الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 4164
شـــــارك المادة
دخلت معركة دمشق منعطفا حاسما بعد التفجير الذي استهدف أمس اجتماعا لخلية الأزمة السورية في مبنى الأمن القومي في محلة الروضة وسط دمشق، وراح ضحيته كل من وزير الدفاع، نائب القائد العام للجيش السوري ونائب رئيس مجلس الوزراء، داود عبد الله راجحة، ونائب وزير الدفاع العماد آصف شوكت، زوج بشرى الأسد شقيقة الرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس خلية الأزمة ومعاون نائب الرئيس السوري حسن توركماني، بينما أعلن عن إصابة كل من وزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار ورئيس مكتب الأمن القومي هشام اختيار، بعدما ترددت أنباء عن مقتلهما.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «تفجيرا إرهابيا استهدف مبنى الأمن القومي في دمشق أثناء اجتماع وزراء وعدد من قادة الأجهزة المختصة، ما أدى إلى استشهاد العماد داود عبد الله راجحة، والعماد آصف شوكت نائب وزير الدفاع، والعماد حسن توركماني معاون نائب رئيس الجمهورية متأثرا بجراحه التي أصيب بها، ووقوع إصابات في صفوف المجتمعين، بعضها خطيرة».
وبينما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني سوري قوله إن «انتحاريا فجّر حزامه الناسف داخل القاعة التي كان يجتمع فيها وزراء وقيادات أمنية في مبنى الأمن القومي»، من دون تفاصيل إضافية. لكن قيادة «الجيش السوري الحر» في الداخل تبنت الانفجار، وقالت في بيان صادر عنها: «تزف القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل ومكتب التنسيق والارتباط وكل المجالس العسكرية في المدن والمحافظات السورية لشعب سوريا العظيم نجاح العملية النوعية التي استهدفت مقر قيادة الأمن القومي في دمشق ومقتل الكثير من أركان العصابة الأسدية».
وأكدت قيادة «الجيش الحر» أن «هذه العملية النوعية ضمن خطة بركان دمشق - زلزال سوريا ما هي إلا محطة البداية لسلسلة طويلة من العمليات النوعية والكبيرة على طريق إسقاط الأسد ونظامه بكل أركانه ورموزه».
ويأتي هذا التطور الأمني المفصلي في سوريا غداة إعلان «الجيش السوري الحر» عن بدء تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق بعنوان «بركان دمشق - زلزال سوريا» للسيطرة على العاصمة تمهيدا لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وبعد أيام على اتساع رقعة المواجهات العسكرية في دمشق ووقوع اشتباكات حادة بين الجيش السوري النظامي ومقاتلي «الجيش الحر».
وبينما لم تتضح كيفية تنفيذ الانفجار، قال المعارض السوري وعضو المجلس الوطني السوري كمال اللبواني لـ«الشرق الأوسط» إنه «كان ومجموعة من المعارضين السوريين على علم مسبق منذ يومين بعملية نوعية يجري الإعداد لها». وأكد أن «العملية هي من تخطيط وتنفيذ شباب الثورة في (الجيش الحر) سبق أن أدوا خدمتهم العسكرية الإلزامية في المركز الأمني حيث وقع الانفجار».
وشدد اللبواني على أن «الانفجار حصل من خلال التنسيق مع أشخاص يعملون داخل المبنى سهلوا عملية إدخال مواد متفجرة تزن نحو 45 كيلوغراما تدريجيا على أنها سكر وشاي وقهوة، وتم تصنيعها في عبوة يدوية تم تجهيزها منذ أسابيع وفجرت أمس عن بُعد»، مشيرا إلى «أننا نعرف جيدا من قرر وخطط ونفذ العملية، وهم من خيرة شباب الثورة».
وكانت وسائل الإعلام السورية الرسمية وأخرى مقربة منها على غرار قناة «المنار» اللبنانية، الناطقة باسم حزب الله، وقناة «العالم» الإيرانية الناطقة باللغة العربية، قد سارعت إلى الإعلان تباعا عن تفاصيل الانفجار وإعلان أسماء القتلى. وفي حين أورد التلفزيون السوري شريطا إخباريا كتب فيه «استشهاد العماد داود عبد الله راجحة وزير الدفاع جراء التفجير الإرهابي الذي استهدف مبنى الأمن القومي»... و«استشهاد العماد آصف شوكت نائب وزير الدفاع في تفجير مبنى الأمن القومي»، أشارت «المنار» نقلا عن مراسلها في سوريا إلى «إصابة خطيرة لوزير الداخلية محمد الشعار»، لافتة إلى أن «الانتحاري الذي نفذ تفجير مبنى الأمن القومي له علاقة بإحدى الشخصيات الأمنية السورية».
وبعد ساعات على وقوع الانفجار شددت القيادة العامة للقوات المسلحة في سوريا على أن «تفجير دمشق الانتحاري يزيدها إصرارا على مكافحة الإرهاب». وقالت في بيان صادر عنها أورده التلفزيون السوري الرسمي إن «من ظن أنه باستهداف بعض القادة يستطيع لَيّ ذراع سوريا فهو واهم، لأن سوريا، جيشا وقيادة وشعبا، اليوم أكثر تصميما على التصدي للإرهاب وبتر كل من يفكر بالمساس بأمنها».
وبادر الرئيس السوري بشار الأسد إلى إصدار مرسومين عيّن بموجبهما العماد فهد الجاسم الفريج وزيرا للدفاع خلفا لراجحة ونائبا للقائد العام للجيش السوري. وقال الفريج في خطاب نقله التلفزيون السوري إن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تزف إلى جماهير شعبنا وقواتنا المسلحة الباسلة وإلى جميع المناضلين والشرفاء في العالم نبأ استشهاد العماد راجحة.. والعماد شوكت.. اللذين قضيا إثر عمل إجرامي إرهابي استهدف اجتماعا دوريا لوزراء وقادة أجهزة مختصة في دمشق». وأوضح: «إننا إذ نحتسب من قضوا شهداء في سبيل عزة الوطن وكرامته نؤكد أن رجال قواتنا المسلحة لن يثنيهم ذلك العمل الإرهابي الجبان عن متابعة مهامهم المقدسة في ملاحقة فلول العصابات الإرهابية المجرمة وبتر كل يد تمتد بسوء إلى أمن الوطن والمواطنين».
من ناحيته، حمل وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في حديث للتلفزيون السوري مسؤولية ما حدث «لكل الدول التي أرسلت طلقة واحدة ودولارا واحدا إلى سوريا، وهي مسؤولة عن كل نقطة دم هدرت على الأرض السورية»، معتبرا أن «مسؤولية التفجير تقع على حكومات وأجهزة استخبارات عربية وغربية». وقال إن «ما يجب أن يفهمه الجميع أن هذه الحادثة ليست مجردة من الدلالات، فهم يستهدفون مجموعة من العناصر والمسؤولين الذين يعالجون المشكلات»، رابطا إياها باجتماع مجلس الأمن. وقال: «هناك شعور لدى الآخرين بالعجز والإحباط، وهم منذ أكثر من سنة يعملون على انشقاق الجيش السوري ولم يستطيعوا، وأدركوا أنه متماسك وقوي، وأدركوا أن الدولة قوية وما زالت قائمة».
أسرة التحرير
الجزيرة نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة