سمير حجاوي
تصدير المادة
المشاهدات : 6659
شـــــارك المادة
كشف رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النقاب عن تحالفه مع الإرهابي بشار الأسد، وعن قيامه بحملة لإعادة تأهيليه أوروبيا وأمريكيا بوصفه خيارا مقبولا وبديلا أفضل من الخيار الإسلامي، معتبرا أن "إسرائيل" تواجه تحديا جديدا في سوريا يتمثل بـ "قوى تابعة للجهاد العالمي"، ولم يتوانَ عن التهديد بالتدخل عسكريا في سوريا.
هذا الموقف المعلن من نتنياهو تحدثنا عنه طيلة عامين من الثورة، عندما كان مجرد همس منذ أن سربت الصحافة الإسرائيلية أن القيادات الإسرائيلية السياسية والعسكرية يصلون لكي لا يسقط الأسد، واليوم ها هي "الصلوات" تتحول إلى حملة تسويق يقوم بها نتنياهو وحلفاؤه على مستوى العالم لدعم نظام الأسد "غير المؤذي" لإسرائيل، وهذا يفسر لما تعقدت الأمور في سوريا ولماذا تأخر انتصار الثورة في نضالها وجهادها ضد حكم الطاغية. فالإرهابي نتنياهو يقول حرفيا: "نحن قلقون من الأسلحة النوعية التي يمكن أن تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط ويمكن أن تقع في أيدي الإرهابيين، ونحتفظ بحق التصرف لمنع حدوث ذلك.. وأن قلق إسرائيل يرتبط بمعرفة "أي متمردين وأي أسلحة؟" وأوضح أن "الأسلحة الرئيسية التي تقلقنا هي الأسلحة الموجودة بالفعل في سورية، أي الأسلحة المضادة للطائرات والأسلحة الكيماوية وأسلحة أخرى خطيرة جداً قد تغير اللعبة، وستغير شروط توازن القوى في الشرق الأوسط وقد تشكل خطراً إرهابياً على مستوى عالمي"، ورأى "أنه ليس فقط من مصلحة إسرائيل منع وصول هذه الأسلحة إلى الأيدي الخطأ وإنما كذلك من مصلحة دول أخرى".
هذا ما أدلى به نتنياهو في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية التي أضافت إليها إذاعة الاحتلال العبرية أن نتنياهو ناقش منع تسليح المعارضة السورية مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، وحجته في ذلك أن "النظام السوري يتفكك إلى قوى جديدة، وعناصر أكثر تطرفا ضد إسرائيل تابعة للجهاد العالمي باتت تترسخ على الأرض".
أما فيما يتعلق بالساحة الأمريكية فهي مؤمنة إسرائيليا لصالح الأسد، فقد فشل 4 من كبار قادة إدارة أوباما، في مساعيهم من أجل دفع الرئيس أوباما لاتخاذ قرار لتسليح الثوار السوريين، والسبب في ذلك الجهود التي يبذلها اللوبي اليهودي القوي لعرقلة تسليح الثوار السوريين، مما أربك إدارة أوباما وجعلها تبدو "كالمسطول"، وظهرت زعامات الإدارة أحيانا وكأنهم "يهذون" فلا هم مع الثورة ولا هم ضدها، ولا هم مع الأسد ولا ضده، يؤيدون الحرية والديمقراطية ويدعمون نظام الإرهاب الأسدي، وفي المحصلة "يقدمون رجلا ويؤخرون أخرى"، ويعلنون عن مساعدات "غير فتاكة"، ويضعون جبهة النصرة على قائمة الإرهاب، ويتحدثون عن "ثورة غامضة وثوار مجهولين" وأسلحة يمكن أن تقع في الأيدي الخطأ، وعن تشكيل "معارضة معتدلة" ويفتحون "دكانا ثوريا" لصناعة معارضة سورية على الطريقة الأمريكية، بالأحرى يفعل الأمريكيون كل شيء للحيلولة دون انتصار الثورة السورية، وهذا يبرهن على صدق ما قاله رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف لشبكة سي أن أن الأمريكية:" روسيا لم تكن أبداً حليفا حصريا لسوريا أو لبشار الأسد.. أقمنا علاقات جيدة مع والده ومعه، لكن كان لديه حلفاء أكثر حظوة بين الدول الأوروبية".
ويكشف دانيال بايبس وهو أحد المعبرين عما يدور في كواليس واشنطن عن توجهات إدارة أوباما ويدعو الغرب إلى دعم بشار الأسد لأن انتصار الإسلاميين لن يكون في صالح الدول الغربية كما كتب في مقال نشره في موقع "جويش برس" اليهودي، مشيرا إلى مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" كتبه كل من آدام انتوسس وجوليان أي بارنز تحت عنوان "إدارة أوباما تخشى نصرا للمقاتلين السوريين"، وقال إن "مسؤولي إدارة أوباما فاجأوا النواب والحلفاء بتعديل موقفهم من سورية، فهم لا يريدون انتصارا كاملا للمعارضة السورية لأنهم يعتقدون أن "الرجال الأخيار" قد لا يكونون في المقدمة".
وقال في مقاله الذي نشره في 11 أبريل الجاري "على الغرب دعم نظام الأسد ضد المعارضة لأن قوات الشر تمثل تهديدا أقل على الغرب عندما تقاتل بعضها البعض، وهذا يجعلها تركز اهتمامها على التحديات المحلية، ويمنعها من الخروج منتصرة، ومن هنا فعلى القوى الغربية دفع الأعداء للدخول في حالة من الجمود العسكري، بدعم أي طرف خاسر مما يعني إطالة أمد الحرب.. وبالمقابل فنصر المعارضة يعني تعزيزا لحكومة تركيا المارقة ويقوي الجهاديين الذين سيحلون محل الأسد، ويمضي قائلا: "القتال لن يضر كثيرا بالمصالح الغربية".
هذه هي الخريطة الحقيقية لما يجري في سوريا، والأسباب التي تحول دون انتصار الثورة بسرعة، فإسرائيل وإيران وعراق المالكي وروسيا والصين وحزب الله يقاتلون الشعب السوري علنا، سياسيا وعسكريا، وأمريكا وبريطانيا وفرنسا يعملون على "تجميد الوضع" على ما هو عليه للحيلولة دون انتصار أي طرف والهدف هو تدمير سوريا وحماية إسرائيل. لقد تحولت الحرب في سوريا إلى "أم المعارك" التاريخية والإستراتيجية لكل القوى، التي تحاول تشكيل النظام الدولي الجديد هناك حسب مصالحها، ولذلك يخطئ من يراهن على أمريكا والغرب، فهؤلاء يسيرون حسب محددات الأجندة الإسرائيلية، وإيران وعراق المالكي وحزب الله يقاتلون من أجل مشروعهم الشيعي الكبير، وروسيا والصين تعتبران سوريا ورقة قوية لعقد صفقات مربحة مع الغرب تنهي خسائر الحرب الباردة وتعيد "التوازن الإستراتيجي" للمصالح والقوى، والكيان الإسرائيلي يريد في سوريا "حربا طويلة بلا نهاية". هذه الخريطة الجديدة التي تسعى كل القوى الإقليمية والدولية لرسمها على حساب الشعب السوري وثورته، وهي خريطة لن يستطيع أن يلغيها إلا ثورة قوية وثوار مسلحون جيدا وموحدون ومعارضة قوية واعية مدركة لما يجري، فلا وقت للمساومة أو المقايضة، فمواقف القوى الدولية والإقليمية واضحة بدعم نظام الأسد الإرهابي وعدم الرغبة بسقوطه، وهذا ما يحتم دعم الجيش الحر "المجاهدين" بالمال والسلاح والرجال من أجل الحيلولة دون تحول سوريا إلى "قطعة كيك" يتقاسمها الغرب والشرق وإسرائيل وإيران وحزب الله.. ومن هنا علينا أن ننتبه لما قاله نتنياهو، وهذا ما يجب أن يفهمه السوريون والعرب جيدا. بوابة الشرق
أسرة التحرير
شبكة شام الإخبارية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة