حسن قطان
تصدير المادة
المشاهدات : 3565
شـــــارك المادة
رغم معاناة أهالي مدينة حلب من نقص في كل احتياجاتهم الأساسية، فإن انقطاع المياه لأيام طويلة هي المعاناة الأشد، ولا يبدو في الأفق أي أمل لحل الأزمة، في ظل تبادل الاتهامات بين النظام والمعارضة بالمسؤولية عن انقطاع المياه.
في مشهد بات مألوفا في مدينة حلب يحتشد العشرات من السكان يوميا عند آبار المياه للحصول على حصتهم منها، فأزمة المياه التي دخلت أسبوعها الثالث زادت من معاناة سكان كبرى مدن الشمال السوري في ظل تبادل الاتهامات بين النظام والمعارضة حول المسؤولية عن هذا الوضع، الأطفال، وهم أكثر من يقف في طوابير الماء المزدحمة، وجدوا المعاناة الشاقة من حمل الأوعية ونقلها عشرات المرات إلى منازلهم بعد نفاد ما خزنته العائلات من مياه لوقت الحاجة، فالانقطاع شمل كل أحياء المدينة، دون وجود آفاق قريبة لحل الأزمة. معاناة الانتظار: ويتحدث محمود أحد الشبان الصغار المنتظرين في طابور أمام بئر للمياه في حي بستان القصر عن معاناته اليومية فيقول إنه يضطر كل يوم لحمل الماء أكثر من عشر مرات إلى منزله في الطابق الثالث، ويضيف في حديثه للجزيرة نت "أصبح هذا الأمر متعبا جدا لي، لا أعرف من السبب وراء قطع الماء، ولكني أسأل الله أن يبتليه بما ابتلانا". أما أبو لؤي، حارس إحدى المدارس في حلب، فيتحدث عن صعوبة توفير ماء الشرب لطلاب المدارس قائلا "لم أعد قادرا على التحمل، ففي كل ساعة أضطر لنقل وعائي ماء شرب لطلاب المدرسة، فالجو حار وهم يؤدون امتحاناتهم، ووجب علينا تأمين الماء لهم"، ويضيف "ليس لدي تصور عن الجهة التي قطعت الماء، ولكني أعلم أن النظام قصف محطة الكهرباء التي تغذي محطة المياه، كل همي في كيفية الحصول عليه، فالمياه التي نشربها هي مياه آبار مالحة وغير صحية، تحملنا انقطاع الكهرباء، لكن انقطاع الماء أمر صعب للغاية". وقريبا من الواقع في صفحات التواصل الاجتماعي، تتضارب آراء الناشطين حول الجهة المسؤولة عن انقطاع الماء، نظرا للتعتيم حول الموضوع وعدم إدلاء الجهات المسؤولة بالتصاريح، بينما يلقي آخرون بالمسؤولية على الهيئة الشرعية والإدارة العامة للخدمات الجهة المسؤولة عن ملف الماء في المدينة. ويقول تامر عثمان أحد الناشطين الإعلاميين في المدينة "تعايشنا مع واقع الحرب، القصف، الدمار، الخوف، بلا كهرباء، بلا أدنى مقوم من مقومات الحياة، ولكن من دون ماء لن يستطيع أحد الصمود أكثر، لا نعلم لماذا المياه مقطوعة، الشائعات كثيرة جدا وكنا نتمنى من صناع القرار أن يصدروا بيانا يوضحون فيه السبب". غياب الحقيقة: ويرى الصحفي عقيل حسين أن المصيبة في "أزمة المياه تكمن بصمت جميع الأطراف وعدم توضيح الحقائق"، فلا المعارضة المسلحة ولا النظام تحدثوا إلى المواطنين ليضعوهم في صورة ما يحدث، ويضيف حسين "لا يمكن على الإطلاق أن تكون أي جهة أو مؤسسة من الثوار قادرة على مجرد التفكير بهذا العمل، وهو لا يصنف إطلاقا سلاحا في المعركة، وإلا يساو بينهم وبين النظام الذي يقوم بمثل هذا الفعل في أكثر من مكان على الأرض السورية فعلا". الإدارة العامة للخدمات التابعة للنظام حملت الهلال الأحمر السوري والنظام المسؤولية في أزمة الماء بحلب، وقال إبراهيم أبو أحمد مسؤول المياه في الإدارة للجزيرة نت "الهلال الأحمر لم يجبنا إلى الآن بعد عدة طلبات وجهناها إليه، فهو ينحاز لإصلاح ما تضرر من شبكات المياه التي تغذي مناطق النظام، أما المناطق المحررة التي لا يمكننا إصلاحها بسبب رصدها من قوات النظام فلا تتدخل فرق الهلال وتصلحها". ونفى مسؤولون في الهيئة التهمة الموجهة إليهم باستخدام ملف الماء للضغط السياسي على النظام حيث يقول أبو معاوية مدير المكتب المدني في الهيئة "لم نصدر قرارا بقطع المياه ولم نستخدم ملف الماء للضغط على النظام كما يروج البعض، ولو كنا فعلنا ذلك لكنا وضعنا شروطا لإعادتها، فالسبب الحقيقي يعود لتضرر شبكات المياه من القصف".
الجزيرة نت
عمار البكور
أسرة التحرير
المرصد الاستراتيجي
سوسن أبو حسين
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة