..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

المهم في حديث السيد ابن خال الرئيس !!

زهير سالم

٢٠ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2365

المهم في حديث السيد ابن خال الرئيس !!
222.jpg

شـــــارك المادة

كلمات متقاطعة.. رسالتان قصيرتان:
قلّب الساسة والإعلاميون تصريحات السيد ابن خال رئيس الجمهورية على وجوه كثيرة. توقف البعض عند قوله: "إن استقرار إسرائيل من استقرار سورية". أي بلغة أصحاب التعهدات التزام بالتزام، فإذا أخل طرف بالتزامه أخللنا نحن أيضاً بالتزامنا. وكان لقوله: "لن نعاني وحدنا.."، طنين مدو بلغة أصحاب الفيزياء الصوتية وقلبه رجال السياسة على وجوه كثيرة ليكتشفوا من المقصود بتشاركية المعاناة التي حذر منها صاحب التصريح. شد آخرين قول السيد ابن خال الرئيس: "إننا ستقاتل حتى النهاية"، ويستدرك مستعجلاً أنه لا يقصد الحرب على إسرائيل..- بقي التحذير مفتوحاً في صورة سؤال: هو يقاتل من؟ وسيستمر في قتال من؟!-.
أحسنت الجهات الرسمية السورية حين بادرت إلى سحب فتيل هذه التصريحات. فعبرت أكثر من جهة أن السيد رامي مخلوف مواطن سوري عادي لا يحق له أن يطلق هذه التصريحات...
ولكن المهم في تصريح السيد ابن خال الرئيس ليس في اجترائه على تصريح أو تهديد يتجاوز فيه حده فيرد عليه، المهم في تصريحه هو قوله: "إن القرار في سورية يتخذ من قبل (نخبة) تضم ابن الخال على الأقل ومن لا ندري بعد"!! أي نخبة هذه؟ وما هو موقعها في بناء الدولة؟ وكيف تمرر قراراتها إلى هياكل الدولة المشلولة؟ هل هي نخبة من أبناء الأخوال والعمات والخالات والأصهار فقط، أم أنها تمتد إلى ما وراء ذلك؟ هذا كلام لا يمكن نفيه، ولا الاعتراض عليه؛ لأنه بمثابة إقرار وشهادة أن حظ رئيسنا من قرارنا الوطني مثل حظ ابن خاله أو ابن خالته أو صهره، بل اعترف السيد ابن الخال أن للرئيس على الآخرين -رزة زيادة- هذا الإقرار ينبغي أن يكون موضع تحقيق وتدقيق ومتابعة ليعرف المواطن السوري حاكمه الحقيقي، فيحسن التعامل معه..
ثم ألا يدخل كلام السيد ابن الخال في باب النيل من هيبة الدولة؟ والنيل من مقام الرئاسة؟ وإثارة النعرات (العائلية)؟ وتوهين نفسية الأمة.. ؟
أتذكر مواطنين كثيرين دخلوا السجن لسنوات ولم يقولوا بعض ما قال السيد ابن خال الرئيس. وما دمنا نعيش في عصر الإصلاح الجديد ذي المصداقية أتذكر أن محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها)).
معارضة أشتات ونظام أنكاث:
يطيب للكثيرين أن يغمزوا من جانب المعارضة السورية، فيصفونها بأنها معارضة مفتتة مشتتة مشرذمة متناقضة ليس لديها برنامج واحد، وكل فريق منها ينقض ما يدعو إليه سواه.. ويذكرك هؤلاء بقول الأعرابي لكسرى، وقد عيره كسرى بقوله أيها الأعرابي: "ألا يكفيكم أيها العرب أن ليس فيكم ملك"؟! فأجابه الأعرابي على البديهة: "أيها الملك.. إن كل واحد منا ملك..".
ومع أنني أعتبر حال المعارضة السورية ناتجاً عما تعرضت له هذه المعارضة من دق وطرق وخرق وتصفيح وإحماء على أيدي أجهزة النظام، فإن النظام هو أول من سيدفع اليوم ضريبة غياب معارضة سورية مركزية تكون موضع خطاب وقبلة حوار.
وحين يطرح النظام اليوم مشروع الحوار الوطني -بغض النظر عن الجدية والمصداقية- سيكون جميلاً ألا يجد قيادات يعتقلها أو يحاورها. تصوروا المشكلة. لا تقلقوا كثيراً هي مشكلة للنظام أكبر..
وستكون المشكلة أكبر للنظام حين تتفجر براكين الغضب في البلدات والنواحي والقرى، هل نفكر كم سترهق هذه الإستراتيجية التي سبقت إليها العفوية السورية أجهزة النظام وقواته وتشتتها؛ من سقبا إلى تلبيسة، ومن تلبيسة إلى الرستن، ومن الرستن إلى البيضا، ومن البيضا إلى المرقب، ومن المرقب إلى عين العرب، ومن عين العرب إلى منبج -مدينة البحتري-، ومن منبج إلى جاسم مدينة -أبي تمام-، ومن جاسم إلى نوى، ومن نوى إلى تلكلخ، ومن تلكلخ إلى حمص، ومن حمص إلى حماة، ومن حماة إلى الدرباسية، ومن الدرباسية إلى عامودا.. ستشتت أجهزة النظام وقواته، وتوزع العبء وتخففه على المواطنين، وستساعد العالم على حفظ الوحدات الإدارية الصغيرة في سورية وليس فقط دمشق وحلب. ليبقى السؤال مطروحاً على المدن التي ما تزال تتربص:

أترضى أن تكون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بلا زاد

كيف سينظر أحدهم في المرآة وهو يستمتع بحرية دفع ثمنها أطفال درعا أو نساء المرقب؟! في الجواب على هؤلاء الذين يلمزون جانب التشتت في المعارضة السورية أعود لأسأل: هلا تلمستم ذلك في الأحاديث الأنكاث التي يقدمها المتحدثون باسم النظام؛ إعلاميون ورسميون وأساتذة جامعيون يذكرونك بما يقولون بقول الأول:

وشعر كبعر الكبش فرّق بينه *** لسان دعيّ في القريض دخيل

فهذا متحدث باسم النظام يهدد بسحق المخالفين من أبناء وطنه على الهواء مباشرة، وآخر يتعهد بدوسهم، وثالث لا يرى وسيلة للحوار معهم بغير البارودة، ورابع يتهمهم بالخيانة، وخامس ينادي عليهم: حيهلا، وسادس يقر لهم بأحقية مطالبهم، وسابع يدعي العصمة لمن فوقه، وسابع يعترف بالأخطاء ويتمسك بوعود الإصلاح، أي دلالة تحملها أحاديث الأنكاث هذه؟؟ أهي الفوضى؟ أم الضعف؟ أم المكر؟ أم كل ذلك يمكن أن يكون؟

المصدر: مركز الشرق العربي

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع