أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 3492
شـــــارك المادة
باتت أحداث سورية داعية إلى مزيد من الائتلاف الثوري بعد خسائر فادحة في جانب النظام الأسدي، وسط دعوات لتكوين حكومة انتقالية مؤقتة وتحضيرات دولية للمرحلة القادمة، إلا أن الأسد يواصل قصفه على بلاده وشعبه مخلفا عددا من القتلى والجرحى ودماراً كبيرا في البيوت والممتلكات.
فعاليات الثورة: تواصلت مظاهرات واحتجاجات الشعب السوري على ما يقوم به النظام السوري الغاشم من عنف واعتداء وقصف على المدن والمدنيين، في هتافات عالية بإسقاط النظام ونصرة المناطق الجريحة وتحية الجيش الحر، وفي حمص أحدث المعتقلون في السجن المركزي عصيانا، إثر انشقاق بين حراس السجن تبعه اشتباكات بين الحراس النظاميين والمنشقين. وصرح مسؤول تركي بأن ضابطين سوريين كبيرين برتبة عميد فرّا إلى تركيا ليلاً ضمن مجموعة من نحو عشرة أفراد، بينهم ضباط برتبة عقيد وعسكريون آخرون؛ ليرتفع عدد كبار الضباط السوريين الذين فرّوا إلى تركية إلى 24 ضابطاً. وشهدت قوات النظام انشقاقا واسعا في اللواء 18 في بلدة قطنا في ريف دمشق، ما أدى إلى اشتداد الاشتباكات بعدها لتمتد إلى قطاعات مجاورة تابعة للفرقة العاشرة. المقاومة الحرة: لم يزل الجيش الحر في مواجهات قوية مع كتائب الأسد في مدينة حلب في أحياء عديدة، أسفرت عن سيطرة الجيش الحر لأحياء الصاخور وصلاح الدين وهنانو ومساحات واسعة من ريف حلب الشمالي، ووصف العقيد أحمد حجازي، رئيس الأركان في "الجيش الحر"، ما يجري في حلب بأنه "ساحة حرب حقيقية تجري في شوارع المدينة"، مشيرا إلى أن القوات النظامية استخدمت كل الأسلحة، منها القذائف والصواريخ ورشاشات الطيران المروحي. كما كانت الاشتباكات واسعة وقوية في عدة مناطق كالمزة ونصيب والحسكة ودير الزور وحمص وغيرها، وبث ناشطون مشاهد فيديو تظهر مبنى قسم شرطة اليرموك وألسنة النيران تتصاعد منه بعد تحريره، وبينما حاول الجيش الحر السيطرة على معبر نصيب الحدودي بين سورية والأردن، ولم ينجح في مهمته إلا أنه فرض سيطرته على معبر "اليعربية" الرئيسي الحدودي بين سوريا والعراق، وعلى معبر حدودي جديد بين سورية ومحافظة نينوى العراقية قرب منطقة ربيعة، محكماً بذلك سيطرته على معظم المعابر بين سورية وكل من العراق وتركيا. وذكر مصدر مقرب من قيادة حزب العمال الكردستاني التركي (المحظور) أن أنصار حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني) تمكنوا من تحرير مدينة (ديركي) الكردية التابعة لمحافظة الحسكة من دون قتال. انتهاكات النظام العسكرية والأمنية: واصلت كتائب الأسد قصفها على أحياء القدم والعسالي والمزة التضامن والحجر الأسود بالعاصمة دمشق إضافة إلى حي نهر عيشة وبرزة بالطائرات وقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة مع حصار خانق لبعض الأحياء في ظل نقص حاد بالمواد الإسعافية والطبية، ونداءات استغاثة من الأهالي، كما واصلت كتائب الأسد قصفها العنيف على مدينة حلب وحي الميدان والخالدية وجورة الشياح والقرابيص والقصير والتمانعة ومصيف سلمى ومناطق من إدلب ودرعا وغيرها مستخدمة الأسلحة الثقيلة كافة بما فيها القنابل العنقودية المحرمة دولياً في قصفها على مدينة إعزاز، مخلفة دماراً واسعا وسقوط عدد من القتلى والإصابات في عموم المناطق المنكوبة، كما واصلت اقتحاماتها الشرسة لعدد من المناطق والمنازل مع اعتقالات عديدة للأهالي. وتخوف ناشطون من ارتكاب مجزرة في سجن حمص المركزي مع تأكيدهم إطلاق قناصة النار على المساجين، خاصة أن السجن يضم أكثر من 1700 من معتقلي الثورة في حمص، وذلك إثر عصيان بداخله نتيجة انشقاق لعدد من حراس السجن. بدوره قال اللواء السوري المنشق مصطفى الشيخ: إن هناك معلومات بتحريك النظام الأسلحة الكيماوية لاستخدامها مؤكدا أن النظام لن يرحل إلا بعد أن يتسبب في بحر من الدماء، مضيفاً أن الأيام القادمة ستشهد تصعيداً من كتائب الأسد في قصف دمشق وحلب. الوضع الإنساني: شهدت سورية وضعا مأساويا داميا بسبب قصف النظام لها وشحة المواد الغذائية والطبية والوقود، في ظل نزوح كبير للأهالي وانضمام أعداد إلى قوائم المعتقلين، وتزايد في أعداد القتلى والجرحى نتيجة الدمار الحاصل من القصف بالأسلحة الثقيلة. وعن اللاجئين: دعا المجلس الوطني السوري يدعو الأمم المتحدة إلى تقديم الدعم للاجئين السوريين، معربا أن عدد اللاجئين السوريين في كل من تركيا ولبنان والأردن تخطى الـ400 ألف لاجئ. وذكر مصدر أمني لبناني أن 31 ألف شخص وصلوا البلاد خلال اليومين الماضيين، بينما ناشدت مفوضية اللاجئين جيران سورية إبقاء الحدود مفتوحة بما يسمح للمتضررين بالوصول إلى بر الأمان مع اشتداد المعارك وحملات القمع التي يمارسها النظام ضد معارضيه. ومع ازدياد الأعداد يواجه اللاجئون السوريون في لبنان مصاعب أمنية وصحية بالغة مع تزايد في الاعتداء عليهم هناك من قبل أنصار نظام الأسد، ومع قرارات اتخذتها حكومته بتحميلهم نفقات العلاج، ما حمل المجلس الوطني السوري السلطات اللبنانية مسؤولية توفير الحماية اللازمة للاجئين السوريين نتيجة التهديدات التي يتعرضون لها من قبل جماعات مؤيدة للنظام. وصرحت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة بقولها: يعتقد أن نحو مليون نازح سوري اضطروا إلى ترك ديارهم بسبب القتال، وذلك حتى الأسبوع الماضي. مضيفة أن النازحين في سورية محاصرون بشكل متزايد وسط أعمال العنف، وأن البعض تلقى تهديدات بالقتل. وبث ناشطون صوراً لنزوح سكان من حي صلاح الدين في مدينة حلب، تظهر عدداً من الأهالي وهم يفرون في ساعات الصباح الباكر إلى أحياء آمنة تحسباً لقصف كتائب الأسد. بينما عبرت ثمانون حافلة تقلُّ لاجئين عراقيين من سورية إلى العراق خلال الأيام القليلة الماضية، أعلنت وزارة النقل العراقية وصول ثماني رحلات جوية إلى بغداد تقل عراقيين كانوا يقيمون في سورية. ولأسباب أمنية أغلقت السلطات التركية معبراً حدودياً مع سورية، ما أدى إلى انتظار أعداد كبيرة من المواطنين وسائقي الشاحنات والصحفيين للسماح لهم بالعبور إلى الأراضي السورية، في أعقاب سيطرة قوات من الجيش السوري الحر على معبر باب الهوى السوري. يأتي هذا بينما دعا الشيخ محمد رشيد قباني، مفتي الجمهورية اللبنانية حكومة بلاده ومجلس النواب أن يفتحوا أبواب لبنان وحدوده أمام السوريين، قائلاً: إن مسلحين لبنانيين منعوا لاجئين سوريين من دخول لبنان عند نقطة المصنع الحدودية، مضيفاً أن بعض اللاجئين قتلوا عند وصولهم الأراضي اللبنانية. التحرك الدولي: اعتبر المجلس الوطني السوري تمديد مهلة المراقبين الدوليين أنه سيعيد تجربة القتل المريرة التي يعيشها الشعب السوري على مدى أكثر من 16 شهرا، وقال رئيس مكتب العلاقات الخارجية في المجلس إن المراقبين لن يفلحوا في إيقاف المجازر، لأن النظام يستخدمهم غطاءً شرعياً لبقائه في السلطة والتلاعب بالمجتمع الدولي. مؤكداً أن المجلس الوطني لم يعد يكترث بالجهود المبذولة في مجلس الأمن، لافتاً إلى أن الجيش السوري الحر فرض واقعاً جديداً على الأرض. وبدوره حذر الملك الأردني عبد الله الثاني من وقوع الأسلحة الكيماوية في سورية بيد جماعات متشددة، قائلاً: إن أحد أسوأ السيناريوهات -إذا لم يتحقق حل سياسي- وقوع الأسلحة الكيماوية في يد القاعدة التي تتحدث معلوماته عن وجود لها في بعض مناطق سورية، كما حذر الأسد من أنه سيرتكب خطأً هائلاً في التقدير إذا استعمل الأسلحة الكيماوية ضد المعارضة، وقال: إن المجتمع الدولي قد يتحرك إن حدث ذلك، وحتى الدول التي تلكأت سابقا في معاقبة نظام الأسد قد تؤيد عملاً دولياً من طبيعة ما. ومن جانبها حثت الحكومة العراقية العراقيين في سوريا على العودة إلى بلادهم، وأعلنت رفضها استقبال اللاجئين السوريين بذريعة عدم وجود خدمات "لوجيستية". ودعا وزير الخارجية الفرنسي المعارضة السورية إلى تشكيل حكومة مؤقتة وبشكل سريع، تكون ممثلة لتنوع المجتمع السوري. وصرح الأمين العام للأمم المتحدة بأن "السلطات السورية أخفقت بوضوح في حماية المدنيين"، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف العنف في سوريا، كما قرر إرسال وكيله لعمليات حفظ السلام إلى سوريا لتقييم الوضع هناك. وأعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تراقب الأسلحة الكيماوية وتتشاور مع جيران سوريا بشأنها، فيما ذكرت تقارير إخبارية إرسال وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) عملاء وخبراء إلى سوريا والدول المجاورة لجمع معلومات عن أسلحة نظام بشار الأسد الكيماوية والجرثومية، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض: يعتقد أن مخزون سورية من الأسلحة الكيماوية ما زال تحت سيطرة حكومة الأسد. مضيفاً "ما زلنا نشعر بقلق بالغ بشأن هذه الأسلحة". فيما عبرت إسرائيل عن قلقها الشديد من وصول الأسلحة الكيماوية إلى حزب الله اللبناني، وتتعهد بالقيام بعملية عسكرية إن تطلب الأمر. وذكرت صحيفة فايننشال تايمز وجود اتصالات أميركية "إسرائيلية" أردنية لتأمين الترسانة الكيماوية السورية، منعاً لاستخدامها على يد نظام الأسد، أو سرقتها على يد "جماعات متطرفة"، كما ذكرت تقارير عن خطة سرية وضعتها واشنطن لإرسال قوة تؤمن هذه الأسلحة إن انهار نظام الأسد، منعاً لوصولها إلى حزب الله أو جماعات مرتبطة بالقاعدة. ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً عن سير المعارك في سورية تقول فيه: إن هناك مؤشرات على تآكل نظام الأسد، منها انشقاق ضباط كبار من الجيش ووصولهم إلى تركية، واستيلاء المعارضة على معابر حدودية وبعض الأحياء في دمشق. بينما دعا رئيس مجلس العلاقات الأميركية الخارجية الولايات المتحدة والدول التي توافقها الرأي إلى تشكيل ائتلاف من دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) وبعض الدول العربية "لتشديد العقوبات على نظام الأسد، ودعم المعارضة، وبرمجة هجمات على مخزونات الأسلحة السورية، والتحضير لفترة ما بعد بشار الأسد".
العربية نت
الشرق الأوسط
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة