..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

العلويون تاريخ يعيد نفسه

محمد حسن السوري

١١ مايو ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3031

العلويون تاريخ يعيد نفسه
1.jpg

شـــــارك المادة

عندما يظهر فساد رئيس أو مسؤول معين فهل يشفع له انتماؤه لطائفة معينة؟ إذن فلن يتغير أي فاسد، لأن كل منهم له طائفته. ولكن كل طائفة بوعيها المتحضر تنأى بنفسها عن فساد الفاسدين، كما لا تأبه لرئيسها الفاسد أذا هدد بإقحامها في فتنة من أجل فساده وقصوره.

 


هذا هو الرقي الذي التزمت به طوائف الرؤساء السابقين، ولم تحدث أي فتن أو تخريب رافق تداول السلطات.. ولكن طائفة النظام الحالي لم يبد منها حتى الآن ما يدل على النأي بنفسها عن تبني غطرسته وفساده. إن هزيمة الشعب والأكثرية من سابع المستحيلات، والنصر مسألة وقت، فليكن لكل طائفة رصيد للمستقبل، أما الطائفة التي تدوس على المقيدين وترقص على الجثث، فكيف ستحمي نفسها من الانتقام إن لم يتبرأ عقلاؤها من هذه الأعمال ويلجموها؟ أليس فيهم رجل رشيد؟
أخوتي الشهداء: ما أنصفكم إلا ابن تيمية. هل يحق للنظام بعد تقطيع أوصال الأسرى وسلخهم أحياء ثم رمي جثثهم منزوعة الأحشاء أن يلوم ابن تيمية على فتواه، هل يعد من البشر من يرتكب هذه الفظائع إن النظام يتهجم على الفقيه ابن تيمية بسبب فتواه الشهيرة بحق الخونة المتعاملين مع التتار والصليبيين آنذاك وهم من العلويين، ومع ذلك يطبق النظام فتواه الآن، إن فتواه ـ مثلها مثل كل الأعراف العالمية ـ تقضي بإعدام الخونة الذين ساعدوا الأعداء التتار في إسقاط الخلافة في بغداد واحتلال بلادنا، وقد كانوا للأسف من هذه الطائفة، وكذلك فالنظام الطائفي الحاكم الآن يطبق حكم الإعدام بحجة الخيانة، ولكن باتهامات باطلة كاذبة، فالخائن عندهم كل من يعارض النظام وفساده. ويتساءل البعض: ألم يخطئ أجدادنا عندما أهملوا هذه الفتوى، فخونة الأمس أنجبوا خونة اليوم، لأن الجينات تنقل صفة العدوانية والغدر، فالإجرام صفة متوارثة تنميها بيئة وتربية مناسبة، وما الذين يقتلون الأبرياء بدم بارد اليوم إلا أحفاد الذين تعاونوا مع التتار الهمج ومكنوهم من احتلال بلادنا بالأمس، فالخائن لا يلد إلا فاجراً كفاراً خواناً.
أجدادنا سامحوا ولم يطبقوا الشرع، فدفعنا نحن الأحفاد الثمن، ما أعدل الآية: {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب}. لا، لن ينجو الأنذال بفعلتهم، حتى لا يلومنا الأحفاد، فالعاقل لا يلدغ من جحر واحد مرتين. البعض أشار إلى أن النظام سينجو بفعلته من القصاص بالسعي لإقامة دولة منفصلة لأتباع طائفته، وسيعزلون أنفسهم بها بعيداً عن غضب الشعب، وهذا من سابع المستحيلات، فلا موارد ولا منافذ تساعد مشروعهم، كما أن الوضع الإقليمي لا يسمح بذلك وخاصة في تركيا التي تضم لواء الاسكندرون، فتركيا لن تفتح الباب للانفصالات، إضافة إلى أن السوريين لن يقبلوا بهذا، وستكون محاولة الانفصال مدعاة أخرى لمعاقبتهم وملاحقتهم ولو كانوا في حصن خيبر، انتقام بحجم الجرائم لا تتحمله نسبتهم الضئيلة، وقد يرميهم عنادهم في كارثة كالإبادة، ليصبحوا في خبر كان، وسيقول التاريخ: كان هناك طائفة، سمحت لها الأغلبية دهراً بالتعايش معها بأمان، ثم جاء أحدهم ويدعى حافظ كان نذير شؤم عليها، وكان سبباً في زوالها ومصائبها، فبعد أن سمحت له الأغلبية بالحكم على أساس المواطنة والتداول، احتكر السلطة وتحكم بالأكثرية وأهانها وشرع بتحويل سورية مزرعة متوارثة له، وكان أداته الأولى في ذلك طائفته، التي أطلق العنان لها لتعيث في الوطن فساداً وقمعاً، فبغوا وتجبروا وداسوا على المعتقلين، وهاجموا الجنائز، وقتلوا النساء والأطفال، ومثلوا بجثث من ماتوا من التعذيب، وقتلوا من الأكثرية عشرات الآلاف في حماة وحدها، ناهيك عن حمص وغيرها، وقد امتد إجرامه إلى اللبنانيين في طرابلس وغيرها وكذلك إلى الفلسطينيين في تل الزعتر، ومخيمات الجنوب حين أفلت قطعان حركة أمل عليهم فحاصرتهم حتى أكلوا التراب. فكان حافظ هذا ـ بسبب عدم رؤيته للمستقبل ـ السبب في توريط طائفته بمأزق لن تقوم لهم بعده قائمة أبداً.
فلينتبه عقلاء الطائفة لأنفسهم، فوالله ليس لهم إلا الانصياع للشعب وتسليم القتلة للمحاكمة، أو سيعتبر معظمهم ما بين مجرم، أو مساند متستر على مجرم، أو محرض له، ولن يفلت أحد من العدالة.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع