الإسلام اليوم
تصدير المادة
المشاهدات : 10694
شـــــارك المادة
ـ هناك توظيف أمني وإعلامي لظاهرة التكفير لتحقيق أهداف سياسية ـ بعض الحكومات تصنع "عدوًا وهميًا" لإلهاء الشعوب عن برامج الإصلاح.
أكد الدكتور سلمان العودة، الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين، أن أحداث الربيع العربي كانت مؤشراً إيجابياً على تناقص الفكر التكفيري وانزوائه، إلا أن الانتكاسة التي حصلت في مصر ساهمت في عودته.
مشيراً ـ في الوقت ذاته ـ إلى أنَّ هناك تضخيماً مصطنعاً من بعض الحكومات لظاهرة التكفير بهدف سحق الخصوم وإلهاء الشعوب عن برامج الإصلاح.
وقال، خلال مداخلة لقناة "بي بي سي" العربية، إنَّ أحداث الربيع العربي في مصر وتونس وأكثر من بلد ألهمت الجماهير والشعوب الطريق السلمي للتغيير الذي لا يعتمد على إقصاء الآخر ولا على استخدام القوة، إلا أن الانتكاسة التي حصلت، وخاصة في مصر، حقنت وريد التوجه التكفيري لتعيده بقوة، وكأنها تقول إن وسائل التغيير السلمي ليست سوى لعبة أو أحبولة وأن طريق العنف واستخدام القوة هو السبيل.
وفي حين أكد أن الفكر التكفيري موجود حتى في عهد الصحابة حينما كفر الخوارج أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أشار إلى أن مثل هذا التوجه لدى مجموعة من الشباب، لا يقاس بتيارات وسلطات تملك الجيش والأمن والإعلام والفضاء وتساهم في تكفير الناس، مضيفا أن هناك صفحات إلكترونية تعلن أن مخالفيها كفار يجب قتلهم وإقصاؤهم.
وشدد ـ في هذا الإطار ـ على أن الإدانة ستكون أكبر حينما يصدر مفتي دولة فتوى شرعية باستحلال دماء خصومه وتشجيع الأجهزة الأمنية وغيرها على قتل المتظاهرين، وليس من شاب حديث السن يقوم بتكفير الناس بغير بينة.
توظيف أمني وإعلامي:
وحذر د. العودة من التوظيف الأمني أو الإعلامي لظاهرة التكفير، من أجل قتل الناس أو سجنهم لمجرد معارضتهم. وأكد أن خطورة التكفير ليست في مجرد إطلاق اللفظ أو سب المعارض أو تعييره؛ وإنما حين يكون هذا الاتهام مقدمة لاستحلال الدم.
دعم خفي: وحذر من أن الخطورة الأكبر تكمن في "الدعم الخفي" لهذه الظاهرة، ثم الإعلان عن مواجهتها لتحقيق ـ فقط ـ أهدافا سياسية، بمعنى أن الدول تحتاج -أحياناً- إلى "صناعة عدو" من أجل إيقاف أو تجميد مشاريع التنمية والإصلاح السياسي والتطوير تحت ذريعة أننا في حالة طوارئ، مشيرا إلى أن هذا التوجه يصاحبه تضخيم إعلامي. وفي حين أكد العودة ضرورة الاعتراف بوجود هذه الظاهرة ومعالجتها، شددـ في الوقت ذاته ـ على عدم المبالغة فيها إظهارها بغير حجمها الطبيعي لنحقيق أهداف معينة. وقال "الأزمة هي حينما يختلف اثنان فكل منهم يستخدم أدواته في محاولة الإطاحة بالآخر، من خلال اتهامه في عرضه أو نسبه أو وطنيته أو دينه أيضاً".
ورداً على سؤال حول أزمة المعارضة في سوريا واختلافها، شدد العودة على أن الاختلاف بين فئتين ولو وصل إلى القتال يجب ألا يكون معناه التكفير، مشيراً إلى قول الله تعالى {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} وقصة ابني آدم، ما يعني أن القتال لا يعني "التكفير".
أسرة التحرير
حلب نيوز
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة