس سيرتهم النتنة، ولا عزاء لهم، لا ردهم الله. وأنت منهم، وفيهم، ومثلهم، وقد قرب وضعك في طيات التاريخ بفضل هبة الشعب الصابر المناضل في سبيل الحرية والكرامة.
المصدر: موقع لجنينات
بتول الشريقي
محمد عمار نحاس
أسرة التحرير
موقع المسلم
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة