..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

الثورة السورية ومصطلحاتها

الرشيد

١٤ إبريل ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2712

الثورة السورية ومصطلحاتها
4.jpeg

شـــــارك المادة

لقد أفرزت الثورة السورية منذ انطلاقها العديد من المواقف الداخلية والإقليمية والدولية، وكان لا بدّ لهذه المواقف من بلورة كلامية وعبارات للتداول للتعبير عن هذه المواقف. وبما أن معظم المواقف الداخلية والإقليمية والدولية تأخذ شكلاً بالعلن بينما تتغير أو ربما تتناقض من وراء الكواليس؛ كان لا بدّ من استخدام تعابير تأخذ في صيغتها اللفظية معنى ما، ولكن المقصود منها شيء آخر.


وسأسرد هنا البعض من هذه التعابير وما المقصود بها، وسأبدأ بمفردات النظام السوري الذي تفنن إعلامه بإطلاق شتى أنواع الأوصاف والتعابير.
فعندما يتحدث النظام السوري عن (المخربين) فهو يقصد المتظاهرين في الشارع، وعندما يتحدث عن (عنف) المتظاهرين فهو يقصد شعاراتهم وأهازيجهم، وعندما يتحدث عن (المتآمرين) فهو يقصد المطالبين بالحرية، و(المؤامرة) هي المطالبة بالحرية، و(المؤامرة الكونية) هي تطبيق شريعة حقوق الإنسان في دولة ديكتاتورية! وعندما يتحدث عن (المجموعات المسلحة) فهو يقصد منشقي الجيش الذين رفضوا إطلاق النار على المدنيين، أما (السلفيين) فهم المسلمون السنة، و(القاعدة) هم من حملوا السلاح دفاعاً عن أعراضهم وأنفسهم.
كما سمى قناصته في بداية الثورة (بالمندسين) كذلك أطلق على شبيحته (حفظ النظام)، وأطلق على أفراد الفرقة الرابعة (الجيش السوري) وعلى الأمن (الجهات المختصة). وفي السياسة كانت (الدعوة إلى الحوار) تعني له الدعوة لقبول إملاءات النظام و(رفض الحوار من المعارضة)، أي رفض استسلامها للنظام، وعندما تحدث عن (انقسام المعارضة) فهو يقصد خلافها على طريقة خلع النظام رغم توحدها على الهدف! أما (المعارضة الخارجية الخائنة) فهي المعارضة الهاربة من بطش النظام واعتقالاته والتعذيب بسجونه وتصفية سجناءه، و(المعارضة الداخلية الشريفة) هي الأحزاب الشيوعية الهرمة والحزب السوري القومي الاجتماعي وبعض المنتفعين.
أما على المستوى الإعلامي (فسوريا) هي بشار الأسد وعائلته، و(الشعب) هم الطائفة العلوية، و(حماة الديار) هم حماة بشار أي الشبيحة، و(الوطن) هو كرسي بشار الرئاسي، و(الولاء للوطن) هو الولاء لحكم الطائفة العلوية ومن ورائها ولاية الفقيه، و(الممانعة) هي منع المجاهدين من دخول الجولان لتحريرها، و(جبهة الصمود) التي تضم إيران وحزب الله هي جبهة الصمود تجاه الطائفة السنية.
وفي وصف المظاهرات فالمظاهرة الألفية هي (تجمع محدود لعشرات الأشخاص)، والمليونية كما حصل في حماة فهي (حشود من المواطنين)، و(انفضاض التجمع بشكل تلقائي) أي تم تفريقه بالقوة، و(الاشتباك مع المتظاهرين) أي مقتل لا يقل عن عشرة متظاهرين من قبل قوات الأمن، و(مقتل اثنين من مثيري الشغب) أي حدوث مجزرة! و(الاعتداءات على الممتلكات) هو التظاهر أمام ممتلكات الدولة للتعبير عن الرأي، و(إحراق مراكز الدولة) هو اقتحام المتظاهرين لهذه المراكز لفرض كلمتها، و(تدمير ممتلكات الدولة) هو إخراج القناصة والذين يقتلون المتظاهرين منها!
أما بالنسبة للهتافات فالهتاف (للحرية والشهيد) تعني حرية للأبد غصب عنك يا أسد وعالجنة رايحين شهداء بالملايين. والهتافات التي (تنادي بالإصلاح) هي يا لله ارحل يا بشار، واستخدام المتظاهرين (للحجارة والمولوتوف) فهو هتافهم يلعن روحك يا حافظ و تكبيرهم لأنه أشد عليهم من الحجارة، والمولوتوف بل والرصاص أيضاً.
أما إقليمياً ودولياً فنرى استخدام الغرب لعبارة (الحل السياسي) وهي الأكثر تداولاً، فالمقصود بها بقاء بشار بالسلطة مع إصلاحات حكومية واقتصادية، أما (السلم الإقليمي) فهو سلامة إسرائيل، و(الخوف على الاستقرار بالمنطقة) هو الخوف على مصير إسرائيل، والطلب من المعارضة (الاتفاق والتوحد) أي التوحد ضد وصول الإسلاميين للحكم، و(المعارضة منقسمة) أي لا تتماشى مع أجندات الغرب وأمريكا، و(الحل الأمني) هو ارتكاب المجازر بحق الشعب الأعزل، أما (العنف غير المقبول) فهو قتل الناس لمجرد التظاهر. و(عدم التدخل في شؤون الدول) أي عدم الضغط على نظام يقمع شعباً يمكن أن يشكل خطراً على إسرائيل، و(إعطاء الحصانة لبشار وعائلته) أي تبرئته من دم أحد عشر ألف مدني. أما (إنهاء العنف) لدى النظام فهو عدم ارتكاب مجازر جماعية، أما (وقف العنف) لدى المعارضة فهو عدم التظاهر ضد الدولة!!
ويمكن لأي متتبع لنشرة أخبار موالية أو لأي تصريح من مسؤول غربي أن يبدل العبارة بمعناها الخفي، أو يقرأ ما بين السطور ليعرف حجم المؤامرة الحقيقية على الشعب السوري من جميع الجهات! فمهما علت نبرة التصريحات ومهما كانت في صف الثورة السورية إلا أنها أولاً وأخيراً للاستهلاك الإعلامي، ولكن ما يرسم بدقة هو ما يحدث على أرض الواقع، وقد كان صادقاً ولأول مرة جزار سورية حينما قال أن الفضاء لهم -أي الإعلام- والأرض لنا -أي الواقع-، وهو يعني أن ما يهم في الأزمة السورية هو مساندة الدول الغربية وأمريكا وروسيا والصين له، أما ما تبثه وسائل إعلامهم فلا خوف منه طالما أنه يغاير الواقع وهو اشتراك الدول الغربية وأمريكا والدول الشيوعية في قتل الشعب السوري المسلم..
فلكم الله وحده يا ثوار سوريا، وقد وعدكم بالنصر إن صبرتم.. فاصبروا وسيصدق وعده بمشيئته.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع