يُمن البارودي
تصدير المادة
المشاهدات : 2659
شـــــارك المادة
قبل أيام وأنا في حالة من الحزن والغضب لإخواننا في سوريا؛ رجال تقتل، وأطفال تعذب وتشوه، ونساء تختطف وتغتصب.. أشاهد مقاطعهم فابكي دماً.. أستمع إلى حديثهم، إلى ندائهم فأحترق حسرة وضعفاً أشعر بأن أطرافي شلت وتفكيري توقف. لم يعد النوم لي لذة، لم تعد تلك الأحلام السعيدة تأتي، كل ما أراه دماء في دماء حتى في المنام..
اعذروني!! فلم أعد قادرة على إنتاج ما هو سعيد، فمخيلتي لم تعد كما كانت، أصبح يخيل عليها شبح الموت والدماء. وكنت ذات يوم أتساءل: هل حزني يفيد؟ أحزن ويشتد بكائي ثم يمر بي الوقت وأنا مكبلة اليدين هل علي أن أغضب؟! هل حزني يفيدهم؟! وأقول: ماذا استفادوا من بكائي وحزني!!! كلها أسئلة تحيرني وتستوقفني دوماً. سألت والدي الغالي فقصصت عليه حالتي، فأجابني بما يشفي صدري قال لي: إن حزننا لأهلنا في سوريا هو من مروءة المسلم. أخبرني بأن حزننا هو خير، فمعنى ذلك أني أحمل هم دماء مسلمين شهدوا بأن لا إله الله، ونحن إن شاء الله مأجورون. أحمل هم نساء مسلمات طاهرات قد استبيحت كرامتهن وعرضهن من قبل وحوش لا تعرف من هو الإنسان. حزننا هو جزء من تطبيق قول رسولنا الكريم: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)). حزننا مفيد.. غضبنا رائع؛ لأنه من يدفعنا لأن نقدم ونبذل.. مفيد لأنه يدفعنا لفعل كل ما نستطيع. غضبنا وضعف حيلتنا تجعلنا نلجأ إلى ربنا نرجوه ونتذلل له.. من لم يغضب لما يحدث فهو كمن تجرد عن كرامته وإنسانيته بل ودينه أيضاً!! لأن في ديننا نصرة المظلوم واجبة.. اغضب يا مسلم فإن لم تغضب الآن فمتى تغضب!!
وفاء زيدان
خالد مصطفى
السيد إبراهيم أحمد
عبد الرحمن أبو الفتوح
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة