الجزيرة نت
تصدير المادة
المشاهدات : 3172
شـــــارك المادة
رغم استعادة القوات الحكومية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على أجزاء كبيرة من دمشق، فإن سكان العاصمة يشعرون بفقدان ثقة متزايد في الحكومة التي ساندوها وهم على يقين بأنها ستسقط في نهاية الأمر.
جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية اليوم لمراسلها الذي وصفته بالخاص من دمشق، ولم تكشف عن اسمه لدواع أمنية.
وقالت الصحيفة إن هجوما كبيرا من قبل قوات الأسد جرى الأسبوع الماضي نتج عنه طرد المقاتلين المعارضين من معظم أحياء دمشق، واستمر القصف العنيف ليلا ونهارا هذا الأسبوع لينشر القلق في مدينة ظلت بعيدة عن العنف الذي اجتاح بقية أجزاء البلاد خلال الثورة التي استغرقت ستة عشر شهرا حتى اليوم.
في شوارع دمشق هناك خطوط من الدخان تتصاعد من الركام، وأصوات مدفعية لمروحية في الجو وصفوف طويلة من الناس الذين ينتظرون شراء الخبز.
الأسبوع الماضي، أُجبر السوريون الذين قدموا إلى دمشق هربا من العنف في المناطق الأخرى على الهروب مرة أخرى إلى خارج العاصمة. فقد نزح أكثر من مليون سوري من الديار بسبب القتال وفق الأرقام التي أصدرتها الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري.
كراهية لن تزول يقول دمشقي (62 عاما) رفض الكشف عن اسمه ويملك أربعة منازل بالعاصمة لكنه لا يعتقد أن أيا منها آمن حتى يستقر به "نشعر بكراهية لن تزول لهذا النظام".
وأُجبر بعض الدمشقيين الذين عادوا لمنازلهم على مواجهة نتائج العنف القاتل. ففي حي الميدان حيث استعادت قوات الحكومة السيطرة بعد قرابة الأسبوع من الاشتباكات الكثيفة، قال مواطن يبلغ من العمر ثلاثين عاما "ذُبح أفراد أسرتين جميعهم، دُمرت المنازل، ونُهبت المتاجر، وتم اقتحام منزل المواطن الثلاثيني من قبل قوات الأمن التي كانت تتابع قتالها من طابق إلى طابق ومن باب إلى باب. وقال المواطن "لا يمكننا البقاء في حي الميدان. لم تعد فيه حياة البتة".
الصعق بالكهرباء وقال الثلاثيني إنه ظل يعمل موظفا حكوميا ودُفع له لتفريق الاحتجاجات المعارضة بصعق المتظاهرين بالكهرباء، لكنه قال أيضا إن أي شعور بالولاء للحكومة قد اختفى. وأضاف "كيف يمكنك أن تعمل لحكومة قصفت ودمرت المنطقة التي تقطنها؟".
أصبحت المناقشات السياسية أمرا روتينيا. يقوم الكثير من الناس، خاصة المسنين بالمدينة بمقارنة تكتيكات الأسد الحالية بتكتيكات الاحتلال الفرنسي خلال الفترة من 1918 إلى 1936. يقول البعض إن المحتلين السابقين "أكثر رحمة".
مثل نيرون وقال موظف متقاعد من الخدمة المدنية وأب لأربعة إن هذا النظام "مثل نيرون الذي حرق روما".
ويتمتع الجيش السوري الحر بتأييد قوي بالكثير من أجزاء العاصمة، بما في ذلك الجزء الجنوبي وحي برزة الشمالي. ويقوم الشباب باستقبال المقاتلين بابتهاج عندما يدخلون الأجزاء الهادئة، وقال بعض سكان حي الميدان إن جيرانهم أعطوا المقاتلين ماءً وطعاما خلال مرورهم بمنازلهم.
لكن وعندما يجيء المقاتلون ويذهبون، يشتكي السكان من أن العالم قد تخلى عنهم. ويقول المسن ذو الـ 62 عاما ملاحظا أن منظمات حقوق الإنسان نفسها قد ابتعدت عنهم "يواجه السوريون المأساة لوحدهم. إنه لمن المخجل أن يشاهد كل العالم المذابح الجارية ولا يفعل شيئا".
ومع عدم احتمال تدخل خارجي، أخذ الناس مهمة الأمن بأيديهم. بدأ الشباب المسلحون بالعصي والسكاكين يحرسون حيهم بالليل من الهجمات المحتملة لمليشيا الشبيحة الموالية للحكومة.
وكلما تعرض المزيد والمزيد من السوريين للعنف، يقول الناس في دمشق "لقد أصبح من الصعب على الأسد وحكومته الاستمرار" ذلك رغم علمهم بأنه من المحتمل أن تمر شهور قبل انتصار الثوار.
يقول الرجل المسن الذي عمل موظفا بالخدمة المدنية لأكثر من ثلاثين عاما "سقوط النظام حتمي، لا يمكنه الاستمرار".
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة