..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

الصراع يحتدم بين آل الأسد

أسرة التحرير

١٣ ٢٠١٩ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2103

الصراع يحتدم بين آل الأسد

شـــــارك المادة

تعيش مدينة اللاذقية منذ مطلع شهر أكتوبر الجاري أوضاعاً أمنية صعبة نتيجة انتشار قوى الأمن تحت شعار “مكافحة الفساد”، وسط أنباء عن ملاحقة عناصر من آل الأسد والمقربين منهم من “الخارجين عن القانون".
وشملت الحملة الأمنية إلقاء القبض على أشخاص مدعومين من قبل آل الأسد وآل عمار، ممن يعملون في مجال تصريف العملة في السوق السوداء ومكاتب الرهانات، وأصحاب مستودعات ومراكز وسيارات توزيع الملبوسات الأوروبية المستوردة.
وأسفرت الحملة، التي استهدفت شبكة حافظ بن منذر الأسد، عن اشتباكات في مدينة اللاذقية، حيث قامت اعتماد أحمد الأسد -والدة علي عمار- صاحب أكبر شركة مراهنات في الساحل بمواجهة عناصر المخابرات الجوية والمخابرات العسكرية لمنعهم من اعتقال موظفي المكتب، فيما بقي علي عمار طليقاً على الرغم من اتهامه بممارسة جرائم “الخطف” و”الكسب غير المشروع” و”غسيل الأموال”، متخذاً من القرداحة مقراً له.
وتدهورت الأوضاع في المدينة جراء حملة اعتقالات طالت عناصر من ميلشيات تابعة لحافظ منذر الأسد، حيث تهيمن هذه الميلشيا على سوق الفضة والذهب، وتحظر على أجهزة الدولة تحصيل فواتير الماء والكهرباء، وتمنع التموين والجمارك من مراقبة المحلات، مقابل فرض مبالغ شهرية مقطوعة على التجار.
ونتج عن تلك الحملة حوادث تبادل إطلاق للنار بين قوى الأمن وميلشيا حافظ منذر الأسد في منطقة الزراعة، وريف جبلة واللاذقية، ما دفع بحافظ لتسليم أسماء ومواقع من يتبعون له ويحملون سلاحاً، والمتاجر التي يحميها، مقابل عدم منعه من استيراد البضائع الأجنبية المستعملة، كـتسوية مع النظام.
واندلعت مواجهات ضخمة في اللاذقية إثر إطلاق غيدق مروان ديب، أحد أقارب بشار الأسد، النار على دورية أمن مشتركة كانت قد وصلت إلى منزله للتفاوض معه، بشأن تسليم نفسه، بعدما رفض كل الدعوات الهاتفية للامتثال إلى “تحقيق أمني”، وقامت المفرزة الأمنية الملاصقة لمنزل غيدق، بإطلاق النار الكثيف على الدورية، وفي الهواء، ما دفع الدورية للهرب بعد إصابة ملازم وعسكري منها، وإرسال تعزيزات حول منزل غيدق، وإغلاق الشوارع المؤدية إليه. واستخدام القنابل والأسلحة المتوسطة في تبادل إطلاق النار بين القوى الأمنية ومفرزة منزله، وأدى ذلك لنشوب حريق في المنزل، ولا يزال مصير غيدق الذي يقود ميلشيا مسلحة يطلق عليها اسم “قوات الغيدق” مجهولاً حتى اليوم.
وسبّبت الأزمة حرجاً لآل ديب الذين يتولون مناصب عسكرية وأمنية في النظام، وكذلك لهيبة والده اللواء مروان ديب، في اللاذقية، علماً بأن غيدق هو حفيد بهيجة، أخت حافظ الأسد. وكان النظام قد حاول التكتم على القضية، إلا أن انتشار مقاطع الاشتباكات كشفت عن حجم التدهور الأمني الذي تعيشه مدينة اللاذقية.
وكانت الأزمة قد بدأت نتيجة اعتداء غيدق على طلاب ومدرسين بجامعة “المنارة” واستخدامه أسلحة نارية في الحرم الجامعي الذي يقال أن أسماء الأسد هي المالك الفعلي له، ووفقاً لمصادر محلية؛ فإن غيدق اقتحم مكتب إدارة الجامعة، وشتم أسماء الأسد، بسبب منع الإدارة له من اصطحاب سلاحه ضمن الحرم الجامعي.
وفي فصل آخر من الصراع بين أجنحة آل الأسد؛ تحدثت مصادر من اللاذقية عن حل فرع “الحزب السوري القومي الاجتماعي” التابع لابن خال الرئيس رامي مخلوف، وحلّ إدارة “جمعية البستان الخيرية” في اللاذقية، وتعيين إدارة موالية لأسماء الأسد، في حين تواصل أجهزة المخابرات الضغط على مدراء ومسؤولي “جمعية البستان الخيرية” في اللاذقية، لترك مناصبهم، وتسليمها لهيئة جديدة بإدارة مسؤول ضريح حافظ الأسد في القرداحة.
كما تم الضغط على أعضاء الميلشيا التابعة لجمعية “البستان” المنحلة لتسليم أسلحتهم، ولم يتم تسليم سوى ثلث السلاح العائد للجمعية التي تتداخل قواتها مع ميلشيا تابعة لجناح آل مخلوف من “الحزب السوري القومي الاجتماعي”.
وكان الحزب قد حصل على ترخيص عام 2017، تحت اسم “الحزب السوري القومي الاجتماعي-المركز”، واحتفظ بميلشيا “نسور الزوبعة”، وارتبط عمله بأعمال “جمعية البستان الخيرية”، وضم حوالي 2000 عنصر، وذلك حتى صدور قرار بحل فرع الحزب القومي التابع لرامي مخلوف بقرار من “لجنة الأحزاب” في مجلس الشعب، حيث اتُهم بتزييف شعار “الحزب السوري القومي الاجتماعي”، واستخدام اسم حزب موجود ومسجل مسبقاً.
في هذه الأثناء؛ تفرض قوى الأمن حصاراً على القرداحة، بهدف القبض على عشرات المطلوبين، وجلهم من عائلة الأسد، ومنهم علي عمار الذي يقيم في القرداحة بصورة دائمة ولا يزور مكتبه باللاذقية إلا نادراً.
وتسير تلك الحملة بالتوازي مع حملة يشنها النظام على مدينة جبلة مستهدفاً أفراد ميلشيا “الحارث” التي يتزعمها “بشار طلال الأسد”، وأسفرت الحملة عن اعتقال عدد من أفراد تلك الميلشيا بعد تطويق المدينة وإغلاق مداخلها، وتم اعتقال فراس مفيد سعيد، مدير مكتب بشار طلال الأسد في المدينة، وعمار الشامي، أحد قادة ميلشيا “الدفاع الوطني” في المدينة، ورامي سعد الذي يوصف بأنه الذراع الخفية لفروع الأمن في مدينة جبلة، كما دار الحديث عن اعتقال “آيات بركات” زعيم مليشيا “الدفاع الوطني” في مدينة جبلة التي تم إغلاق نحو 160 “كشك” فيها تعود لجرحى جيش النظام وذوي قتلاه، وسط تذمر شعبي من التضييق على مؤيدي النظام في حاضنته الشعبية.
وفي الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر؛ تردد الحديث عن إقدام سليمان هلال الأسد على قتل عنصر في الدفاع الوطني يدعى حازم النجار، وضرب واعتقال رفاقه، في حادثة أعادت للأذهان قيام سليمان بقتل العقيد “حسان الشيخ” إثر خلاف على أولوية المرور في أحد شوارع مدينة اللاذقية، وهو ما أثار موجة سخط كبيرة قبل عدة سنوات.
ووفقاً لمصادر محلية فإن المشكلة وقعت إثر خلاف بين سليمان الأسد وشريك سابق له يدعى “شادي الجبل”، وهو أحد قياديي ميلشيا “صقور الصحراء”، على خلفية اتهام شادي بسرقة بضائع تابعة لسليمان، الذي طرد جميع العناصر العاملين بمرفأ اللاذقية، وغير أماكن المستودعات وعين حراساً شخصيين تابعين له كـمراقبي بضائع، علماً بأن تلك الجرائم تتم تحت أعين النظام الذي تغاضى عن جرائم سليمان الأسد طوال السنوات الماضية رغم إدانته بأعمال القتل والسرقة والابتزاز.
وفيما يؤكد تدهور الأوضاع الأمنية ووصول تردداتها إلى دمشق؛ هاجم مراسل “الحرس الجمهوري” وسيم عيسى، رئيس الوزراء، عماد خميس، بعد اتهامه وزراء سابقين في الحكومة بقضايا فساد، مؤكداً أن سياسة خميس فاشلة، وأن “الفساد أصبح سياسة ونهجاً للجميع في ظل حكومته”.
وأضاف المراسل أن الشعب ساخط من حكومة خميس لأبعد الحدود، لأن: “الكفر بعينه أن تضحي فئة من الشعب لتعيش أخرى على تضحياتها ودمائها دون أدنى رادع أخلاقي”، معتبراً أن خميس والوزراء في حكومته هم “أكثر من أساء لنا بعد أعداء الوطن”.
ويأتي ذلك الهجوم بعد صدور قرار بحجز احتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لوزير التربية السابق في حكومة خميس، هزوان الوز، وزوجته إيرينا الوز، ومعاون وزير التربية الحالي، سعيد خرساني، وعدد من المتورطين بقضايا فساد قدرت قيمتها بنحو 350 مليار ليرة سورية.
في هذه الأثناء؛ لا يزال ذو الهمة شاليش متوارياً عن الأنظار بعد مداهمة قوة روسية مقلعاً قريباً من قاعدة “حميميم”، والقبض على عمال المقلع واقتيادهم إلى القاعدة الروسية، حيث أسفر التحقيق معهم عن اتهام ذو الهمة شاليش بالوقوف خلف تلك هجمات بطائرات درون على القادة الروسية، وذلك من خلال نقل الطائرات المسيرة بسيارات مغطاة تقترب من القاعدة وتنطلق منها لاستهداف الأسلحة الروسية.
وتعتقد الاستخبارات العسكرية الروسية أن ذو الهمة شاليش على صلة بتلك الهجمات، وأنه يعمل لصالح جهة أجنبية نافذة في سوريا، وذلك في تلميح إلى “إيران”، حيث يدور الحديث عن مغادرته إلى طهران بطائرة إيرانية خاصة، أو أنه متخفٍ في إحدى مواقع الحرس الثوري الإيراني في سوريا

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع