..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

سوريا وروسيا.. حلف ومصاهرة

الجزيرة نت

٢ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3095

سوريا وروسيا.. حلف ومصاهرة
348.jpg

شـــــارك المادة

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن هناك حوالي عشرين ألف سيدة روسية متزوجات من رجال سوريين ويعشن في سوريا، وهو أحد العوامل التي تمنع روسيا من اتخاذ موقف مؤيد للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

 

ويعود السبب وراء معظم زيجات السوريين من نساء روسيات إلى العدد الكبير من المبتعثين السوريين إلى الاتحاد السوفياتي السابق، الذي كون معه الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد تحالفا إستراتيجيا. ووصفت الصحيفة وجود هذا الكم من السيدات الروسيات في سوريا، بأنه يجعل علاقاتها مع روسيا عبارة عن تحالف تاريخي ومصاهرة.

يذكر أن سوريا تشتري أسلحة من روسيا بمبلغ 700 مليون دولار سنويا تقريبا، بينما تستخدم روسيا ميناء صغيرا على الساحل السوري المطل على البحر المتوسط، ويعتبر آخر قاعدة روسية متبقية في أعالي البحار منذ عهد الاتحاد السوفياتي الذي انهار في الأسبوع الأخير من عام 1991.

وأشارت الصحيفة إلى أن أي مؤسسة حكومية في سوريا تضم سوريين قضوا شبابهم في روسيا أيام الاتحاد السوفياتي، وعادوا إلى بلادهم برفقتهم زوجات من هناك، الأمر الذي أضاف بعدا اجتماعيا على العلاقات السورية الروسية.

ووصفت نينا سيرغييفا -التي تعيش مع زوجها في مدينة اللاذقية السورية- الروسيات في سوريا بأنهم "زوجات طبقة الصفوة، الذين يتمتعون بنفوذ ولكنه نفوذ ناعم". ووصفت سيرغييفا أزواج الروسيات في سوريا بأن لديهم "مشاعر قوية تجاه روسيا".

وفي الوقت الذي أصبحت فيه الأزمة السورية عصية على الحل الدبلوماسي، تقدر الحكومة الروسية عدد المواطنين الروس في سوريا بحوالي ثلاثين ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال. وتعود جذور تواجد الروس في سوريا إلى عام 1963 عندما أتى حزب البعث الحاكم إلى السلطة، وكان الاتحاد السوفياتي في حينها يقدم منحا دراسية رفيعة المستوى إلى طلبة من الدول الحليفة له، ويعمد إلى اختلاطهم مع بعضهم البعض ضمن هدف إستراتيجي يهدف إلى تكوين شبكة عالمية من المؤيدين له.

وكانت النتائج الأولى لتلك الإستراتيجية علاقات تنتهي بالزواج، فهاجرت روسيات شابات إلى بلدان مثل سوريا برفقة أزواجهن الأطباء أو المهندسين... إلخ من المهن الرفيعة المستوى.

وقالت الصحيفة إن المقابلات التي أجريت مع الأزواج السوريين المتزوجين من روسيات أظهرت أن كثرة هذا النوع من الزواج بالأجنبيات في سوريا لا يعود إلى أسباب الجغرافيا السياسية فقط، بل يتعداه إلى تأثر كثير من الشباب السوريين بالجو الذي عاشوه في الاتحاد السوفياتي والتغييرات التي أحدثتها تلك التجربة على تكوينهم الفكري وشخصيتهم وآرائهم الاجتماعية.

كما أشارت الصحيفة إلى موضوع غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج التي تفرضها العادات العربية، وصرّح أزواج سوريون بشكل واضح بأن ذلك كان أحد الأسباب وراء إقدامهم على الزواج من أجنبيات، حيث لا يتطلب الزواج في العرف الأوروبي بشكل عام دفع مبالغ طائلة سواء كمهر أو تكاليف زواج وسكن.

ومن الجانب الروسي، فهناك أيضا أسباب لإقبال الروسيات على الزواج من الأجانب بشكل عام والسوريون بشكل خاص. ففي زمن الاتحاد السوفياتي، كان الزواج من السوري يمنح الروسية بعض الامتيازات مثل حرية السفر، أما بعد سقوط الاتحاد فقد كان الخروج من الوضع الاقتصادي الصعب هو أحد العوامل التي دفعت بعض الروسيات للزواج من أجانب وسوريين بوجه خاص.

وتنقل الصحيفة عن طه عبد الواحد -وهو صحفي سوري ومتزوج من سيدة روسية- أن ظاهرة الرغبة بالزواج من روسيات قد تخطت حدود الأفراد الذين عاشوا هناك، وأصبحت ظاهرة محسوسة.

يقول عبد الواحد إن عددا متزايدا من شباب لم تطأ قدمهم أرض روسيا يلجؤون إلينا قائلين "ساعدونا بالزواج من روسيات".

وصرّح أحد الدبلوماسيين الروس في دمشق -بشرط عدم الكشف عن هويته- بأن هناك تسعة آلاف مواطن روسي مسجل لدى السفارة، ولكنه يرجح أن يكون العدد حوالي ثلاثين ألفا، وقال إنه لا توجد خطط أو أسباب تجعلنا نقوم بترحيل المواطنين الروس، إلا أنه أكّد بأنه عندما تحين الساعة، سوف ترسل حافلات إلى كافة المدن السورية لنقل المواطنين الروس إلى مكان آمن.

ولكن بعد حوالي نصف قرن من التزاوج بين الروس والسوريين، يصعب اليوم رسم خط واضح بين من هو روسي ومن هو غير روسي، إذا ما قررت الحكومة الروسية إخلاء مواطنيها من سوريا، حيث كثير من الروسيات اللاتي أتين وهن شابات يافعات إلى سوريا، أصبحن اليوم جدات ولديهن أحفاد.

السيدة زيتسيفا البالغة من العمر 62 عاما، لديها أربعة أحفاد وتتعلق بأمل أن ينتهي الكابوس يوما ما في سوريا، وتقول إنها لن تبرح مكانها أبدا "لقد أصبحنا جزءا من هذا المكان. أطفالنا هنا، وهم سوريون، وكذلك أحفادنا. كل شيء هنا ينتمي لنا".
 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع