..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الشام المباركة

مدينة دمشق

أسرة التحرير

١٩ إبريل ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 10098

مدينة دمشق
القديمة.jpg

شـــــارك المادة

مدينة دمشق مدينة جليلة قديمة، وقد اختلفت الروايات التاريخية في تحديد معنى تسميتها، والأرجح أنها كلمة ذات أصول أشورية قديمة تعني الأرض الزاهرة أو العامرة. ومن أسمائها أيظاً جلق والشام وشامة الدنيا وكنانة الله والفيحاء كما تدعى دمشق الفيحاء. 
وهي مدينة الشام في الجاهلية والإسلام، وليس لها نظير في جميع أجناد الشام في كثرة أنهارها وعمارتها، ونهرها الأعظم يقال له بردا.

 


وهي أقدم عاصمة في العالم، ويقول البعض أنها أقدم مدينة مأهولة في العالم أيضاً. ورد ذكرها في مخطوطات مصرية تعود إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد ويعود نشوء دمشق إلى تسعة آلاف سنة قبل الميلاد، كما دلت الحفريات بالقرب منها في موقع تل الرماد.
دخلت الجيوش الإسلامية دمشق في القرن السابع، وتحولت المدينة في العصر الأموي من مركز ولاية إلى عاصمة امبراطورية تمتد إلى حدود الصين شرقا وإلى مياه الأطلسي والأندلس غربا.
حيث افتتحت مدينة دمشق في خلافة عمر بن الخطاب سنة أربع عشرة، افتتحها أبو عبيدة بن الجراح من باب لها يقال له باب الجابية صلحاً، بعد حصار سنة ودخل خالد بن الوليد من باب لها يقال له باب الشرقي بغير صلح، فأجاز أبو عبيدة الصلح في جميعها، وكتبوا إلى عمر ابن الخطاب، فأجاز ما عمل به أبو عبيدة.

وكانت دمشق منازل ملوك غسان، وبها آثار لآل جفنة، والأغلب على مدينة دمشق أهل اليمن، وبها قوم من قيس، ومنازل بني أمية وقصورهم أكثر منازلها، وبها خضراء معاوية، وهي دار الإمارة ومسجدها، الذي ليس في الإسلام أحسن منه بالرخام والذهب، بناه الوليد بن عبد الملك بن مروان في خلافته.
وتعد أقدم مدينة مأهولة في العالم وأقدم عاصمة في التاريخ وتقع دمشق القديمة داخل أسوار مدينة دمشق التاريخية، وتمتاز بأبنيتها وأوابدها التي تعود لعدة عصور وأماكنها المقدسة من جوامع وكنائس تعد رمز للديانات، وبشوارعها وطرقاتها التي مشى عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والملوك والقادة والعلماء والعظماء من صناع التاريخ.
ارتفعت قصور الخلفاء في العاصمة الأموية وامتدت فيها مساحة العمران، وكان من أهم مبانيها في ذاك العهد جامع بني أمية الكبير الذي بني في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك، وهو الصرح الذي يبقى واحدا من أجمل المباني العربية الإسلامية في العالم.
وحالياً دمشق هي العاصمة السورية وهي أقدم عاصمة مأهولة في العالم، وقد كانت احتلت مكانة مرموقة في مجال العلم والثقافة والسياسة والفنون خلال الألف الثالث ق . م ، وأصبحت عاصمة الخلافة الإسلامية عام 661 أيام الأمويين.
ويعرف أنه في نهاية الألف الثاني (ق. م.) أسس الزعيم الآرامي ريزون مملكته في دمشق.
يبلغ عدد سكان دمشق وريفها حوالي 4.5 مليون نسمة حسب إحصائية عام 2004 م.
تقع المدينة بالقرب من سلسلة جبال لبنان الشرقية في جنوب غرب البلاد.
القسم الأكبر من دمشق، بما فيه المدينة القديمة، يقع على الضفة الجنوبية لنهر بردى، بينما تنتشر الأحياء الحديثة على الضفة الشمالية.
مدينة دمشق هي بنفس الوقت محافظة دمشق.
وفي عام 1979 مـ سجلت مدينة دمشق القديمة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو. الموقع رقم 20

قال أبو اسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي الاصطخري ، المعروف بالكرخي في وصف دمشق:
((وهي أجل مدينة بالشام كلها، وهي في أرض واسعة بين جبال تحيط بها مياه كثيرة وأشجار وزروع متصلة، وتسمى تلك البقعة الغوطة، عرضها مرحلة في مرحلتين، ليس بالمغرب مكان إنزه منه، ومخرج مائها من تحت كنيسة يقال لها الفيجة، وأول ما يخرج مقداره ارتفاع ذراع في عرض باع، ثم يجري في شعب تتفجر فيها العيون، فيأخذ منه نهر عظيم أجراه يزيد بن معاوية، يعرض في كثير ثم يستنبط منه نهر المزة ونهر القنوات، ويظهر عند الخروج من الشعب بموضع يقال له النيرب، ويقال إنه المكان الذي قال الله فيه (وآوَينْاَهُماَ إِلْى رَبْوَة ذَات قَرَارٍ وَمَعِينِ) ثم يبقي من هذا الماء عمود النهر فيسمى بردي، وعليه قنطرة في وسط مدينة دمشق، لا يعبره الراكب غزارة وكثرة فيفضي إلى قرى الغوطة.


ويجري الماء في عامة دورهم وسككهم وحماماتهم، وبها مسجد ليس في الإسلام مسجد أحسن ولا أكثر نفقة منه، وأما الجدار والقبة التي فوق المحراب عند المقصورة في بناء الصابئين، وكان مصلاهم ثم صار في أيدي اليونانيين، فكانوا يعظمون في دينهم، ثم صار لليهود وملوك من عبدة الأوثان، فقتل في ذلك الزمان يحيى بن زكريا عليه السلام، ونصب رأسه على باب هذا المسجد بباب يسمى جيرون، ثم تغلب عليه النصارى فصار في أيديهم كنيسة، يعظمون فيها دينهم، حتى جاء الإسلام فصار للمسلمين واتخذوه مسجداً.
وعلى باب جيرون حيث نصب رأس يحيى بن زكريا نصب رأس الحسين بن علي عليهما السلام، فلما كان أيام الوليد بن عبد الملك عمره فجعل أرضه رخاماً مفروشاً، وجعل وجه جدرانه رخاماً مجزعاً، وأساطينه رخاماً موشى، ومقاعد رؤوس أساطينه ذهباً، ومحرابه ذهباً مرصعاً يالجواهر، ودور السقف كله ذهباً مكتبا، كما تطوف ترابع جدار المسجد.))
وتتميز دمشق القديمة بأسلوب العمارة الدمشقية الشهيرة بطرازها الفريد، ويسمي السكان المحليون بيوت دمشق المبنية على الطراز الدمشقي القديم "بيوت عربية" والتي تمتاز بفناء داخلي واسع تحيطه الغرف وتتوسطه بحرة جميلة ويتكون من طابق أو طابقين فيه الكثير من الفنون المعمارية وتطل على الفناء المليء بأحواض النباتات والأزهار وتتوسطه البحرة الشامية الدمشقية الشهيرة، وتحتوي المدينة الكثير من مساجد وجوامع وكنائس ومدارس تاريخية ومقامات وأضرحة وقصور وشوارع مرصوفة بالحجارة وحارات مسحورة مسكونة بعبق التاريخ.
تضم دمشق القديمة العديد من الأحياء العريقة والأسواق والخانات والمساجد والكنائس والمدارس والشوارع المرصوفة والقلعة والسور الروماني والجدير بالذكر أنها تضم معظم آثار مدينة دمشق.
في حين أن دمشق القديمة لا تشكل سوى حوالي 5% من مساحة مدينة دمشق الحالية وتمتاز الآثار التاريخية في المدينة بأنها تعود لعدة فترات وحقب زمنية من الحضارات التي تعاقبت على المدينة العريقة التي يعود تاريخ بنائها إلى قبل آلاف السنين.
تقع دمشق القديمة قرب مركز مدينة دمشق المتمثل بمنطقة المرجة.
وقد تعرضت العديد من معالم دمشق القديمة قبل مئات السنين للتدمير بفعل الزلازل والحروب حيث دمرت أجزاء من دمشق القديمة في فترات تاريخية سابقة، وكان في كل فترة يعاد بناء وترميم المباني المتضررة، لذلك نجد أن العديد من المعالم التي تعود إلى أزمنة بعيدة نسبيًا وصلت إلى العصر الحديث بشكل جيد وخلال الحرب العالمية الثانية والانتداب الفرنسي لسوريا كذلك تعرضت بعض الأوابد والأسواق للتخريب وأعيد ترميمها، لذلك تجد معالم المدينة العريقة وشوارعها وبواباتها وأسواقها محافظة على قدر كبير من عبق التاريخ.

وتزخر دمشق القديمة بالكثير الكثير من المعالم التاريخية الهامة ومنها:

  •     الجامع الأموي.
  •     قصر العظم.
  •     قلعة دمشق (صلاح الدين).
  •     ضريح صلاح الدين الأيوبي.
  •     سوق مدحت باشا الشارع المستقيم وسوق الحريقة.
  •     كنيسة حنانيا.
  •     سوق الحميدية وهو أحد أشهر أسواق مدينة دمشق يقع في الجزء الشمالي الغربي لدمشق القديمة ملاصقا للقلعة ويعد من أشهر أسواق الشرق.
  •     خان أسعد باشا متحف التقاليد الشعبية.
  •     تكية السلطان سليم
  •     جامع الشيخ محي الدين بن عربي
  •     الكنيسة المريمية
  •     متحف الخط العربي
  •     متحف دمشق التاريخي
  •     معبد جوبيتر الدمشقي
  •     بيت الأمير عبد القادر.
  •     حمام نور الدين الشهيد
  •     مسجد السيدة رقية.
  •     البيمارستان النوري، والذي أصبح حاليا مقر متحف الطب والعلوم عند العرب.
  •     المكتبة الظاهرية.
  •     التكية السليمانية وفيها المتحف الحربي السوري وسوق تراثي ومهن يدوية ومسجد.
  •     أبواب دمشق القديمة
  •     مكتب عنبر
  •     بيت جبري
  •     بيت نظام الدين
  •     قصر نعسان
  •     ساحة المرجة
  •     مقهى النوفرة

أسواق دمشق القديمة:


ومن أشهر أسواق دمشق القديمة:

  •     سوق الحميدية.
  •     سوق البزورية.
  •     سوق الحريقة
  •     سوق العطارين.
  •     سوق مدحت باشا
  •     سوق النحاسين
  •     سوق الحرير
  •     سوق القباقبية
  •     سوق الصاغة
  •     سوق الجمرك
  •     سوق الصقالين
  •     سوق مردم بك
  •     سوق السكرية
  •     سوق باب الجابية
  •     سوق العتيق
  •     سوق الذراع
  •     سوق ساروجة
  •     سوق المسكية

ومن أحياء دمشق القديمة:

  •     حي الميدان
  •     حي القنوات
  •     حي العمارة.
  •     حي الأمين
  •     حي باب توما.
  •     حي القدم
  •     حي باب شرقي
  •     حي ساروجة
  •     القيمرية
  •     الشاغور

وكذلك اشتهرت دمشق بأبوابها القديمة التي منها:

  • باب كيسان
  • باب الفرج
  • باب الصغير
  • باب الجابية
  • باب شرقي
  • باب توما
  • باب السلام
  • باب الفراديس

وعند بناء سور المدينة في العهد الروماني تم تزويده بسبعة أبواب، تهدم بعضها وأنشأ آخر في العهود اللاحقة وبقي منها إلى اليوم ثمانية أبواب:

  •     باب توما، يقع في الجهة الشمالية الشرقية للمدينة القديمة قرب حي القصاع.
  •     باب الجابية، يقع في الجهة الغربية من المدينة القديمة عند مدخل سوق مدحت باشا حاليًا.
  •     باب كيسان، يقع في الطرف الجنوبي الشرقي للمدينة القديمة قرب منطقة الصناعة وحارة اليهود سابقا ودوار حسن الخراط خارج سور المدينة القديمة.
  •     باب السلام، يقع إلى الشرق من باب الفراديس على منعطف من السور يجعل اتجاهه نحو الشرق.
  •     باب الفرج، يقع في الجهة الشمالية من سور المدينة، بين العصرونية والمناخلية.
  •     باب شرقي، يقع عند المدخل الشرقي للمدينة القديمة، وهو الوحيد الذي يحتفظ بطراز عمارته الروماني.
  •     باب الفراديس، (يعرف أيضًا بباب العمارة)
  •     باب الصغير، يقع في الجهة الجنوبية للمدينة قرب حي الشاغور.

وهناك أبواب مختفية واندثرت منذ زمن وهي:

  1.     باب الجنيق، غير موجود حاليا، كان يقع بين باب السلام وباب توما.
  2.     باب النصر، غير موجود حاليا، كان يقع على الجهة الغربية للسور جنوب القلعة مباشرة
  3.     باب سريجة، ويقع بين منطقة باب الجابية وشارع خالد ابن الوليد ويضم الاطفائيه والشريبيشات

 

-------------------------------
المصادر
1- كتاب البلدان لليعقوبي
2- كتاب المسالك والممالك لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي الاصطخري، المعروف بالكرخي
3- كتاب عجائب البلدان من خلال مخطوط خريدة العجائب وفريدة الغرائب لسراج الدين ابن الوردي
4- ويكيبيديا الموسوعة الحرة

تعليقات الزوار

..

عابر سبيل - Singapore

٥ مايو ٢٠١٤ م

دمشق من الآرامية "دار ميشيق" أيْ الدار المسقية بالعربية ، ألا ترى معي بلدة "مشقاتا" في ريف اللاذقية التي تحمل قريباً من هذا الاسم لكثرة البحيرات حولها؟ والله تعالى أعلم بالصواب

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع