تصدير المادة
المشاهدات : 4579
شـــــارك المادة
لم يستقر عدد الضحايا الذين سقطوا في مجزرة داريا طوال يوم أمس مع الإعلان تباعا عن العثور على جثث إضافية تحت الركام في المدينة. وأفاد المجلس الوطني السوري بأن عدد القتلى تجاوز الـ300 قتيل، بعد العثور على عشرات الجثث الإضافية أول من أمس وصباح أمس قرب أحد مساجد المدينة. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أنه تم العثور على عشرات الجثث الإضافية في مدينة داريا في ريف دمشق، وذلك بعد ساعات من العثور على ما بين 40 و50 جثة قرب أحد مساجد المدينة.
وقال المرصد في بيان، إنه وردته «معلومات عن العثور على عشرات الجثث الإضافية لمواطنين مجهولي الهوية في مدينة داريا»، تضاف إلى ما بين 40 و50 جثة عثر عليها قرب مسجد أبو سليمان الداراني. ويضاف هؤلاء القتلى إلى 109 قتلى من الأطفال والنساء والمقاتلين المعارضين الذين سقطوا خلال الأيام الأربعة الماضية نتيجة تنفيذ القوات النظامية حملة عسكرية واسعة على المدينة، بحسب المرصد. من جهته، أفاد المجلس الوطني السوري بأن مجزرة داريا راح ضحيتها أكثر من 300، بينهم 120 قتيلا تم العثور عليهم الليلة الماضية في مسجد أبو سليمان الداراني في المدينة. وأكد الناشطون أنه عثر على الجثث بعد يوم من استعادة القوات النظامية السورية السيطرة على البلدة من أيدي قوات الجيش السوري الحر، الذي أعلن السيطرة على المدينة قبل يومين من المجزرة، متهمين القوات النظامية الموالية بتنفيذ عمليات «إعدام جماعية» في داريا. وقال ناشطون، إن معظم القتلى هم من الشباب، وقد وجدت جثثهم في منازل ومخابئ وأقبية مبان سكنية قتل أصحابها بالرصاص. وبينما لم يتم التعرف على جميع ضحايا المجزرة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه «تم التعرف على 80 من قتلى داريا، بينما لا تزال عملية تحديد هوية الباقين مستمرة». من جهتها، نقلت وكالة «رويترز» عن هؤلاء قولهم، إنه «عثر على معظم الجثث في منازل وملاجئ تحت مبان سكنية». وقال ناشطون، إن هناك عددا من الجثث لم يتمكنوا من الوصول إليها بسبب وجود القناصة وعناصر الأمن. وأظهر تسجيل بثه ناشطون على شبكة الإنترنت جثثا كثيرة لشباب في مسجد أبو سليمان الداراني، حمل كثير منها على ما بدا آثار عيارات نارية في الرأس والصدر. وقال رجل في التسجيل وهو يصرخ قائلا «في هذا المسجد أكثر من 150 جثة، وإنكم ترون انتقام قوات الأسد من سكان داريا». ونقلت «رويترز» عن ناشط آخر اسمه محمد الحر حديثه عن 36 جثة عثر عليها في بناية واحدة، وعن نساء من عائلتين روين كيف أعدم إخوانهن أمام أنظارهن. وأبدت الخارجية البريطانية «قلقها البالغ» أمس حيال تلك الأنباء، وقال إليستير بيرت، وزير الشؤون الخارجية المكلف بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «أشعر بالقلق البالغ إزاء الأنباء عن مجزرة وحشية بحق المدنيين في داريا». وأضاف في بيان: «القمع المثير للصدمة من جانب النظام السوري بحق شعبه، المستمر منذ أكثر من 17 شهرا، يجعل من الصعوبة بمكان إجراء أعمال تحقق في داريا».وتابع الوزير البريطاني «إن مجموعات معارضة تؤكد أن أكثر من 300 شخص، بينهم نساء وأطفال، قتلوا وبعضهم قتل من مسافة قريبة. إذا تم تأكيد (المجزرة)، فيعني ذلك أنها وحشية ببعد جديد، مما يستدعي إدانة لا لبس فيها من المجتمع الدولي برمته». واعتبر بورت أنه من «الملح» أن يتحرك المجتمع الدولي «لوضع حد للعنف ولثقافة الإفلات من العقاب هذه»، موضحا أنه أجرى محادثات خلال النهار مع الوسيط الدولي الجديد لسوريا الأخضر الإبراهيمي. من جهته، أكد نائب رئيس أركان الجيش السوري الحر العقيد عارف الحمود، أن القتل في داريا «تم عبر استخدام قصف عنيف ومركز على الأحياء السكنية، وعبر القناصة الموجودين على الأسطح القريبة من المكان، وعبر طريقة الإعدام الميداني»، لافتا إلى أن «قوات من الفرقة الرابعة مدعومة بالشبيحة وعناصر أمنية اقتحمت المدينة وارتكبت المجزرة». وقال الحمود في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن المجزرة «وقعت على مقربة من ثكنات الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد (شقيق الرئيس السوري) الملاصقة لداريا»، مشيرا إلى أن تلك القوات «غطت دخول الشبيحة وعناصر المخابرات إلى الأحياء السكنية بعد انسحاب عناصر الجيش السوري الحر منها، فدهمت المنازل ونفذت الإعدامات الميدانية بعد قصف المدينة». ورأى الحمود أن تلك المجزرة «هي عملية ثأرية بامتياز، لأن القتل لم يحقق شيئا سوى القتل بلا هدف»، معتبرا أنها «عملية ثأر من الشعب السوري بأكمله بسبب مواقفه المؤيدة للثورة». وأشار الحمود إلى أن القتل «استهدف كل شاب ورجل تخطى عمر الـ17 عاما في البداية، وبعد انسحاب الجيش السوري الحر من المدينة، عمدت القوات النظامية التي اقتحمتها إلى قتل المدنيين الذين تعتبرهم حضنوا المعارضة المسلحة، وذلك بعد أن غادر قسم من السكان الأحياء السكنية مع انسحاب الجيش الحر منها، ونفذوا الإعدامات الميدانية بحق السكان من غير التفريق بين مدني وعسكري ورجل وامرأة وطفل». وفي الوقت الذي كانت فيه مواقع الثورة السورية على الإنترنت تتناقل الصور ومقاطع الفيديو التي تصور فظاعة المجزرة والأشلاء المتناثرة والجثث المحترقة، قالت السلطات السورية، إن الجيش السوري «قتل عددا من الإرهابيين في داريا السبت». وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): «طهرت قواتنا المسلحة الباسلة مدينة داريا بريف دمشق من فلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي ارتكبت الجرائم بحق أبناء المدينة وروعتهم، وخربت ودمرت الممتلكات العامة والخاصة». وأشارت الوكالة إلى أن «عملية ملاحقة الإرهابيين المرتزقة وصولا إلى أشرفية صحنايا أسفرت عن القضاء على عدد كبير من الإرهابيين ومصادرة كمية من الأسلحة والذخيرة» وقالت إن الأسلحة المصادرة شملت «سيارة تابعة لهيئة دولية مزودة بقاعدة رشاش دوشكا، وكمية من مادة السيفور شديدة الانفجار وأجهزة تحكم للتفجير عن بعد، وعددا من العبوات الناسفة الكبيرة، وبزات وهويات عسكرية وسيارات مسروقة وأجهزة ومعدات طبية وأدوية مسروقة». وهزت هذه الجريمة البشعة ضمير العالم، لجهة فظاعة الصور التي نشرها ناشطون على مواقعهم على الإنترنت، وتظهر جثثا مكدسة فوق بعضها. وحمل تيار التغيير الوطني السوري، المجتمع الدولي، بما في ذلك أصدقاء الشعب السوري، مسؤولية المجازر الجديدة والمتجددة «التي يرتكبها سفاح سوريا بشار الأسد». وجدد مطالبته، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه بـ«تدخل عسكري دولي مباشرة (تحت أي توصيف)، ليس من أجل تحرير سوريا من هذا السفاح، بل لحماية المدنيين طبقا للقوانين والشرائع الدولية والإنسانية المعمول بها، ما دامت الدول الصديقة للشعب السوري لا تزال تجد صعوبة في دعم عسكري واقعي للجيش السوري الحر». وأشار «تيار التغيير» إلى أن «التهديد الغربي بملاحقة مرتكبي الفظائع في سوريا من عصابات الأسد وجيشه، لا قيمة له، وبات مثارا للسخرية. فالمجرمون لا يفهمون من لغات الدنيا سوى القوة. والمغتصبون لا تهمهم محكمة هنا وتحقيق هناك، طالما ملكوا ما يؤمن اغتصابهم».وأكد تيار التغيير الوطني أن «تضييع الوقت بتأمين مهمة سياسية فاشلة أخرى، يقودها هذه المرة الأخضر الإبراهيمي، يفرز مساحة زمنية ذهبية لسفاح سوريا، الذي أعد العدة لاستثمار ما أمكن له من هذه المهمة. وبينما سقط أكثر من سبعة آلاف شهيد منذ أن أطلقت مهمة سلفه كوفي أنان، بدأ (عداد) الشهداء يسجل بالمئات يوميا في مختلف أنحاء سوريا، منذ اللحظة التي تسلم فيها الإبراهيمي مهمته رسميا». واعتبر أنها «مهمة الهلاك» للشعب السوري، بصرف النظر عما قاله «صوتيا» فقط، الموفد الجديد لسوريا، بأن الأولوية عنده تكمن في الشعب السوري. وتساءل تيار التغيير الوطني: «هل وضع الأخضر الإبراهيمي رقما محددا لعدد شهداء سوريا من المدنيين العزل، لكي يعلن عن فشل مهمته، أم أنه سينتظر لكي تتحول الأغلبية إلى أقلية في البلاد، ليقدم على هذه الخطوة؟». واعتبر أن «المجازر الأخيرة في الحراك وداريا وريف دمشق وحلب وغيرها، والإعدامات الميدانية التي فاقت مثيلاتها الفاشية والنازية والصربية، والأطفال بجثامين مقطعة، عرت مرة أخرى المواقف الدولية، إلى حد لم يعد يسترها شيء».
نظام الأسد يرتكب مجزرة مروعة في بصرى ارتكب نظام الأسد مجزرة مروعة في بصرى بعد يوم من ارتكابه لمجزرة مشابهة في داريا. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان: إن القصف تجدد على مدينة المعضمية في ريف دمشق، فيما ارتفع عدد القتلى أمس إلى مئتين وسبعة وسبعين شخصًا، وقصفت قوات الأسد الليلة الماضية كفر بطنا بريف دمشق، ما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، كما دارت اشتباكات عنيفة في قطنا, وفقًا للعربية نت. من جهة أخرى, أظهرت صور تصل من حلب أنها أشبه ما تكون بمدينة مدمرة بالكامل يغطي غبار صواريخ الأسد سماءها ويخبئ ركام منازلها أجساد سكانها. كما نفَّذ جيش النظام هجومًا شرسًا على الأحياء المدنية في درعا، أدى إلى سقوط قتلى وعشرات الجرحى. إلى ذلك, منعت تركيا آلاف السوريين من دخول أراضيها بشكل مؤقت، لعجزها عن استقبال المزيد من اللاجئين، في الوقت الذي تبذل فيه جهودًا مضنية لاستيعاب موجة متزايدة منهم. وقال مسئول تركي: "إن ما لا يقل عن ألفي شخص فارين من العنف في سوريا مُنعوا من دخول تركيا الليلة الماضية عند أحد المعابر الحدودية غير الرسمية في إقليم هاتاي بجنوب تركيا"، وأضاف: "لم يعد لدينا أماكن لإيواء هؤلاء الناس، نعمل على إنشاء أماكن إيواء وعندما تكتمل فسنسمح لهم بالعبور". وأشار إلى أن السلطات التركية تقدم للاجئين معونات غذائية وإنسانية عبر سياج الأسلاك الشائكة، معربًا عن أمله في السماح للاجئين بالعبور في وقت لاحق اليوم، وفقًا لوكالة رويترز الإخبارية. وقال مسئول تركي ثان: "الأمم المتحدة وآخرون يشيدون بتركيا والدول المجاورة لقيامها بعمل جيد فيما يتعلق بإيواء اللاجئين، لكن كل هذه التصريحات إنما تغطي بالفعل على أزمة"، مشيرًا إلى بطء وصول المعونات الإنسانية مثل الأغطية والخيام، كما أن تركيا لم تتلق أي مساعدة مالية من الجهات المانحة برغم التعهدات. وجرى إيواء الكثير ممن فروا في الآونة الأخيرة في مدارس ومراكز رياضية، لكن العام الدراسي سيبدأ في غضون أسابيع، ما يعني أن هذا لا يمثل حلاًّ دائمًا، وتسرع تركيا في بناء عدة مخيمات جديدة لكن اللاجئين يصلون بوتيرة أسرع من إنشاء تلك المخيمات. وكان أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي قد أكد الأسبوع الماضي أن بلاده قد لا تجد أماكن لإيواء اللاجئين إذا زاد عددهم عن 100 ألف، وقد زاد عدد اللاجئين السوريين في تركيا خلال الشهرين الماضيين ليتجاوز 80 ألفًا، وأشار أوغلو إلى أن الأمم المتحدة ربما تحتاج لإنشاء "منطقة آمنة" داخل سوريا.
المصدر: المختصر عن الشرق الأوسط و مفكرة الإسلام
الشرق الأوسط
العربية نت
أسرة التحرير
الحياة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة