نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
تصدير المادة
المشاهدات : 3444
شـــــارك المادة
مؤشرات وشواهد عدّة تثبت استخدام النظام السوري لصواريخ سكود في قصف المدن السورية، وإعدامات ميدانية للعوائل، ليصل عدد شهداء الخميس إلى 117 شهيداً، فيما استطاع الثوار تحقيق تقدم كبير في ريف حماة ، وتحرير عدد من البلدات والمدن، يأتي هذا فيما اعتبر الائتلاف السوري المبادرة الإيرانية محاولة لإطالة عمر النظام.
انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية : قصف بصواريخ سكود: نشر نشطاء مقاطع فيديو مسربة تظهر اطلاق قوات الأسد صاروخي سكود، كما تحدثت تقارير للامم المتحدة عن ذلك، حيث تعرضت بلدات في الريف الشمالي لحلب على الحدود التركية لقصف بصواريخ سكود. كما تعرضت عدة بلدات وقرى وأحياء في محافظة حب بقصف صاروخي ومدفعي عنيف، خاصة في الريف الشمالي وحي الانصاري الشرقي، أما في ريف دمشق تحدثت شبكة شام الإخبارية عن قصف "عنيف" بالمدفعية الثقيلة والراجمات على مدن وبلدات عين ترما وبيت سحم وزملكا وعربين وشبعا وداريا ومعضمية الشام والريحان ودوما ومعظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية. وفي ريف حمص، قصفت مدينتا الرستن والحولة وسقط عدد من الجرحى، ودمرت عدة مبان في قصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدينتي الرستن والحولة. وفي درعا، أكدت الهيئة العامة وقوع قصف مدفعي على أحياء درعا البلدة. وفي ريف درعا تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على بلدة الكرك الشرقي. أما في محافظة دير الزور فسجل قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على معظم أحياء مدينة دير الزور، وتركز القصف على مركز المدينة والسوق التجارية. وفي ريف دير الزور، أفادت الهيئة العامة بوقوع قصف بالراجمات على مدينة موحسن، وقصف مدفعي على بلدات البوعمر والمريعية ومعظم القرى المجاورة لمطار دير الزور العسكري.
الإعدامات الميدانية مستمرة: عثر على ثلاث جثث مجهولة الهوية في المعضمية بريف دمشق كانت قد اعدمتهم قوات الامن على احد الحواجز، كما قتل رجل في دوما على يد قوات الأمن ثم قاموا بإحراق جثته، وقتل 3 اشخاص آخرين في داريا على احد حواجز النظام التي تحاصر المدينة. وفي القصير في قرية جوسية قامت قوات النظام بإعدام عائلة مكونة من ثلاثة أشخاص، ذبحاً بالسكاكين في منزلهم في منقطة المشاريع، كما اعدمت عصابات الأسد عائلة اخرى في مخيم النازحين بدرعا مكونة من أربعة أفراد وقتلت ايضاً اثنان آخران في نفس المخيم. كما عثر على جثث لخمسة جنود منشقين في ازرع بدرعا اعدمتهم قوات النظام بعد تعذيبهم. و في عموم الأراضي السورية ومع انتهاء يوم الخميس استطاعت لجان التنسيق توثيق 117 شهيداً بينهم خمس سيدات وتسعة أطفال: اثنان واربعين شهيداً في دمشق وريفها، ثلاثة وعشرين شهيداً في درعا وخمسة شهداء في إزرع، ، و ثمانيه عشر شهيداً في حماه بينهم سبعة شهداء في حلفايا، و اربعه عشر شهيدا في حلب، وعشره شهداء في حمص بينهم أربعة شهداء في الحولة، و خمسه شهداء في دير الزور، وخمسه شهداء في إدلب.
قوات حزب الله تقصف القرى المحررة: تتعرض قرى كل من سقرجة وأبو حوري والبرهانية وعين التنور في الريف الغربي لمدينة القصير لقصف مدفعي وصاروخي عنيف منذ البارحة مصدره القرى المحتلة من قبل قوات حزب الله اللبناني : زيتا - الصفصافة - الحمام - المصرية - حاويك - بساتين النزارية , بالإضافة لمحاولات اقتحام مستمرة واشتباكات عنيفة على حدود القرى التي تتعرض للقصف, و وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام إلى حاجز زيتا بالتزامن مع نزوح اعداد ضخمة من النساء والأطفال من قرى سقرجة وأبو حوري والبرهانية وعين التنور التي تقصفها قوات حزب الله اللبناني.
المقاومة الحرة:
250 قتيل لعصابات الأسد نتيجة اقتحام الثوار للواء 34: افادت مصادر مطلعة لاتحاد تنسيقيات حوران عن وصول اكثر من (250) جثة لعناصر عصابات الاسد الى مشفى الصنمين العسكري قبل عدة ايام, وذلك بعد اقتحام الجيش الحر للواء ( 34) الواقع شرق بلدة المسمية على تخوم منطقة اللجاة. وتابعت هذه المصادر انه يوجد بالاضافة للقتلى الـ (250) ,اعداد كبيرة من الجرحى داخل المشفى واعداد اخرى تم نقلها لمشافي دمشق ,وذلك لعدم توفر اماكن لاستقبال المزيد من الجرحى بمشفى الصنمين العسكري ,علما ان الحصيلة النهائية حسب المصدر تجاوزت الـ (450) بين قتيل وجريح موثقه بالاسماء. واضافة هذه المصادر ان عدد عناصر اللواء(34) قبل الثورة كان يقارب الـ ( 2500) عنصر , وتناقص العدد جراء الانشقاقات ومشاركتهم بالاعمال القتالية حتى وصل قرابة الالف عنصر وهو العدد نفسه الذي كان موجود اثناء اقتحام الجيش الحر لهذا اللواء . وكان الجيش الحر قد اقتحم اللواء( 34) يوم الاثنين الماضي واستطاع من خلالها الجيش الحر اغتنام عدة دبابات ومدافع اضافة لعدد كبير من الاسلحة والذخائر قُدرت بالالاف في حين استشهد اثناء هذه الاشتباكات عشرون عنصر من ابطال الجيش الحر.
الثوار يستهدفون فرع فلسطين للمرة الأولى: تمكن الجيش الحر للمرة الأولى من استهداف فرع فلسطين التابع للمخابرات العسكرية على طريق مطار دمشق الدولي. ويأتي استهداف الفرع عقب إعلان الثوار سيطرتهم على عدد من المناطق القريبة منه، كمخيم فلسطين ومخيم اليرموك والحجر الأسود. وتمكن الثوار في ريف دمشق من السيطرة على حاجز رنكوس العسكري الذي يربط سوريا ببلدة الطفيل اللبنانية، ولا يربطها أي طريق رسمي بلبنان سوى الذي يمر بهذا الحاجز. ويعد هذا الحاجز أول حاجز يسيطر عليه في ريف دمشق قرب الحدود اللبنانية. وكان الجيش الحر أعلن قبل ذلك أنه سيطر على حواجز عسكرية في مدينة دير الزور شرق البلاد. أما مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقع في دمشق، فقد شهد عودة الآلاف من النازحين إلى منازلهم بعد اتفاق على خروج الجيشين الحر والنظامي منه، وقد شهد المخيم في الأيام الأخيرة اشتباكات وقصفا جويا أديا إلى نزوح حوالي 100 ألف شخص منه.
صمود داريا وسقوط سريع لقوات الأسد في حماة: تواصلت الإشتباكات العنيفة بين الجيش الحر و قوات النظام التي تحاول بإستمرار إقتحام مدينة داريا في ريف دمشق، ودمر الثوار خلال الاشتباكات ثلاث دبابات للقوات الأسدية. فيما قام الثوار بتحرير حاجز تل النصر الشمالي في دير بعلبه بحمص, و السيطره على معمل اعاده تعبئه الحشوات في دير الزور. اما في محافظة حماه فقد تم تحرير عدة بلدات ومدن ، منها : كفرنبودة، كرناز، بريديج، كفرزيتا، جبين، الزكاة، الحماميات، حيالين، اللطامنة، بالاضافة لحلفايا، و ما زال الجيش الحر يحاول تحرير مورك. وفي القنيطرة في بلدة زبيدة قام الجيش الحر بتحرير احد الفصائل التابعه لقوات النظام المتواجدة في قريه زبيدة وأسر كافه الجنود المتواجدة بداخلها وسيطر على كافه الاسلحة المتواجدة بداخلها. أما في حمص فقد تحصنت قوات النظام داخل السجن المركزي بعد اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام قرب كتيبة الإشارة شرقي حي دير بعلبة. و في حلب انشق بالأمس ستى عناصر من جيش النظام وانضموا للجيش الحر.
المعارضة السورية: الإئتلاف السوري المعارض ينتقد مبادرة إيران ويعتبرها محاولة يائسة لإطالة عمر النظام: انتقد "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" مساء امس الخميس، المبادرة التي طرحتها إيران لحل الأزمة السورية واعتبرها نموذجاً لمحاولات يائسة لإطالة عمر النظام. وقال الإئتلاف في بيان نشره على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، إنه "مع توالي تحقيق قوى الشعب السوري الحرة إنتصارات سياسية وعسكرية حاسمة، يتوالى إطلاق مبادرات سياسية باهتة ومتأخرة من قبل النظام نفسه، ومن القوى المؤيدة له تمثل المبادرة الإيرانية نموذجاً لهذه المحاولات اليائسة لإلقاء طوق النجاة لسفينة النظام السوري الغارقة لا محالة".
الوضع الانساني:
750 لاجئ يجتازون السياج للأردن في يوم واحد: اجتاز 750 لاجئا سوريا السياج الحدودي بين الاردن وسوريا يوم امس وتم نقلهم الى مخيم (الزعتري) في محافظة المفرق شمالي الأردن. ونقلت صحيفة (الغد) عن الناطق الاعلامي لشؤون اللاجئين في الاردن انمار الحمود قوله ان اجمالي عدد اللاجئين السوريين في مخيم (الزعتري) ارتفع الى حوالي 51 الف لاجئ وان مجموع من تم تكفيلهم للخروج للعيش خارج المخيم بلغ حتى الان حوالي 12 الفا في حين تمت اعادة 10 الاف اخرين طواعية الى سوريا. وتؤكد بيانات رسمية اردنية ان مجموع اللاجئين السوريين في الاردن بلغ حوالي 250 الفا وصلوا عبر المنافذ الحدودية وعبر السياج الحدودي بين البلدين هربا من الاوضاع الامنية التي تشهدها سوريا منذ شهر مارس من عام 2011.
المواقف الدولية : نبيل العربي ينتقد عدم تجاوب النظام السوري مع الجامعة العربية بشأن مخيم اليرموك: أكد نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية أنه يجري حاليا اتصالات مع الأمم المتحدة إزاء قصف مخيم اليرموك في العاصمة السورية دمشق، بعد أن أجرى اتصالا هاتفيا مع وليد المعلم وزير الخارجية السوري، الذي لم يرد بدوره على الاتصال، ولا يوجد حاليا اتصالات مع سوريا مقابل الكثير من الاتصالات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن القضية. وأشار العربي خلال لقاء جمعه بجدة أمس مع أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في مقر المنظمة إلى ضرورة إعادة النظر في الطريقة التي يتم من خلالها معالجة القضية الفلسطينية، لافتا إلى النقاط التي وضعتها لجنة المبادرة العربية، خلال اجتماعها برئاسة قطر في الدوحة، قبل أيام، إلا أنه نفى المساس بالمبادرة العربية، مؤكدا أنها «وضعت من قبل الزعماء العرب، وأن اجتماع وزراء الخارجية لا يستطيع أن يتخذ أي قرار بشأنها». وعلى الصعيد السوري، رد أمين عام جامعة الدول العربية على سؤال حول فشل مهمة المبعوث الدولي، الأخضر الإبراهيمي وقال: «إنه من المبكر الحكم على مهمته، خاصة أنه بدأها منذ ثلاثة أشهر فقط»، مشيرا إلى أن «الإبراهيمي نجح في عقد اجتماع بين وزيري خارجية أميركا وروسيا، ونائبي الوزير في جنيف وأن الإبراهيمي سوف يطرح مبادرات جديدة». وأيد العربي تصريحات إحسان أوغلي التي كان قد قال فيها إن «النظام السوري قد دخل مرحلة اللاعودة»، مشيرا إلى أنه «جرى بالفعل الاتفاق في مؤتمر جنيف على بدء مرحلة انتقالية، وتشكيل حكومة ذات صلاحيات هناك»، وأكد على العمل مع التعاون الإسلامي إزاء ملف سوريا السورية. بوتين: موقفنا ليس الحفاظ على الأسد: في اشارة تعتبر الأولى التي يرسلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتضمن قبول موسكو رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، قال بوتين إن موقف بلاده ليس الحفاظ على الأسد، وبأنهم غير قلقين بشأن مصير نظامه وبأن التغيير في سوريا لا بد منه. وأضاف في مؤتمره الصحافي السنوي امس «نتفهم ماذا يحدث هناك وأن أسرته في الحكم منذ 40 عاما. هناك حاجة دون شك لإحداث تغييرات. نحن قلقون بشأن أمر مختلف هو ماذا سيحدث بعد ذلك.. لا نريد أن تبدأ المعارضة الحالية - بعد أن تتحول إلى سلطة - في قتال من هم في السلطة الحالية... وأن يستمر هذا إلى ما لا نهاية». وأوضح بوتين «اقتراحنا وموقفنا.. ليس الإبقاء على الأسد ونظامه في السلطة بأي شكل ولكنه ما يلي أولا أن يتفق الناس حول كيف سيعيشون من الآن فصاعدا وكيف سيوفرون أمنهم ومشاركتهم في تقاسم السلطة ثم يبدأون حينئذ في التغيير وفقا لهذه الاتفاقات والوضع القائم وليس العكس أن تدمر أولا وتفكك كل شيء ثم تحاول الاتفاق».
آراء الصحف والمفكرين: كتب ياسر الزعاترة على الجزيرة نت بعنوان ( عن المرحلة الاخيرة لبشار الأسد ومابعد سقوطه ) يقول : لم يعد ثمة كثير شك في أن بشار الأسد لم يعد برسم البقاء في السلطة في سوريا، سواء سقط بعد أيام أم أسابيع أم أشهر، لكن الجدل بشأن احتمالات البقاء، وتبعا لذلك سيناريوهات السقوط، ثم الوضع التالي ستبقى تتردد في الأروقة السياسية والعسكرية، وهي ستبقى الأسئلة الأكثر أهمية في سياق الملف السوري. المعضلة الكبرى التي تواجه المحلل السياسي تتعلق ابتداء بقراءة الوضع العسكري الذي يختصم فيه الخبراء، وتتناقض حوله المعلومات المتداولة والمسربة من هذا الطرف أو ذاك. وقد تصاعدت الآمال بسقوط النظام إثر تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي "بوغدانوف"، وقبل ذلك حديث وزير الخارجية نفسه "لافروف" عن عدم اشتراط بقاء الأسد في السلطة لإنجاز تسوية، وهما التصريحان اللذان جاهدت الدبلوماسية الروسية لتوضيحهما كي لا يتخذا مؤشرا على اقتراب سقوط النظام. لم يكن ذلك هو كل شيء في السياق، فالتقارير الصحفية التي تتحدث عن قرب سقوط النظام كثيرة، ومعها تصريحات لدبلوماسيين كبار في الأروقة الدولية، فضلا عن سحب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للجزء الأكبر من موظفيهما في العاصمة دمشق، وكذلك حال الأنباء التي تحدثت عن إرسال سفن حربية روسية إلى ميناء طرطوس تحسبا لاضطرار روسيا إلى سحب رعاياها من سوريا. لكن ذلك لا ينفي أيضا وجود تقارير صحفية أخرى تشير إلى أن النظام لا يزال قادرا على الصمود لفترة طويلة، لا سيما أن مشهد الصراع صار في صالحه من حيث احتماؤه بالعاصمة مقابل محاولات الثوار التقدم نحوها دون سلاح نوعي، وبالطبع مع تفوق للنظام في ميدان الجو رغم توفر بعض المضادات بين يدي الثوار. وإذا أضفنا إلى ذلك كله الإصرار الروسي والأهم الإيراني على مد النظام بأسباب البقاء على مختلف الأصعدة، فسيكون المشهد أكثر تعقيدا، لا سيما أنه إصرار لا يزال قويا طمعا في حل سياسي (إيران كي لا تكون الهزيمة واضحة وتؤثر على منجزاتها في العراق ولبنان، وروسيا كي لا تؤثر على مصالحها في سوريا، والأهم على هيبتها الدولية)، إذا أضفنا ذلك فسيغدو حسم السؤال حول توقيت السقوط أو المدى الزمني لصمود النظام صعبا إلى حد كبير. كل ذلك لا ينفي ما أشرنا إليه حول يأس مختلف أنصار النظام من إمكانية صموده بالكامل، وإن بقي الأمل لديهم قائما في إنقاذ ما يمكن إنقاذه منه، ربما الجيش والمؤسسات الأمنية، وربما مؤسسات الدولة العليا إذا بالغوا في الطموح. ما يمكن رصده في الداخل السوري هو أن القرار السياسي والعسكري في سوريا لم يعد بيد بشار الأسد، بل بيد القيادة العليا للجيش والأجهزة الأمنية، التي تتشكل من حوالي 27 ضابطا علويا، مع عدد محدود من الضباط السنة لا يتعدى، حسب دوائر المعارضة، 1400 ضابط يبدو أن أسبابا معينة قد حالت دون انشقاقهم، وربما غاب أكثرهم عن دائرة صنع القرار والإشراف على القتال. بشار إذا أصبح رهينة بيد النخبة العسكرية، ولو فكر بترك البلد فسيقتلونه كما ذهب محلل روسي، أو يمنعونه في أقل تقدير، لأن فراره سيسرع سقوط النظام، وسيترك الأقلية العلوية رهينة وضع غامض يصعب التنبؤ به، ويبدو أن النخبة إياها قد ارتبطت بالكامل بالدوائر الإيرانية. لو جئنا نتحدث عن السيناريو الأفضل للوضع في سوريا، فلا شك أنه يتمثل في قيام النخبة العسكرية العلوية إياها بانقلاب على بشار الأسد، ثم تعرض على المعارضة تسليم السلطة لحكومة انتقالية مقابل ترتيبات أو ضمانات معينة، والأرجح أن توافق المعارضة على العرض، وإن أصرت على محاكمة المجرمين، وربما ملاحقة الأسد ومن حوله، لا سيما لصوص ثروات السوريين، لأنه من غير المنطق أن ينجو هؤلاء بسرقاتهم ولا يحاكموا على جرائمهم، وإن حصل شيء كهذا فإن قيام بعض أهالي الشهداء بالثأر من أناس في الطائفة العلوية لن يكون مستبعدا بطبيعة الحال. ويقول ايضا : هنا يمكن القول إن رحيل النظام وفق ترتيبات سياسية تتضمن حكومة انتقالية لا يعني أن اليوم التالي سيكون مستقرا إلى حد كبير، ذلك أن عدد الكتائب وتعدد المرجعيات السياسية والعسكرية يطرح أسئلة أكبر بشأن قبول هؤلاء باللعبة السياسية، سوءا فعلوا ذلك تبعا لاشتراطهم الحصول على حصص مبالغ فيها، أم بسبب رفضهم المبدأي للعملية السياسية التي يرتبها الخارج، قياسا على رفض العملية السياسية واستهداف أركانها من قبل نظرائهم في العراق. ونعني هنا جبهة النصرة كعنصر أساسي في هذا السياق، وهي جبهة باتت عنوان القوة الأول (كفصيل) في الساحة السورية، بل ربما زادها موقف واشنطن بوضعها على لائحة الإرهاب شعبية بين الناس، والأهم بين المقاتلين الذين صاروا ينتقلون إليها من المجموعات الأخرى، مع أن أحدا لا يختلف حول أن الغالبية من المقاتلين ليسوا ضمن إطار الجبهة التي تضم بين صفوفها نسبة لا تتعدى الربع من المقاتلين العرب والمسلمين. إن حجم التناقض في الساحة السياسية والعسكرية يستدعي عملا دؤوبا للملمة الوضع وتشكيل حكومة انتقالية تحظى بإجماع الجزء الأكبر من الفاعلين على الأرض، بما في ذلك جبهة النصرة التي لا بد من التفاهم مع رموزها والجهات الداعمة لها كي تقبل المشاركة في الحكومة الانتقالية، وتقتنع بأن هذه ثورة حرية وتعددية وليست انقلابا عسكريا، وأن الناس هم الذي سيختارون مصيرهم وممثليهم بعد ذلك عبر الصناديق، وأن الإصرار على فرض غير ذلك على الناس سيعزل الجبهة شعبيا كما عزل دولة العراق الإسلامية من قبل (نسبيا على الأقل)، ولا حاجة لتكرار التجربة، وليتذكر قادة الجبهة أن الإعجاب بها وبعناصرها كمقاتلين يثخنون في عدو مجرم لا يستدعي بالضرورة موافقتهم على نهجهم كسياسيين يريدون فرض ما يريدون على الناس بسطوة القوة، ولا يجب الشك هنا في انحياز الشعب السوري إلى هويته وثقافته، أو التشكيك في عموم ممثليه حتى لو توفرت ملاحظات على بعضهم. إذا لم تكن هناك تفاهمات من هذا النوع، وتهميش لروحية الشخصنة في سلوك رموز الثورة، فسنكون إزاء سيناريو من الفوضى لا يمكن التنبؤ بمداه، ولا بما سيتسبب فيه من خسائر بشرية ومادية، ولذلك ليس لنا إلا أن ندعو الله أن يهدي قادة السوريين سبيل رشد يجعل من انتصارهم على الطاغية محطة خير وبركة، وليس محطة تأخذهم نحو مزيد من الفوضى والاقتتال.
المصادر: الجزيرة نت الشرق الأوسط الحياة الهيئة العامة للثورة السورية المرصد السوري لحقوق الإنسان اتحاد تنسيقيات حوران
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة