أسد خياط
تصدير المادة
المشاهدات : 2785
شـــــارك المادة
أجريت إحدى التجارب على القردة، حيث وضع قردين في غرفتين متجاورتين يفصل بينهما حائط زجاجي ليرى بعضهما، وكوة صغيرة في الحائط، وكان في الغرفة الأولى صندوق صغير من البلاستيك الشفاف مغلق وبه ستة حبات فستق وفي الغرفة الثانية حجر.
حاول القرد الأول فتح الصندوق للوصول إلى الفستق دقائق عديدة ولكنه فشل، كان القرد الآخر يراقبه فما كان منه إلاّ أن أخذ الحجر وناوله للقرد الأول من الكوة التي في الجدار الزجاجي، أخذ القرد الحجر وكسر به غطاء العلبة وأخرج حبات الفستق الستة، ولدهشة العالم قام القرد بمد يده من الكوة ليناول جاره ثلاث حبات من الفستق ويحتفظ لنفسه بثلاث حبات رغم أنه كان يستطيع الاحتفاظ بالست حبات، حيث أن القرد الآخر لن يصل إليه مع وجود الجدار الفاصل بينهما. كان الأصل في هذه التجربة هي اختبار درجة ذكاء هذا النوع من القرود، والتي أظهرت درجة ذكاء عالية، ولكن الأهم أن هذه التجربة أظهرت أن الحيوانات -على الأقل القرود- تملك حساً بالعدالة. تعاون الاثنين أدى إلى الوصول إلى الهدف، ومن العدل أن تقسم الغنيمة بالتساوي، وهذا ما فعلاه. الخلاصة التي وصل إليها العالم هي أن هذه القرود تملك منظومة أخلاقية أو ثقافة أخلاقية كونها تملك حساً بالعدالة، عُززت هذه الحقيقة بتجارب مشابهة. ربما أجريت تجارب على الكلاب والخنازير لنفس السبب ولكن لا علم لدي بها، ولكن ما أعلمه حق العلم هو أن كتائب آل الأسد من جيش ومخابرات وشبيحة لا يملكون لا حس ولا ثقافة ولا حد أدنى من الأخلاق، هذا ما أثبتته الأحداث، وما أفرزته من تجارب على مدى أكثر من عام على الساحة السورية بالدليل والبرهان. لا إله إلاّ الأسد، هذه هي الوصية الأولى، وهذا ما أجبر السوريين على قوله تحت سياط التعذيب والتهديد بالقتل. الوصية الثانية: الكذب والدجل والمخاتلة والمراوغة إلى أقصى مدى من رأس هذا اللا نظام الفاسد إلى أصغر شبيح مروراً بأجهزة إعلامه. الثالثة: القتل العمد لعشرات الآلاف بالحرق والذبح وبالخنق وبكل الأساليب المنحطة لترويع المواطنين وإجبارهم على القبول بالأمر، إضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى والمعاقين والأرامل والأيتام. الرابعة: الاغتصاب أمام الأزواج والآباء والإخوة والأبناء بما فيه اغتصاب الأطفال والعجزة. الخامسة: التهجير والنفي لإفراغ قرى بل ومدن من سكانها، ربما لمخطط تقسيم قادم. السادسة: الاعتقالات والسجون لمئات الآلاف. السابعة: مقابر جماعية ومفقودين عشرات الآلاف، التعذيب الممنهج حتى للأطفال، وهدر الكرامة الإنسانية بأحط الأساليب والألفاظ. الثامنة: نهب الدولة ومواردها، وفساد وإفساد ورش ومحسوبية ومنسوبية (أعمام وأخوال وأمهات)، ونهب المدخرات وزينة النساء من البيوت بعد اقتحامها وتفتيشها، نهب بيوت المهجرين، كامل الأثاث حتى البرادات والغسالات. التاسعة: تدمير المدن والقرى بالتفجير والقصف المتواصل والنتيجة التهجير. والعاشرة: زرع الفتنة والطائفية والتطرف لإشعال حرب أهلية، وآخرها الخيانة العظمى التي يرتكبها رأس هذه العائلة الفاسدة وكل محازبيه بتدمير الجيش السوري ومقدراته وأخلاقه ومعداته، وتدمير البنى التحتية والاقتصاد السوري وإفقار المواطنين. فقط من ارتضى أن يتجرد من كرامته الإنسانية. يستطيع الدوس على كرامات الناس، ويستطيع تحويل أجهزة الدولة ومؤسساتها إلى عصابات وميليشيات منحطة وسافلة حتى بمقاييس علماء اجتماع الحيوان الذين أثبتوا بأن القردة تمتلك حساً وثقافة أخلاقية. وبالنهاية إن آل الأسد وأزلامهم ارتضوا أن يتخلوا مختارين من كرامتهم الإنسانية، هذا فضلاً عن القيم والأخلاق التي لا يعرفون ماذا تعني.
المصدر: موقع الكبريت
أحمد أبو مطر
أسرة التحرير
معاذ عبد الرحمن الدرويش
مجاهد مأمون ديرانية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة