محمد إقبال بلو
تصدير المادة
المشاهدات : 6974
شـــــارك المادة
متظاهرون سوريون في أوروبا: إن من يتتبع ردود الأفعال العالمية وخاصة الشعبية بعد الحديث عن الضربة الأمريكية المحتملة، يجد أن قضية الشعب السوري وثورته ثورة الحرية والكرامة، ثورة الحق ضد الباطل، لم تصل إلى المجتمعات الأوروبية والأمريكية بل وحتى في الكثير من دول آسيا بالشكل الملائم الذي يوفر رأياً عاما شعبياً ضاغطاً على حكومات هذه الدول لاتخاذ مواقف - إن لم نقل إجراءات – واضحة ضد نظام بشار الأسد الشمولي الذي يعتمد على القمع وإرهاب المواطن وسلب الحريات والتغييب القسري لمن يفكر بالتعبير عن ما يكاد يتفجر في داخله ووجدانه.
لقد لاحظ الجميع أن مواقف الشعوب الغربية كانت سلبية تجاه التهديد الأمريكي بضربة عسكرية تأديبية للنظام السوري، بل وشاهدنا مظاهرات عديدة في كثير من الدول ضد هذا العمل العسكري.
أورينت نت أجرت بعض اللقاءات حول هذا الموضوع. الدكتور زكوان جلعوط من محافظة حماه تحدث عن بعض المواقف التي حدثت معه في إحدى الدول الأوربية فقال: أحد من التقيت بهم وضمن حديث عن الثورة السورية بدأ بالهجوم على المعارضة السورية وعلى الجيش السوري الحر، حتى أنه وصف مقاتليه بأنهم الإرهابيون الذين يذبحون المواطنين في سورية، فبدأت أشرح له حول الثورة السورية ودوافعها وأن ما يروج له النظام من عمليات قتل وذبح على أنها من فعل مقاتلي الجيش الحر ليست إلا بعض فيديوهات مما قام به النظام من جرائم وانتهاكات، هو يرى أن النظام يقصف الجوامع كونها تشكل مقرات للإرهابيين، فحدثته عن إحدى الجرائم التي قتل فيها النظام عشرين طفلة داخل أحد مساجد عندان في ريف حلب، ووضحت له بشكل دقيق ما يحدث.
يضيف: لقد ذكرت هذا المثال وهو واحد من عشرات الأمثلة التي يعتقد فيها مواطنو الدول الغربية أن النظام يحارب مجموعات من الإرهابيين الذين يعبثون بأمن الوطن، لو كان لدى المعارضة السورية بكل هيئاتها وتشكيلاتها مكاتب إعلامية فعالة ونشاط سياسي حقيقي لما وصل الحال إلى ما هو عليه، ولو تحرك أبناء الجاليات السورية في المهجر في هذا المنحى لكسبوا رأي الشارع في هذه الدول الديمقراطية التي تولي المواطن أهمية كبرى بل وأحياناً يشكل الرأي العام سياسة هذه الدول بضغوطات وتفاعلات لا تحدث إلا في الدول ذات التجارب الديمقراطية الناضجة.
الدكتورة والإعلامية عروبة بركات ناشطة سياسية من محافظة إدلب تحدثت حول الموضوع فقالت لــ أورينت نت: بالأمس أعلن الرئيس الأمريكي أوباما أنه سيؤجل الضربة العسكرية الموجهة إلى النظام السوري إلى أن يأخذ موافقة الكونغرس، لم يضايقني ذلك بل ما حز في نفسي أن أشاهد الكثير من المظاهرات المتضامنة مع نظام بشار الأسد في العديد من المدن والعواصم العالمية. ترى ما الذي جعل هؤلاء يتظاهرون لمساندة بشار الأسد؟ برأيي أن جهلهم بحقيقة ما يحدث على الأرض السورية هو السبب، فنظام يقتل شعبه بمختلف الأسلحة وآخرها السلاح الكيميائي لن يحظى باحترام أي شعب من شعوب العالم المتحضر، لكن الحقيقة لم تصلهم فإعلامهم أهمل الثورة السورية على مدى عامين ونصف ثم جاء فجأة (بعد الحديث الأمريكي عن عقوبة لهذا الكيان الإجرامي لاستعماله السلاح الكيميائي) اهتمام إعلامي بالغ من جميع القنوات الإخبارية الأوروبية والأمريكية ومن مختلف الصحف العالمية التي يقرؤها المواطن الغربي بشكل يومي.
تضيف : إن تقصيرنا كمعارضة سياسية على الصعيد الفردي وكمعارضة منظمة مهيكلة كما الائتلاف بل واستهتار الهيئات بمختلف توجهاتها بالعمل الإعلامي وانصرافها إلى التحاصص واقتسام سلطة لم يحصل عليها السوريون بعد، هو السبب الرئيس في وصول الصورة الخاطئة إلى هذه الشعوب التي كانت ستتبنى مواقف أقوى ومواقف داعمة للشعب السوري فيما لو عرفت كل الحقائق وما يرتكبه النظام الأسدي من جرائم بحق نساء وأطفال وشيوخ وشباب سورية.
أبو محمد ضابط قيادي في الجيش الحر تمنى لو أن من يصفون أنفسهم بالمعارضين وخاصة أولئك المثقفون الذين يعتبرون أنفسهم أنهم من النخبة في المجتمع السوري والذين يتجولون بين العواصم العالمية باستمرار، أن يكتبوا بعض المقالات في تلك الصحف التي يقرؤها المواطن الأوروبي، وأن يحاولوا الظهور على الفضائيات الأجنبية لعرض قضية شعبهم أمام الرأي العام العالمي. يؤكد الرجل أن النصر من عند الله عز وجل وأن أبطال الجيش الحر هم من سيسقطون النظام القمعي الذي تفشى في جسم الوطن كسرطان خبيث عبر عقود من الدكتاتورية، لكنه يعي تماماً حسب قوله أن ضعف التمثيل السياسي للمعارضة السورية، وسوء مسيرة العمل الوطني لديهم، واللامبالاة وإهمال الجانب الإعلامي هو واحد من أهم العثرات في طريق نجاح الثورة السورية ومن أهم العوامل التي أخرت انتصار الشعب السوري على جلاده.
أورينت نت
أسرة التحرير
الجزيرة نت
العربية نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة