الجزيرة نت
تصدير المادة
المشاهدات : 2617
شـــــارك المادة
لم يكن أحد يتوقع أن الفئة التي أشعلت كتاباتها الثورة السورية ستكون هي الفئة الأضعف والأكثر تضررا في الحرب التي تشهدها البلاد.
ففي تقريرها الذي أصدرته هذا الأسبوع بمناسبة مرور تسع سنوات على انطلاق الثورة السورية، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن انتهاكات جسيمة تعرض لها الأطفال في سوريا.
وبحسب تقرير المنظمة، فقد قتل خلال سنوات الثورة 5427 طفلا وجرح 3739 آخرون، مشيرا إلى أن العام الماضي وحده شهد مقتل 900 طفل معظمهم في شمالي غربي سوريا، بينما جُند في القتال 4619 طفلا.
وأضافت اليونيسيف أن قرابة ستة ملايين طفل سوريا ولدوا منذ مارس/آذار 2011، منهم مليون ولدوا في دول الجوار، وأن 7.5 ملايين من الأطفال السوريين يحتاجون إلى المساعدة، خمسة ملايين منهم داخل سوريا.
نزوح وعمالة
وفيما يخص النزوح، فمنذ مارس/آذار 2011 وحتى نهاية العام 2019 فقد غادر 2.6 مليون طفل مناطقهم داخل سوريا، منهم ستة آلاف خلال الحملة العسكرية الأخيرة لقوات النظام وروسيا شمالي غربي سوريا، مما جعل العدد الإجمالي للأطفال النازحين في المنطقة 575 ألفا، بينما يوجد 2.5 مليون طفل في دول الجوار ويمثلون 83% من مجمل اللاجئين السوريين.
وبحسب دراسة لليونيسيف، فإن 84% من السوريين يعتبرون أن عمالة الأطفال تشكل قلقا كبيرا للأهالي، وسجلت أعلى مستوياتها في الرقة ودير الزور. كما عبّر المشاركون في الدراسة عن قلقهم من زواج الأطفال، واعتبرت أن الفتيات الصغيرات هن الأكثر تأثرا بهذا النوع من الزواج.
وفي حديثها للجزيرة نت، قالت مسؤولة الإعلام في اليونيسيف بمنطقة الشرق الأوسط لينا الكرد إن خطة المنظمة في سوريا هي الاستمرار في الوصول إلى الأطفال وتقديم المساعدات الإنسانية من خلال شركاء المنظمة في الميدان.
وأضافت أنه من خلال دعم المانحين "تمكنا في العام 2019 وحده من الوصول إلى 3.3 ملايين طفل لتقديم التلقيحات ضد شلل الأطفال والحصبة، وحصل مليون طفل على الدعم النفسي الاجتماعي، وتم إلحاق ثلاثة ملايين طفل بالتعليم الرسمي وغير الرسمي".
وبحسب لينا، هناك فجوة تمويلية إذ "إننا بحاجة إلى أكثر من 682 مليون دولار للاستمرار في الوصول إلى الأطفال في سوريا ودول الجوار وتقديم الخدمات لهم".
طفل يُقتل كل 10 ساعات
وفيما يخص الأطفال في شمالي غربي سوريا، قالت لينا إن هناك صعوبات في الوصول إليهم بسبب استمرار النزاع رغم أن حاجة هؤلاء الأطفال كبيرة، إذ 80% منهم بحاجة إلى المساعدة الطارئة والغذاء والخدمات الصحية والتعليم والمياه، والأهم من ذلك كله الحماية والأمان، فهناك طفل يُقتل كل 10 ساعات خلال السنوات الست الماضية.
وطالبت لينا الأطراف المتنازعة بإيقاف الحرب وحماية الأطفال بموجب القانون الدولي، "فأطفال سوريا لم يروا في حياتهم سوى النزاع والحرب والنزوح.. طرقهم إلى المدارس محفوفة بالمخاطر، وهناك آثار كبيرة عليهم لا يمكن وصفها بالكلمات المجردة".
تهجير مستمر
بدوره قال وزير الإدارة المحلية التابعة للمعارضة سعيد سليمان في حديثه للجزيرة نت إنه منذ بداية ديسمبر/كانون الأول الماضي تم تهجير قرابة مليون شخص، منهم 562 ألف طفل، وذلك أثناء العام الدراسي وفي ظروف مناخية قاسية جدا.
وأضاف سليمان أنه حتى الآن لا يزال 109 آلاف من هؤلاء الأطفال في العراء، بينما يعيش قرابة 388 ألفا في مراكز إيواء جماعية ومخيمات عشوائية معرضين للمرض ومحرومين من أبسط وسائل العيش.
وتابع أن مخالطة الأطفال لأشخاص أكبر منهم في مراكز الإيواء أدت إلى مصادرة خصوصية الأطفال وإضعاف دور الأسرة في رعايتهم، إضافة إلى فقدانهم الحد الأدنى من متطلبات التغذية الصحية التي تناسب أعمارهم.
ريان محمد
المرصد الاستراتيجي
الشرق الأوسط
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة