..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

100 يوم على حصار مخيم اليرموك.. ماذا بعد؟

ماهر شاويش

٩ نوفمبر ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4197

100 يوم على حصار مخيم اليرموك.. ماذا بعد؟
اليؤرموك00.jpg

شـــــارك المادة

بعد مرور أكثر من 100 يوم على الحصار الظالم والخانق لمخيم اليرموك وما يليه من تجمعات ومخيمات فلسطينية جنوبي العاصمة السورية دمشق، كالحسينية والسبينة والسيدة زينب، من قبل قوات النظام وما يسمى اللجان الشعبية التابعة للقيادة العامة، يحقّ لأبناء هذه المخيمات سؤالُ صانع القرار الفلسطيني في السلطة ومنظمة التحرير:

 

ماذا بعد؟ وما الذي ينتظرونه كي يتحركوا من أجل رفع الظلم والمعاناة عن الشعب الذي أوصلهم إلى سدّة صنع القرار؟!
يحق لهذا الشعب أن يسأل عن فاتورة الدم وسجل التضحيات الذي بذله عبر أكثر من 65 عاماً من النكبة، وهو يقبع في مخيمات بعضها لا يرقى إلى الحدّ الأدنى من مستوى العيش والحياة الآدمية.
كل التقارير الأممية تشير إلى أنّ ما يحدث -نتيجةً لهذا الحصار- لم يشهده العالم منذ أحداث راوندا عام 1994، والأونروا بدورها أكدت أنّ نصف اللاجئين الفلسطينيين في سورية بحاجة إلى مساعدات عاجلة.
إذاً، التشخيص واضح ولا حاجة للغرق في توصيف واقع الحال، ولا سيما بعد أن صدرت أخيراً فتوى عن علماء ومشايخ في مخيم اليرموك وجنوبي دمشق تجيز أكل لحم القطط والكلاب والحمير؟!
هل يكفي أن يصف مسؤول دائرة اللاجئين في منظمة التحرير، السيد زكريا الآغا، ما حصل للفلسطيني اللاجئ في سورية بأنه أخطر مما حصل مع آبائه وأجداده إبان نكبة عام 1948؟
لا يحتاج شعبنا الفلسطيني إلى هذه الرثائيات والبكائيات، لكنه ينتظر سعياً جاداً وحراكاً حقيقياً لتخليصه من هذه الأزمة التي دفعته إلى ركوب البحر والغرق في مياه المحيطات طلباً للنجاة؟!
منذ بداية الأزمة السورية قلنا بوضوح:
ضعوا مصلحة الشعب الفلسطيني أولويةً، وحيِّدوا مصالحكم الحزبية والفئوية، وتحركوا ضمن هامش الاتفاق والمساحة المشتركة من التوافق، وأبعدوا دماء شعبكم ومعاناته عن المزايدات الرخيصة والمواقف التكتيكية لمصلحة آنية هنا وأخرى هناك.
لكن للأسف ظللنا نصرخ دون جدوى؛ لأنّ البعض استثمر في دمائنا مكتباً لفصيل وقطعة أرض عفّى عليها الزمن، وارتضى أن يعمل ساعيَ بريد لدولة هنا وأخرى هناك، ولم يكلّف نفسه عناء زيارة ميدانية لمخيم من المخيمات المحاصرة، ولا حتى الوقوف على بوابات أحدها ليطّلع عن كثب على ما وصلت إليه حال أبنائها.
عناوين أزمة فلسطينيي سورية متعددة؛ فمنها السياسي والقانوني الحقوقي والإغاثي، والمسؤولية تقع على عاتق أكثر من جهة فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية رسمية وشعبية، أفراداً ومؤسسات، وربما ما زال هناك متسع لحراك ما يوظَّف في إنقاذ البقية الباقية من اللاجئين الفلسطينيين، سواء الذين في المخيمات المحاصَرة أو الذين نزحوا داخل سورية وخارجها، وإمكانية التحييد، أو بالحد الأدنى تأمين معابر وخطوط آمنة لرفع الحصار وإمداد المحاصرين بالمواد الغذائية والمستلزمات الطبية ومختلف الاحتياجات أيضاً، ربما ما زالت تقع في حيّز التطبيق، ولا يجوز الانتظار أكثر من ذلك أو حتى تضع الحرب أوزارها كما بدأ يتسرب من بعض التصريحات التي تبثّ اليأس والقنوط، في محاولة للتهرب من استحقاق المسؤولية وتبعاتها، التي تربط بين حل الأزمة السورية ككل وحل أزمة فلسطينيي سورية.
في ربع الساعة الأخير، هي رسالة لصانع القرار الفلسطيني:
عليك بالتحرك لإنقاذ ما بقي من ماء وجهك الذي أُريق بفعل الإهمال واللامبالاة، وإلا فإن التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى ولا تغفر، وهي صرخة لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي للقيام بواجباتهما تجاه شعب شقيق، وللأمم المتحدة عبر الأونروا، المؤسسة التي أُنشئت لخدمة اللاجئ الفلسطيني، لأداء دورها الذي نصّ عليه قرار تشكيلها، وإلا فإن ما حلّ ويحلّ بالشعب الفلسطيني سيبقى وصمة عار على جبين الإنسانية وفي سجل الضمير العالمي وشرعة حقوق الإنسان التي يتشدق البعض برفع لوائها وحمل شعارات الذَّود عن حياضها.


السبيل

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع