نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
تصدير المادة
المشاهدات : 3827
شـــــارك المادة
تزامنا مع تفكيك الترسانة الكيماوية السورية لا زالت سوريا تشهد المجزرة تلو الأخرى، من قبل نظام الأسد، والثوار يسقطون طائرة استطلاع في الغوطة الشرقية، ودعوة أممية إلى تعزيز فريق المفتشين الدوليين لتسريع مهمة التفكيك للكيماوي.
أعداد القتلى: قتل النظام الأسدي 88 شخصا في سوريا، منهم 17 في دمشق وريفها بينهم طفلة و15 في إدلب بينهم امرأة وطفلة، و13 في درعا بينهم امرأتان و13 في حماة بينهم طفل وشخص تحت التعذيب و11 في الحسكة و9 في حلب بينهم 6 أطفال وامرأة و3 في اللاذقية و3 في طرطوس و2 في القنيطرة و1 في دير الزور و1 في حمص. (1) حالات القتلى: وكان معظم القتلى في دمشق وريفها وإدلب حيث قتل 5 من الأهالي نتيجة القصف على البويضة و2 في القصف على بقين بريف دمشق، و4 في درعا نتيجة اشتباكات قرب سجن غرز، و3 آخرون بقصف حي طريق السد، و5 في الغسانية في جسر الشغور بريف إدلب جراء القصف، ومثلهم في صوران بريف حماة جراء القصف بالبراميل المتفجرة، كذلك 3 آخرون ماتوا بجراحهم التي أصيبوا بها أمس نتيجة القصف على الشدادي بريف الحسكة بالإضافة إلى 3 أطفال كانوا ضحية القصف العنيف على مخيم أبو جرين بالسفيرة بحلب. وبين الشهداء مجندان منشقان ومسعف. (1) مناطق القصف: هذا وقد وثقت لجان التنسيق المحلية 463 نقطة للقصف في سوريا، منها 38 نقطة استهدفتها غارات الطيران الحربي، وألقيت البراميل المتفجرة في السفيرة وأبو جرين بحلب، وجرجناز، ومعرشمشة، وتلمنس، ومعرة النعمان بادلب، وسجل القصف المدفعي في 154 نقطة ، والقصف الصاروخي في 138 نقط ، والقصف بقذائف الهاون في 125 نقطة في سوريا. (2) مجزرة جديدة في حمورية تودي بحياة 20 شخصا بينهم نساء وأطفال: ارتكبت قوات النظام مجزرة جديدة في حمورية بريف دمشق راح ضحيتها 20 شهيدا بينهم نساء وأطفال وذلك إثر قصف الطيران الحربي لقوات النظام منازل المدنيين داخل البلدة. هذا وقد جرح حوالي 30 شخصا بعضهم حالته خطرة، وتم إسعافهم إلى النقاط الطبية الموجودة في الغوطة بسبب نقص المواد الطبية في المنطقة. (3) الأرض المحروقة في السفيرة: وبينما واصلت القوات النظامية السورية، تقدمها في ريف حلب الجنوبي، مستهدفة قرية أبو جرين بالبراميل المتفجرة تمهيدا لاقتحامها، اتهم مركز «السفيرة» الإخباري التابع للمعارضة القوات النظامية باستخدام سياسة «الأرض المحروقة» للتقدم نحو مدينة السفيرة الاستراتيجية. وأوضح المركز أن «قرية أبو جرين القريبة من السفيرة تعرضت للقصف بأكثر من 20 برميلا متفجرا بواسطة الطيران الحربي النظامي»، مشيرا إلى أن «الكتائب المعارضة تحاول التصدي للهجوم النظامي على الرغم من النقض الحاد بالأسلحة الثقيلة ومضادات الدروع».(4) العثور على جثث تركمانيين: عثر أهالي قرية المتراس في ريف طرطوس على عدد كبير من جثث مدنيين في أحراش القرية ذات الأغلبية التركمانية، حيث يقولون إنه تمت تصفيتهم على يد قوات النظام والقوات الموالية لها من القرى المجاورة.(5) قصف منطقة حدودية شرق لبنان: قال مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية إن «طائرة حربية سورية أطلقت خمسة صواريخ قبل منتصف الليل على منطقة وادي حميد في غرود بلدة عرسال». وبينما لم يشر المصدر إلى هدف الغارة، أدان رئيس الجمهورية ميشال سليمان في بيان أصدره مكتبه الإعلامي «تعرض سيارة إسعاف لصواريخ سورية»، داعيا إلى «تحييد المؤسسات الإنسانية عن الصراعات والأعمال الحربية». وذكر مسؤولون محليون في عرسال أن الغارة لم تؤد إلى وقوع إصابات.(4)
في 137 نقطة اشتباك بين الثوار وقوات النظام تمكن المجاهدون من تحقيق انتصارات عديدة منها: إسقاط طائرة استطلاع وتحرير تل البحارية: في دمشق وريفها أسقط الثوار طائرة استطلاع كانت تحلق في سماء الغوطة الشرقية، واستهدفوا مراكز تجمع لقوات النظام في حي جوبر، وفرضوا سيطرتهم على تل البحارية الذي يعد مركزا استراتجيا في بلدة البحارية، كما فجروا أحد مراكز قوات النظام على جبهة الأربعين في المعضمية، واستهدفوا في حرستا مبنى بانوراما تشرين بعدة قذائف هاون.(2) استهداف رتل عسكري وتدمير سيارة ذخيرة: وفي درعا تمكن المجاهدون من استهداف رتل عسكري متوجه من فرع المخابرات الجوية إلى حاجز قصاد وصوامع درعا، واستهداف الحاجز الزراعي على أطراف بلدة النعيمة بقذائف الهاون، ودمر الثوار سيارة ذخيرة وعربة بي إم بي على الطريق الواصل بين تلة الخضر وحاجز التابلين.(2) استهداف مطار كويرس العسكري: وفي حلب استهدف مراكز تجمع لقوات النظام في معارة الأرتيق والسفيرة ومعمل الصابون في حلب القديمة الذي يعد مركزا لقوات النظام، كما استهدفوا مطار كويرس العسكري بلدتي نبل والزهراء بعدة قذائف مدفعية وحققوا إصابات مباشرة، ومبنى الكرتون الذي يعد مركزا لقوات النظام بالقرب من المسجد الأموي، كما استهدفوا خان الصابون بعدة قذائف هاون وبالرشاشات الثقيلة. (2) اشتباكات على معسكري وادي الضيف والحامدية: واشتدت اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف بين القوات النظامية ومسلحي المعارضة. ووصفها المرصد السوري لحقوق الإنسان بالأعنف منذ شهور، وقد تواصلت بعد هجوم بدأه نحو 25 فصيلا من مسلحي المعارضة على معسكري وادي الضيف والحامدية اللذين يشكلان أكبر تجمع عسكري متبقٍّ لقوات النظام في ريف إدلب. وقتل ما لا يقل عن عشرة جنود في الهجوم وخمسة مسلحين معارضين، بحسب المرصد. وبثت صفحات تنسيقية إدلب وتنسيقية معرة النعمان على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صورة لضابط في الجيش النظامي تم أسره في المعركة، مشيرة إلى أنه يدعى العميد ناصر صلاح الدين.(5) استهداف مقر الفرقة 17: وفي حماه استهدف الثوار حواجز قوات النظام بين طيبة الإمام وحلفايا. وفي الرقة استهدفوا مقر قيادة الفرقة 17 بعدة قذائف وحققوا إصابات مباشرة. وفي حمص استهدفوا آليات عسكرية تابعة لقوات النظام على طريق حمص تدمر وأوقعوا عددا من العناصر بين قتيل وجريح. وفي إدلب فجروا صهريج وقود تابعا لقوات النظام على جبهة بسيدا في معرة النعمان. وفي دير الزور استهدفوا مراكز تجمع لقوات النظام في حي الرصافة وحي الصناعة وحققوا إصابات مباشرة. وفي اللاذقية استهدفوا قوات النظام في قرية استربه وحققوا إصابات مباشرة. (2) دعوة إلى وحدة الفصائل السورية: قال قائد لواء التوحيد في سوريا عبد القادر الصالح إن سحب الفصائل الكبرى المقاتلة للنظام السوري الاعتراف من الائتلاف الوطني السوري المعارض عائد لقبوله شروط مؤتمر جنيف، إضافة إلى رفض قادته الانضمام للحراك الثوري داخل سوريا. وانتقد الصالح بشدة استمرار الحوار بين قادة الائتلاف في الخارج والمعارضة في الداخل "عبر الشاشات"، داعيا الائتلاف للارتكاز إلى القاعدة الثورية في الداخل لا إلى ما أسماها "أسرة الفنادق" في العواصم العالمية. وامتدح الصالح "التنسيق العالي" بين جبهة النصرة وبقية الفصائل المقاتلة على الأرض، لافتا إلى وجود تنسيق كبير معها في الجانب العسكري، واعتبر أن الخلاف في المشروع السياسي "أمر لا يضر بالثورة". وحمل قائد لواء التوحيد -الذي يعتبر أحد أكبر الألوية المقاتلة في سوريا- بشدة على الموقف العربي مما يجري في سوريا، معتبرا أنه لا يوجد أي موقف عربي، كما عبر عن عتب السوريين على الشعوب العربية التي اعتبر أنها صامتة تجاه ما يحدث في سوريا.(5)
بدء عملية مأسسة الحراك الشعبي: أعلن الأمين العام للائتلاف الوطني السوري بدر الدين جاموس عن بدء عملية مأسسة وهيكلة الحراك الشعبي للثورة السورية ممثلة بالائتلاف الوطني كممثل وحيد وشرعي للشعب السوري. واعتبر جاموس أن الحكومة المؤقتة تشكل الجناج التنفيذي والخدمي للثورة السورية، في حين يشكل الائتلاف الوطني الذراع السياسي لها. وأكد الأمين العام على "أهمية تجاوز العمل القائم على مستوى الأفراد والأشخاص والانتقال إلى مأسسته من خلال التواصل مع الداخل كمكون أساسي لهذه الهيكلة، واعتبار ذلك أحد أهم الدعائم الأساسية لنجاح الثورة". وفي توضيح للعلاقة المستقبلية بين الائتلاف والحكومة المؤقتة أفاد جاموس "أن الائتلاف سيتولى دور الرقابة والتوجيه فيما يتعلق بالعمل السياسي والخدمي بعد تشكيل الحكومة". مشيرا إلى أنّ الحكومة المؤقتة "لا تعتبر مأسسة للائتلاف فحسب بل لجميع أطياف مكونات الثورة السورية". هذا وأشار الأمين العام إلى وجود تنسيق مستمر ما بين هيئة أركان الجيش السوري الحر والحكومة المؤقتة فيما يخص تشكيل وزارة الدفاع وتسمية الوزير الذي سيمثل رأس هيكل الجيش الحر. معتبرا أن "مأسسة الجيش الحر من أهم الخطوات التي لا بدّ من اتخاذها والسعي تجاه تشكيلها بشكل جاد ومنظم، لتوحيد القوى بغية إسقاط نظام بشار الأسد وخلق مناخ ديمقراطي قادر على تلبية طموحات الشعب السوري".(3) تفكير المجتمع الدولي تجاه المفاهيم القانونية في جنيف 1 غير منطقي: أعلن عضو اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني السوري هشام مروة أن الائتلاف لن يحضر جنيف2 في حال عدم وجود جدية سياسية في التعامل مع الملف السوري. مضيفا أن الائتلاف لا يمكن أن يكون وسيلة لتشريع بقاء بشار الأسد. ووصف عضو اللجنة القانونية للائتلاف "تفكير المجتمع الدولي بعدم المنطقية تجاه تعامله مع المصطلحات والمفاهيم القانونية فيما يخص جنيف1". لافتا إلى أن المادة السادسة في جنيف1 التي تنص "على وجوب نقل السلطة إلى سلطة أخرى" تدل على إلزامية تنازل بشار الأسد لسلطة أخرى. ومنوها "إلى أن نقل السلطة يستوجب وجوب سلطتين مختلفتين، مما يعني في أبجديات القانون أن خلع بشار الأسد من مبادئ جنيف التي ليس من المعقول التعامي عنها أو تجاهلها". هذا وقد اعتبر مروة أنه لا يمكن لإيران المشاركة بجنيف "لأنها جزء من المشكلة وشاركت في قتل السوريين وتعتبر قوات محتلة للأراضي السورية ومن المحال التفاوض مع المحتل" فيما يخص الشأن السوري.(3)
نظام بشار الأسد يمنع الصليب الأحمر من دخول معلولا والصليب ما زال في قيد الانتظار: منع نظام بشار الأسد في سوريا اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارة معلولا ودير القديسة تقلا للروم الأرثوذكس المحاصر حسبما أفاد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقال رئيس اللجنة: إن "دير القديسة تقلا في معلولا يعتبر من بين الأولويات والأماكن التي يجب لموظفينا زيارتها، وتلقينا منذ عدة أيام طلبا لإعادة المياه" التي قطعتها قوات النظام عن المنطقة بعد الانتفاضة الشعبية التي شهدتها قبل شهرين" وأضاف رئيس اللجنة "نحن جاهزون للوصول إلى المكان ما إن حصلنا على موافقة حكومة بشار الأسد"، موضحاً أن الصليب الأحمر "من المفترض أن يسمح له الوصول إلى جميع المناطق السورية باعتباره منظمة إنسانية محايدة لا دخل لها بالأوضاع الجارية داخل البلاد. (3) حملة لجمع التبرعات: أطلق الصليب الأحمر البريطاني اليوم حملة لجمع تبرعات لضحايا الأزمة في سوريا والمساعدة في تأمين الاحتياجات الغذائية والطبية للنازحين واللاجئين. وقال رئيسه التنفيذي نك يونغ إن شعب سوريا يعيش أزمة مرعبة راح ضحيتها أكثر من مائة ألف شخص، وأجبرت ستة ملايين سوري على الفرار من منازلهم وترك كل ما يملكونه للبقاء على قيد الحياة، وهو رقم يفوق عدد سكان أسكتلندا.(5)
واشنطن: لم نغير موقفنا تجاه الأسد وسنسعى للتوفيق بين "المعارضة" والنظام لتشكيل قيادة انتقالية: أكدت الولايات المتحدة الأميركية عدم تغير موقفها بشأن فقدان بشار الأسد شرعيته لقيادة سوريا، وذلك على خلفية تصريحات وزير الخارجية جون كيري التي عزا فيها "فضل" سرعة البدء بتدمير الترسانة الكيماوية السورية إلى بشار الأسد. وكانت قد صرحت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف رداً على سؤال أحد الصحفيين بشأن تصريح كيري:" موقفنا بشأن مستقبل بشار الأسد لم يتغير، وقد فقد كل الشرعية لقيادة سوريا." وأضافت: "نعمل لعقد مؤتمر جنيف2، والذي سيقوم خلاله كل من المعارضة ونظام بشار الأسد باختيار قيادة انتقالية للمرحلة القادمة." (3) روسيا وأميركا اتفقتا على كيفية تدمير الكيماوي: قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة على الكيفية التي سيتم بها إتلاف ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية. وتأتي تصريحات بوتين عقب لقاء جمعه بوزير الخارجية الأميركي جون كيري في قمة دول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) في بالي بإندونيسيا. وكان الرئيس الروسي قال على هامش القمة إن النظام السوري يتعاون "بشكل نشط جدا" في مسألة إتلاف الأسلحة الكيميائية، وبشفافية كبيرة تساعد الهيئات الدولية.(5) بان كي مون يقترح بعثة من 100 خبير لتدمير الكيماوي: دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون البعثة المخصصة لتفكيك الترسانة الكيمائية السورية إلى أن تضم 100 عنصر لتنفيذ هذه المهمة التي وصفها بـ" غير المسبوقة". حيث أوصى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بإنشاء بعثة مشتركة -هي الأولى- من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. مفيدا أن قاعدتها العملياتية ستكون في دمشق وقاعدتها الخلفية ستتمركز داخل قبرص. وسيقود البعثة منسق مدني خاص،وتعتبر المهمة المنوطة بها أول مهمة من هذا النوع في تاريخ المنظمتين.(3) فريق آخر من المفتشين إلى سوريا: هذا ويتوجه فريق ثان من المفتشين إلى سوريا لتسريع وتيرة التحقق من الترسانة الكيميائية السورية وتدميرها، حسب ما أعلنته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية اليوم الثلاثاء. وقالت المنظمة من مقرها في لاهاي إن فريقا ثانيا سيتمم فريق الاستطلاع المؤلف من خبرائها الموجودين في سوريا منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري لأنشطة التحقق والتدمير.(5) أميركا مستعدة لقبول مشاركة إيران في جنيف 2 حال تأييدها لجنيف 1: صرحت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف أن بلادها "ستكون أكثر استعداداً لمشاركة إيران في مؤتمر جنيف2 حول سوريا، إذا أيدت طهران بيان جنيف1 الذي يدعو لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا". وقالت هارف "نحن واضحون بشأن الدور الإيراني المدمر في سوريا، ونرى أن أي طرف يشارك في جنيف 2 يجب أن يقبل ويدعم علانية بيان جنيف1 ".(3)
كتب ميشال كيلو جنيف 2.. هل سينجح حقا؟ يدور حديث متشعب ومفعم بالشكوك حول مؤتمر جنيف 2 وما إذا كان سينجح. ويبذل الجباران الكبيران الأميركي والروسي جهودا محمومة لجعل عقده مسألة حتمية من دون أن يكون لدى أي منهما الثقة بأنه سينجح إذا ما جرى عقده. في نظر الجبارين، يبدو انعقاد مؤتمر جنيف 2 أمرا قائما بذاته وكأنه منفصل عن أي بيئة سياسية، أو سيتكفل بنقل المسألة السورية من طور الحرب إلى حتمية السلام، بعد أن بلغ احتجاز الوضع السوري حدا صار من الضروري معه القيام بإجراء دولي يساعد على الخروج منه، ما دام تدخل الخارج العسكري مستحيلا ووقف إطلاق النار بين المتصارعين غير ممكن. ثمة عقبتان تقفان أمام نجاح جنيف هما بكل اختصار: الخلافات الأميركية الروسية، وتناقضات مواقف النظام والمعارضة في سوريا. - لن يكون نجاح جنيف ممكنا من دون حد أدنى من تفاهم أميركا وروسيا على حل مقبول لديهما، يكون مقبولا في الوقت ذاته لدى أطراف الصراع السوري. بغير ذلك لن يكون هناك أي معنى لاتفاق السوريين، لأنه سيتعارض حكما مع مصالح أحد الجبارين وسيكون بالتالي مرفوضا منه. في ظل التنافر الأميركي الروسي، سيكون هناك بالضرورة مشكلات لا تقبل الحل بين طرفي المفاوضات السوريين، المتعارضي المواقف والمصالح بدورهما. والحقيقة أن نص جنيف نفسه ملتبس ويجعل الحل صعبا إن لم يكن مستحيلا، لأن مواقف الروس تتعارض معه، بسبب دعمهم غير المشروط لسياسات النظام المتعارضة مع تطبيقه: من وقف إطلاق النار، إلى سحب الجيش من المدن، إلى إطلاق سراح المعتقلين، إلى السماح بالتظاهر السلمي، إلى تشكيل جسم حكومي بصلاحيات كاملة يشرف على الجيش والأمن والقضاء، وأخيرا، إلى إقامة نظام ديمقراطي. يمارس النظام بدعم روسيا سياسات مضادة لما أقره الخمس الكبار في جنيف، فهل يعقل أن يوافق الروس على اتفاق يتعارض مع بقاء نظام ساندوه طيلة ثلاثة أعوام ونيف، ويضع حكم البلاد بين يدي معارضة يعتبرونها أصولية ومعادية لهم؟. بالمقابل، هل سيوافق الأميركيون على اتفاق لا يضمن مصالحهم الشديدة التعقيد والتشعب، لمجرد أن السوريين وافقوا عليه؟. أعتقد أن من السذاجة الإيمان بذلك. - لن يتفق الطرفان السوريان المتصارعان، ما لم يؤمن الطرف الحكومي أنه سيهزم، وينقطع بالتالي الدعم الروسي والإيراني اليومي له، وما لم ير أن من الأفضل له التخلي عن الحكم لصالح تسوية وطنية تنهي الوضع الشاذ المتمثل في تسلط أقلية سياسية وفئوية على الأغلبية الرافضة لسلطتها وحكمها. بالمقابل، ليست المعارضة السياسية والمسلحة موحدة إلى درجة تجعل الاتفاق مع الائتلاف ملزما لجميع أطرافها، حتى إن شاركت هيئة التنسيق والكرد في وفده وتطابقت وجهات نظرهما مع وجهات نظره. هناك اليوم لدى الطرفين المتصارعين قوى وتيارات سترفض بالتأكيد أي اتفاق يجري الوصول إليه بينهما، ستتمكن من مقاومته ومقاتلة من يعقده، لذلك يرجح أن يدخل نجاح مؤتمر جنيف سوريا في طور من الاقتتال يكون أقرب إلى حرب أهلية ستنشب في صفوف المعارضة والموالاة، بدل أن يدشن مرحلة من السلم الأهلي والأمن الوطني. هذه النقطة، فضلا عن اتفاق الجبارين بصفته شرطا لازما لنجاح جنيف، يجب أخذها بعين الاعتبار عند تقويم فرص نجاح جنيف 2 وما سيترتب عليه من نتائج وأوضاع. ولعله من المفيد التذكير بأن تدخلا دوليا مباشرا من نوع ما سيصبح عندئذ حتميا، لتهدئة الأوضاع وضمان تطبيق الاتفاق: المرفوض من أوساط وقوى كثيرة قادرة على تعطيله أو إحباطه. لم أناقش ما إذا كانت المعارضة ستنجح في تشكيل وفد موحد ولديه رأي موحد. وما إذا كان للنظام مصلحة في الذهاب إلى مؤتمر يعني تطبيق بنوده المتفق دوليا عليها نهايته المؤكدة. ولم أناقش أيضا إن كانت مناورات النظام التي وعد بها وليد المعلم ستضع حدا لانعقاده بعد ساعات أو أيام قليلة من انطلاقه، لأن مناورات المعلم ستكون ضرورية لتفادي النتائج الكارثية التي ستترتب على نجاح جنيف وإنقاذ نظام قرر أن الطريقة الوحيدة للبقاء في السلطة هي إبادة شعبه، لكنه سيجد نفسه في المؤتمر أمام مواجهة ممثلين له يطالبون بحقوق يعطيهم إياها جنيف، في التسليم بها نهايته الحتمية. هل سينجح جنيف، إن حدث وانعقد حقا؟. أعتقد أنني عرضت بعض المصاعب التي تعترض انعقاده وقدمت ملامح أولية لجواب عن هذا السؤال الذي سيحيرنا قبل المؤتمر، مثلما ستحيرنا بعد فشله!. (4)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(6) قتيبة الشبلاق - ريف دمشق - داريا محمد الرفاعي - درعا - حي طريق السد معروف فندي الناطور - درعا - طفس عمران النبكي - ريف دمشق - جسرين مأمون الجابي - ادلب - إبراهيم حسن العساف - دير الزور - البوعمر زهرة محمود تناري - ادلب - معرة النعمان محمد عبد الستار المشعان - حماه - صوران عبد العليم أحمد الدالي - حماه - صوران أحمد محمد نعسان السح - حماه - لطمين عبود الكراد - درعا - محمود صالح الفالوجي - درعا - درعا البلد حنان علي حمد - درعا - حي طريق السد سمية زهير القاسم - درعا - انخل حكمت العودة - درعا - حي طريق السد أسامة وحيد الحشيش - درعا - زيزون عهد عدنان ذيب الريابي - درعا - انخل فراس الطلب - درعا - حي طريق السد أحمد علي المسالمة - درعا - حي طريق السد محمد عبد الكريم العبود - درعا - النعيمة أبو الزبير عبد الرحمن - طرطوس - بانياس أبو صطيف الحفاوي - اللاذقية - الحفة أحمد سويد - طرطوس - بانياس اياد مخلف يونس - الحسكة - الشدادي جاسم حسن الطعان - الحسكة - الشدادي محمد حسن الطعان - الحسكة - الشدادي علاء محمود الحسوني - الحسكة - الشدادي هدلة السلطان - الحسكة - الشدادي فواز علي الفواز - الحسكة - الشدادي محمد كراش الطراف - الحسكة - الشدادي عطالله خضر الطراف - الحسكة - الشدادي كمال سعيد حمود - الحسكة - رأس العين محمد سليمان جبر المسالمة - درعا - درعا البلد محمد علي الزهيري - ريف دمشق - دوما وسيم واوية - ريف دمشق - دوما موسى علي الحسين النعيمي - ريف دمشق - البويضة المصادر: 1- الهيئة العامة للثورة السورية – المكتب الإعلامي. 2- لجان التنسيق المحلية. 3- الائتلاف الوطني السوري – المكتب الإعلامي. 4- الشرق الأوسط. 5- الجزيرة نت. 6- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة