..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

سليماني.. عري البروباغندا

أحمد أبا زيد

٧ ٢٠٢٠ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2226

سليماني.. عري البروباغندا

شـــــارك المادة

لعلّ ألذّ ما في مقتل سليماني، واللذائذ كثيرة، هو أنه أظهر الحجم الحقيقي للمشروع الإيراني وفقاعة البروباغندا المحيطة به، كل الدعاية العبيطة عن القدرات العسكرية الإيرانية وخبرائها واستراتيجياتها وخطورة قياداتها، تبخرت بمجرد أن قرر ترامب قبل ساعات فقط أن يرسل طائرة درونز لاصطياد مهندس المشروع الإيراني، ثم ذهب ليلعب الغولف.
عملية الاغتيال كانت مشابهة لأي عملية اغتيال لقياديين من صف ثالث في فروع القاعدة أو داعش، البغدادي نفسه تم تقديره بشكل أكبر كعدو بإنزال قوات خاصة للاشتباك والقتال ضده، بينما لم يشعر الأمريكان بالحاجة إلى ذلك ضد سليماني.
ومثل أي قاتل متسلسل أو قائد كارتيل مخدرات في كولومبيا والمكسيك، أعلنت الولايات المتحدة مسؤوليتها مباشرة عن قتله، ولم تعامل إيران كدولة وإنما كعصابة، مفهوم الاغتيال نشأ أصلاً لأن الدول لا تصرح بقتل قادة دول أخرى.

هذه قيمة إيران الحقيقية، مجرد عصابة كبيرة مع مخزون صواريخ ومخزون أكبر من البروباغندا القادرة على تجنيد الآخرين ليقاتلوا ويُقتلوا خدمةً للمشروع التوسعي البدائي بلا مضمون حضاري ولا ثقافي ولا قدرات عسكرية فارقة، ميليشيات معبأة بالحقد ومنفلتة بلا خطوط حمر لتنشر العنف العاري والوحشي ضد السكان، تدمير مدن وحواضر وذبح عوائل بأكملها وحرق الناس في الشوارع وتجويع مناطق حتى الموت والتغيير الديمغرافي والمذهبي لمجتمعات واسعة عبر التوحش البدائي والأقصى.

قدرات إيران وميليشياتها الحقيقية تم اختبارها في سوريا أمام الثوار والجيش الحر، وتعرضت إيران للإذلال والهزائم المهينة ومقتل قادتها وجنودها وتابعيها في عشرات المناطق، رغم كثافة العدد والسلاح الذي ساندت به جيش بشار الأسد، أمام فصائل من الثوار المحليين بأسلحة متوسطة وأعداد أقل، إلى أن لجأ قاسم سليماني والأسد إلى بوتين لإنقاذهم في سوريا كما حصل.
كل الانتصارات العسكرية الفارقة التي احتفلت بها إيران على جثث السوريين والعراقيين، كانت تحت ظلّ الطيران الأمريكي في العراق، وتحت الطيران الروسي في سوريا، وعبر ميليشيات محلية بدماء رخيصة وكثيرة.

قاسم سليماني هو رمز المشروع التوسعي الإيراني القائم على بناء أذرع ولاء محلية تضمن استدامة النفوذ بلا تدخل عسكري مباشر، وتريح الإيرانيين من أن يقاتلوا بأنفسهم، في لبنان والعراق واليمن وسوريا وفلسطين، محرقة المشروع الإيراني لم تمس فقط ضحاياها المباشرين وهم بالملايين، هذه الفصائل والميليشيات المحلية، الشيعية منها والمتشيعة والسنية، التي تنقل ولاءها ودماءها لخدمته مدفوعة بالجهل أو الحاجة أو الإغراء، هم ضحاياه أيضاً كما هم مجرموه.

هذا هو المشروع الإيراني عارياً، مثل النازية والصهيونية والأسدية، مجرد مشروع للإبادة ونشر القتل والتخلف والتدمير، والعدو الأكثر فتكاً بأجيال من العراقيين والسوريين واللبنانيين واليمنيين، على امتداد ملايين الضحايا والشهداء والمدن المدمرة وذاكرة جيلنا وبلادنا، ولا يستحق سوى الاستئصال والاحتفاء والفرح بكل مذلّة وهزيمة تلحق به، على يد أيّ كان.

يوم خامس دون قاسم سليماني، العالم أجمل والهواء أنظف، ونفاق الآخرين يسقطهم معه ولا يرفعه

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع