الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 3157
شـــــارك المادة
تحافظ تركيا، على خط تصاعدي في تحديها للنظام السوري، على الرغم من تأكيداتها أنها «غير راغبة» في الحرب مع جارتها الجنوبية التي تقلبت علاقتها معها من العداء إلى الصداقة، ثم العداء مجددا مع انحياز تركيا الصريح للمعارضين الذين يطالبون بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ مارس (آذار) 2011.
ومع أن تركيا تواجه بانتقادات من بعض المعارضين السوريين لعدم تقديمها «دعما عسكريا فعالا»، فإن المسؤولين في أنقرة يرون أن بلادهم تفعل ما في وسعها لمساعدة الشعب السوري، معتبرين أن دخول الجيش التركي في حرب مع النظام السوري «ليس الحل الأمثل» لهذه الأزمة.
ويطالب المعارضون السوريون تركيا بالسماح لهم بالحصول على صواريخ مضادة للطائرات التي يستخدمها النظام بقوة في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدبابات يواجهون بها الدبابات الروسية المتطورة التي لا تتأثر بسهولة بقاذفات الصواريخ التقليدية المحمولة على الكتف من طراز «آر بي جي»، والتي يمتلكها المعارضون بكثرة.
وعلى الرغم من هذا التحفظ، يقول مسؤولون أتراك في خطابهم الرسمي إنهم لا يقدمون «سوى المساعدات الإنسانية» للمعارضين الذين وصفهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بـ«الأبطال»، غير أن معارضين سوريين يقولون إن أنقرة «تغض الطرف» عن أنواع معينة من السلاح تصل إلى المعارضين، لكنهم يقولون إن هذه الأسلحة - بهذه الكميات والنوعية - «تكفي للصمود، لكنها لا تكفي للانتصار على النظام».
وبينما يقول كثير من المحللين إن أنقرة لن تدخل مواجهة شاملة مع النظام السوري، إلا بغطاء من الأمم المتحدة، تعمد الحكومة التركية إلى فرض كثير من الضغوط العسكرية والسياسية، وينقل زوار التقوا رئيس وزرائها مؤخرا لـ«الشرق الأوسط» أنه ليس من باب الصدفة أن تكون المناطق الحدودية مع تركيا قد خرجت عن طوع النظام السوري منذ حادثة إسقاط الطائرة التركية من قبل سوريا، قبل أشهر، في تلميح مباشر للدور التركي في تأمين الدعم لهؤلاء.
وقد نفت الخارجية التركية، أمس، «ادعاءات تناقلتها وسائل إعلام»، بتسليحها، مع عدد من الدول، المعارضة السورية، الموجودة على أراضيها.
وقال الناطق باسمها، سلجوق أونال، إن المعلومات التي تداولتها وسائل إعلام أجنبية اليوم، عن إقدام أنقرة وعدد من الدول، على تسليح المعارضة السورية على أراضيها، عارية عن الصحة.
وبعد عمليات القصف الانتقامية التي قام بها الجيش التركي لمواقع عسكرية سوريا منذ أسبوعين، أوقفت تركيا طائرة مدنية سورية مقبلة من روسيا، وقالت إنها صادرت منها «حمولة مشبوهة»، بينما كان الجيش التركي يواصل تعزيز قواته عند خط الحدود.
وطرأ أمس حادث حدودي جديد يضاف إلى الحوادث الحدودية المتنوعة بين الطرفين، تمثل في اعتراض مقاتلتين تركيتين طائرة مروحية سورية كانت تقوم بقصف مواقع للمعارضين السوريين في بلدة أسمرين.
وقال مسؤول تركي إن «المقاتلتين أقلعتا بعدما أرسل الجيش السوري مروحية مكلفة قصف بلدة أسمرين السورية، التي سقطت في أيدي الثوار السوريين».
وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» أمس إن الجيش التركي بدأ بخطة عملانية لنشر وحداته على طول خط الحدود مع سوريا، خصوصا المناطق المضطربة، وأكدت المصادر المعلومات التي تحدثت عن نشر وحدات إضافية من المدرعات الخفيفة والدبابات، بالإضافة إلى بطاريات مدافع ثقيلة.
وأشارت معلومات أخرى إلى أن الجيش التركي نشر نحو 250 دبابة على الأقل في محافظات شانلي واورفا وماردين وغازي عنتاب الحدودية، كما أشارت إلى وضع القواعد الجوية في ديار بكر وملاطية في حالة تأهب. وأوضحت أن أعمال الصيانة في المطار العسكري في دياربكر قد انتهت، مما يسمح لـ15 طائرة إضافية من طراز «إف 16» أرسلت من كاناكالي، زقونية وأماسيا باستعمال المطار، مما يرفع عدد الطائرات العسكرية التي أرسلت حتى الآن لقيادة القوات الجوية في دياربكر إلى 55.
إلى ذلك، رفضت الجمعية العمومية للبرلمان التركي مذكرة الاستجواب، التي تقدم بها «حزب الشعب الجمهوري» التركي المعارض، بحق وزير الخارجية أحمد داود أوغلو. وكان حزب الشعب الجمهوري، قد قدم مذكرة لرئاسة البرلمان لاستجواب داود أوغلو في مطلع الشهر الحالي، بحجة «اتباعه سياسة خاطئة تؤدي إلى مخاطر، وإخفائه الحقائق عن السلطات التشريعية والشعب في سياسته تجاه الأزمة السورية».
وجاء في حيثيات تلك المذكرة أن «مخيمات اللاجئين في مدينة هاتاي، تعتبر بمثابة مقر للجيش السوري الحر ومعسكر تدريب المسلحين المعارضين السوريين، الذين ينفذون جرائم قتل جماعي في المدن السورية، من أجل الإطاحة بنظام (الرئيس بشار) الأسد»، فضلا عن اتهامها للحكومة التركية، بأنها «تقدم دعمها الواضح للكفاح المسلح في سوريا».
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة