..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

بلداننا الأكثر فساداً في العالم: شكراً للطغاة العرب!

القدس العربي

٣ ديسمبر ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7437

بلداننا الأكثر فساداً في العالم: شكراً للطغاة العرب!
03qpt999.jpg

شـــــارك المادة

صنفت منظمة الشفافية الدولية السودان وليبيا والعراق وسوريا واليمن بين الدول الأكثر فساداً في العالم وذلك في تقريرها الأخير الصادر أول أمس، ولم تزاحم هذه الدول العربية على ‘قمة’ الفساد غير الصومال وكوريا الشمالية وأفغانستان.

تقوم هذه المنظمة بمتابعة انتشار الفساد في الأحزاب السياسية والشرطة والنظام القضائي والخدمات العامة في جميع بلدان العالم.

 


يقوّض الفساد إمكانيات نمو الدول اجتماعيا واقتصاديا ويفاقم أوضاع الفقر فيها مما يخلق دارة مغلقة تستفيد من هذه الأوضاع وتقوم باعادة تدويرها وتكريسها والدفاع عن استمراريتها مما يكرّس أسس الاستبداد والطغيان.
سكان الدول الأكثر فساداً في العالم هم الأكثر فقراً والأكثر معاناة على الكرة الأرضية، وفقرهم سببه الفساد وهو عامل مهم في استمراره، لأن الفساد يعتاش على تمييز القلّة المحظوظة التي تمسك أوراق الاقتصاد والسياسة وتقوم بنشرها بكل الاتجاهات، وهذه القلّة المحظوظة، بعد مرور فترة طويلة دون محاسبة أو مساءلة قانونية لا تلبث أن تعتبر امتيازها قدراً إلهياً وخاصية جينية ترفعها عن البشر درجات وتجعلهم في مرتبة أدنى إنسانياً منها.

ينظر الممسكون بأبواب السلطة والامتيازات المالية إلى أنفسهم كما لو كانوا أرباب ناد مقدّس محروس ومكرّس للعائلة الحاكمة التي لا تلبث أن تمسخ وتوظف وتحشّد لمصلحتها الطائفة والعشيرة وصولاً إلى إفراغها مؤسسات الجيش والأمن والشرطة من معانيها الحقيقية، بحيث تتبدّل وظيفة الدولة ومعناها من إقرار السلم العام ورعاية شؤون المواطنين ومصالحهم الاقتصادية والاجتماعية والخدمية لتصبح مزرعة خاصة يتلاعب في شؤونها الوالد وزوجته وابنه والمقرّبون منه.
يجمع بين الدول الأكثر فساداً في العالم كونها محكومة أو كانت محكومة لعقود بنظام شموليّ أيديولوجي يشبه الآلة العسكرية ويرأسه فرد يدير كل شؤونه ويتحكم في تفاصيله كافة بحيث يلغي كل صوت معارض، وبالتالي، أية إمكانية للتغيير.
يشكل كيم جونغ أون (ابن القائد السابق كيم جون ايل وحفيد القائد الأسبق كيم ايل سونغ) مثالاً عظيماً لهذه الآلية الشمولية الحديدية التي لا تجد أحداً مؤهلاً لقيادة البلد غير الجد فالابن فالحفيد، وهو مثال أعجب فيه الرئيس السوري السابق حافظ الأسد فمشى على دربه في اختراع مؤسسة حزبية تحاول سجن أطفال سورية في بوتقة أيديولوجية (طلائع البعث)، وفي توريث إبنه العرش، وفي إسكات أي صوت للمعارضة ضده مغلقاً أبواب التغيير أمام شعبه، وما زال ابنه يتابع المحاولة.
تلتهم آلة الفساد والطغيان كلّ ما يقف في طريقها، بمن فيهم المقربون من الدكتاتور الأكبر، وقد جاء في أنباء اليوم أن عم الزعيم الكوري الشمالي قد عزل وأن مقربين منه قد أعدموا، وهو ما يذكر بإعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين لزوجي ابنتيه، والموت المريب لخاله، كما يذكّر بمقتل آصف شوكت صهر الرئيس السوري بشار الأسد في عملية اغتيال خطيرة لقادة أمنيين سوريين كبار.
يُدخل الفساد البلد الذي يحتلّه في موات وخراب شاملين، ويحاول، في شراسته الفظيعة للدفاع عن استمراريته، منع إمكانيات التغيير بعده فيبذر بذور الدولة الفاشلة التي تفتت الوطن والمجتمع الى عصبياته الأولى: العشيرة والقبيلة والطائفة والدين والمذهب والجهة الاقليمية، وحين يقتل الطاغية أو يموت أو يغتال أو يسجن تخرج كل شياطين الفساد والطغيان للدفاع عن مواقعها ويدخل الوطن في صراع حياة أو موت معها.
يتقارب الطغاة في مزاياهم الأساسية وتتشابه مصائر بلدانهم فهي تتأرجح جميعاً بين المركزية الحديدية الصارمة والفوضى الشاملة عندما يواجهون ثورات شعوبهم، وهو ما يسعد الطغاة وأعوانهم أشد السعادة ولسان حالهم يقول: ألم نقل لكم أن الديكتاتورية أفضل؟ ناسين أن الديكتاتورية والفساد والطغيان هي التي أسست لهذه الفوضى وساهمت في قتل بلدانها وإفقار شعوبها وتهجير مواطنيها.

 


القدس العربي

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع