الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 3860
شـــــارك المادة
أكدت مصادر في المجلس الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط» انشقاق سفير سوريا لدى روسيا البيضاء، فاروق طه، في ثاني انشقاق من نوعه في أقل من أسبوع.
وأوضحت المصادر في الوقت نفسه أن «النظام أعفاه من منصبه كسفير قبل ستة أشهر، واستدعاه للالتحاق بوزارة الخارجية في دمشق، لكنه لم يمتثل وأعلن انشقاقه».
وجاء ذلك بينما أقر نواف فارس، السفير السوري لدى العراق الذي انشق أخيرا على النظام، في مقابلة صحافية نشرت أمس بأنه ساعد نظام دمشق على إرسال مسلحين إلى العراق لمقاتلة القوات الأميركية، خلال السنوات التي أعقبت الغزو والإطاحة بصدام حسين عام 2003. كما كشف فارس «أن الوحدات الجهادية نفسها تورطت في سلسلة من التفجيرات الانتحارية في سوريا ونفّذت الهجمات بموجب أوامر مباشرة من نظام الرئيس بشار الأسد بأمل إلقاء المسؤولية على حركة التمرد».
وأضاف فارس من مقر إقامته الجديد في العاصمة القطرية الدوحة في مقابلة مع صحيفة «صنداي تلغراف» اللندنية أن النظام السوري «بدأ يشعر بالخطر بعد غزو العراق عام 2003، وشرع في التخطيط لعرقلة القوات الأميركية داخل العراق، وشكل تحالفا مع تنظيم القاعدة مما شجّع كل العرب وغيرهم من الأجانب للذهاب إلى العراق عبر سوريا بتسهيل من حكومة الأخيرة». وأشار إلى أنه «تلقى أوامر شفهية أثناء عمله كمحافظ في تلك الفترة لتسهيل مهمة أي موظف مدني يرغب في الذهاب إلى العراق». ويعتقد فارس أن «النظام السوري لطخ يديه بالدماء ويجب تحميله المسؤولية عن كثير من الوفيات» في العراق. وقال إنه «يعرف شخصيا كثيرا من ضباط الارتباط في الحكومة السورية ما زالوا يتعاملون مع تنظيم القاعدة، الذي يرغب النظام في دمشق باستخدامه كورقة مساومة مع الغرب».
من ناحية ثانية، قال فارس: «إن النظام السوري حاول في بداية الثورة إقناع الناس بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة وعاش الناس على هذا الأمل، ولكن تبين بعد عدة أشهر أن وعود الإصلاح كانت مجرد أكاذيب، واتخذ قرار الانشقاق حين بدأ ارتكاب المجازر»، محملا النظام السوري مسؤولية التفجيرات الانتحارية التي طالت المباني الحكومية وأودت بحياة المئات من الناس وخلّفت آلاف الجرحى، ومن بينها التفجير المزدوج الذي استهدف مبنى المخابرات العسكرية في ضاحية القزاز بدمشق في مايو (أيار) الماضي وقتل 55 شخصا وأصاب 370 آخرين بجروح. وقال: «أعرف على وجه اليقين أن الانفجار المزدوج في القزاز لم يصب أي عنصر أمن بأذى بعد أن تم إخلاء المبنى بالكامل قبل 15 دقيقة من وقوعه وكان جميع الضحايا من المارة، وقام تنظيم القاعدة بارتكاب كل التفجيرات الكبرى بالتعاون مع قوات الأمن السورية».
وكشف فارس عن أن آخر مرة تحدث فيها وجها لوجه مع الأسد «كانت قبل ستة أشهر»، وطلب منه وقتها أن يستخدم نفوذه في محافظة دير الزور (مسقط رأسه) لتهدئة الأوضاع، ووعده بترقية إذا ما فعل. وتابع فارس: «كان يطلب منا الإصرار على أن هناك مؤامرة من الغرب تستهدف سوريا». وأشار السفير المنشق إلى أنه اتخذ قرار الانشقاق قبل خمسة أشهر، وجرى تهريبه خارج العراق من قبل المعارضة السورية. وأوضح أنه بدأ أولا بإخراج أفراد أسرته جميعا خارج سوريا، قبل أن تقوم المعارضة السورية بتهريبه هو، إذ واظب على عمله للتمويه حتى آخر لحظة، مدركا أن كل مكالماته الهاتفية كانت تخضع لرقابة لصيقة كدبلوماسي.
وعن عواقب انشقاقه يقول فارس إن كثيرا من أبناء عمومته وأقربائه من عشيرة العكيدات، التي ينتمي إليها، وتتركز بشكل أساسي في محافظة دير الزور الواقعة شرق البلاد وفي المناطق الحدودية بين سوريا والعراق، قد تم استجوابهم من قبل الاستخبارات السورية، وبالتالي اضطروا للتواري عن الأنظار بعد ذلك. ويقول فارس إن ما رآه خلال زيارته الأخيرة إلى محافظته دير الزور، قبل نحو شهر واحد من انشقاقه، دفعه إلى اتخاذ قراره بالانشقاق، إذ يقول: «كان هناك خراب هائل، وسقط آلاف البشر قتلى، وكثير منهم من عشيرتي. كانت الحياة في المدينة شبه معدومة، وقد انفطر فؤادي لما رأيته، إذ كان الأمر مأساويا إلى درجة لا يمكن تصديقها».
نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة