حسيب عبد الرزاق
تصدير المادة
المشاهدات : 4290
شـــــارك المادة
يسير شاب من باب السباع باتجاه منزله عائداً من دكانه التي يبيع فيها بعض ما يصله من الخضروات في حي باب السباع، ويطلب الإذن بالمرور من الحاجز العسكري الموجود هناك على بعد عشرات الأمتار من بيته، فيسمح له جنود النظام بذلك فهم حفظوا وجهه عن ظهر قلب بسبب مروره اليومي.
ولكن هذه المرة يومئ أحد العساكر لزميله بأن يرمي رصاصة على قدمه من باب التسلية، فيفعل ذلك ليتركوه يعود إلى البيت زحفاً وهم يضحكون عليه بسخرية، هكذا هي مدينة حمص اليوم. أطلق الثوار حملة "قادمون يا حمص" لدعم ثوار حمص المحاصرة, وقد أفاد ناشطون بأن ثوار مدينة القصير توجهوا من مختلف الأماكن التي نزحوا إليها إلى مدينة حمص القديمة لمساندة كتائب الثوار المرابطين هناك والدفاع عن بعض العائلات التي رفضت الخروج وربطت مصيرها مع مصير المقاتلين الذين يدافعون بلاحيهم الفردي الخفيف عما بقي من بيوت وشوارع لم تهدمها صواريخ وقذائف النظام على مدار أكثر من عام.
وتفيد أنباء، نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" وعلى بعض الشاشات العربية، عن وصول 500 مقاتل في الجيش الحر إلى مدينة حمص المحاصرة قدموا من منطقة القلمون بريف دمشق لفك الحصار دام 500 يوم حتى الآن على المدينة المنكوبة. وينفي الناشط الإعلامي أبو بلال الحمصي وصول مقتاتلين لمؤازرة ثوار حمص، يقول: "نحن محاصرون منذ عام وأربعة أشهر وقد سمعنا من هذا الكلام الفارغ الكثير، سواء من داخل حمص أو من خارجها ولم يأتي أحد لفك الحصار". ويضيف: "من يريد فك الحصار عن حمص لايعلن أبداً عن نيته، بل يعمل بصمت، وأقول لكل من يعلن ذلك: حرروا حمص أولاً ثم أعلنوا ماشئتم عبر وسائل الإعلام، لا أن تقول للنظام بأني قادم إلى حمص لفك الحصار عنها وأنا ما زلت في حماة أو في القلمون ليأتي النظام ويغرق حمص بالشبيحة ويهين كرامة العائلات في الداخل!".
لا أحد يستطيع أن يفسر لماذا تقصف قوات الأسد حي الوعر منذ أكثر من أسبوعين وهذا الحي يؤوي أكثر من 400 ألف نازح جاؤوا من أحياء حمص القديمة، إلا أن الناشط "أبو بلال" يفسر هذا الإجراء الدموي للنظام هو محاولات انتقامية من المدنيين. يقول: "كلما خسر النظام عدداً من جنوده وشبيحته في حمص ينتقم على الفور من المدنييين في حي الوعر فيقوم بقصف وحشي وعشوائي من جهة الكلية الحربية ومن القلعة الأثرية والنظام يعلم تماماً أنه لايوجد في الحي أي كتيبة من الجيش الحر".
آخر انتقامات النظام من المدنيين في حمص كان أمس بعد أن قصفت قذائفه حي الوعر وضرب صاروخ أرض أرض مبنى مؤلفاً من أربعة طوابق أدى إلى انهياره بالكامل ومنع وصول المسعفين عبر القناصة المنتشرة على الأبراج المرتفعة حول الحي، وجاء هذا الانتقام رداً على مقتل عشرات الشبيحة أثناء محاولتهم اقتحام حي القصور أمس، وتبقى أحياء حمص القديمة وجورة الشياح القرابيص تحت القصف المتواصل، واعتاد أهالي حي المحطة والإنشاءات وكرم الشامي على سماع أصوات الانفجارات بشكل يومي وهي ناجمة عن قصف الأحياء القديمة، والتي أكد ناشطون أنها "تكاد تباد بالكامل من شدة القصف وشراسته حتى لم يترك حجراً على حجر".
الاشتباكات العنيفة والقصف براجمات الصواريخ والدبابات والطيران والأسطوانات من قبل عصابات الأسد مازالت مستمرة، يؤكد ناشطون من قلب المدينة، وتحاول قوات النظام اقتحام أكثر من حي في وقت واحد ولكنها تفشل حتى الآن لقوة دفاع الثوار واستراتيجيتهم في المناورة داخل الأزقة والشوارع القديمة يؤكد المكتب الإعلامي لحي القصور: "كبدنا جيش الأسد خسائر كبيرة، 20 قتيلاً من الشبيحة وإعطاب آليتين، وطالما نحن هنا نرابط للدفاع عن مدينتنا فإنه لن نسمح له بالاقتراب شبراً واحداً في الحي". اورينت نت
الأناضول
عبد الحاج
الجزيرة نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة