فرنس برس
تصدير المادة
المشاهدات : 3399
شـــــارك المادة
ملتحون حليقو الرؤوس بلباس أسود من "الباسيج" يتولون قنص المدنيين وينشرون الرعب في الشوارع، والقمع الدامي لا يوفر سيارات الإسعاف والنساء ورصاص متفجر يستهدف رؤوس المتظاهرين
يؤكد عدد من الجرحى السوريين الذين لجؤوا إلى تركيا لتلقي العلاج أنهم تعرضوا لنيران جنود إيرانيين يشاركون في قمع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وتعود الوقائع إلى 20 مايو الماضي خلال "أسبوع الحرية" الذي واجهته قوات الأمن بقمع شديد في مدينة إدلب شمال غرب سورية. ويروي مصطفى (23 عاماً) وهو بائع معادن أصيب بالرصاص في ساقه اليسرى وذراعه اليمني، ويعالج في أحد مستشفيات أنطاكيا جنوب تركيا: "كنا نتظاهر الجمعة لدى الخروج من المسجد ونهتف شعارات، مثل: (ليسقط النظام)، فقطعت قوات الأمن الطرق المؤدية إلى المدينة وأطلقت النار علينا". ويقول: "كان هناك شرطيون باللباس المدني ولكن كان هناك أيضاً جنود إيرانيون"، مضيفاً: "رأيتهم بأم عيني وكنا طلبنا منهم في اليوم السابق عدم مهاجمتنا لكنهم لا يتكلمون العربية". وأوضح: "كانوا ملتحين في حين أن إطلاق اللحى ممنوع في الجيش السوري"، مشيراً إلى أنهم يرتدون بزات سوداء غير معروفة في سورية. وأعطى أكرم (17 عاماً) الطالب الذي يعالج في مستشفى آخر من أنطاكيا الوصف نفسه لـ"رجال باللباس الأسود" أطلقوا النار على سكان قريته القريبة من إدلب. وقال الطالب الذي أصيب برصاصة في ساقه اليسرى: "كانوا قناصة تحديداً ولم يكونوا يتكلمون العربية. كما أنهم كانوا يحملون أسلحة من طراز لا نعرفه". وهو يرى أن هوية هؤلاء القناصة لا تترك مجالاً للشك "أنهم إيرانيون من الباسيج" الميليشيا الإسلامية التابعة للحرس الثوري الذراع المسلحة للنظام الإيراني إلى جانب الجيش النظامي. في المقابل، يبدو فيليت (23 عاماً) القادم من قرية أخرى قريبة من لإدلب أكثر حذراً. ويقول الطالب المصاب في ساقه اليمنى: "لا يمكنني أن أجزم أنهم كانوا إيرانيين، لكن من المؤكد أنهم لم يكونوا سوريين"، كما أكد أنهم لم يكونوا من "الشبيحة"، المسلحين السوريين الذين يرتدي بعضهم ملابس سوداء، مضيفاً: "هؤلاء نعرفهم جيداً". والمهاجمون بحسب وصف الطالب "كانوا يرتدون بزات سوداء وينتعلون أحذية بيضاء وكانوا ملتحين وحليقي الرؤوس". ويضيف: "شاهدت سبعة أو ثمانية منهم وأنا أنتشل الجرحى. هم الذين كانوا يطلقون النار مع الشرطيين باللباس المدني، فيما الجنود السوريون بقوا في الخلف"، موضحاً: "كانوا طويلي القامة جسيمين ويحملون بنادق قناصة". ومن الصعب التثبت من صحة هذه الأقوال إذ يحظر على الصحافيين التنقل في سورية. وكان نبيل أحد آخر مسعفي الهلال الأحمر السوري الذين تحدوا شدة القمع في مدينة جسر الشغور شمال غرب سورية قبل إصابته برصاصة في الظهر ونقله إلى تركيا، حيث يروي تجربته ممدداً في سرير المستشفى. يقول الشاب البالغ من العمر 29 عاماً والذي نقل منذ الاثنين الماضي إلى أحد مستشفيات أنطاكيا جنوب تركيا: "عملي هو انتشال أقصى عدد ممكن من الجرحى ووضعهم في سيارة الإسعاف، ولم يكن لدي الوقت للنظر إلى ما يجري من حولي". ولا يمكنه بالتالي إعطاء تفاصيل حول القوات والأسلحة المنتشرة في مدينة جسر الشغور البالغ عدد سكانها 40 ألف نسمة والتي باشر الجيش فيها، أمس، عملية عسكرية بعد أعمال قمع أوقعت 35 قتيلاً بين 31 مايو الماضي و5 يونيو الجاري، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كل ما يذكره هذا المسعف هو سماع تحليق مروحيات، ويقول: "لكنني شاهدت الكثير من الجرحى، بالمئات. وعشرات القتلى، ربما مئة"، مضيفاً: "كانوا من الرجال بمعظمهم. كل النساء وضعن في مأمن خارج المدينة. لكن رغم ذلك كان هناك أحياناً سيدات مسنات بين الجرحى". وهو يفيد عن إصابات بالرصاص بعضها من صنف خاص ويقول، "رأيت قتيلاً انشق دماغه إلى اثنين مثل كتاب. لا بدّ أن ذلك كان نتيجة رصاصة متفجرة. فرصاص الكلاشينكوف لا يحدث عادة نتيجة مماثلة". كما شاهد ضحايا عمليات تعذيب، وروى "قبل بضعة أيام نجحت الحشود في تحرير متظاهرين كانوا اعتقلوا قبل بضع ساعات. لم يسبق أن رأيت شيئاً مماثلاً: كان جسدهم مكسواً بالكدمات وكان لونهم بنفسجياً بالكامل، وكل ذلك في غضون خمس أو ست ساعات فقط". ومع إطلاق الجيش السوري أمس عملية عسكرية في منطقة جسر الشغور بعدما أفاد ناشط حقوقي عن إرسال أكثر من ستين شاحنة تنقل دبابات ومدرعات وأكثر من عشر ناقلات جند من حلب في اتجاه المدينة، أسف نبيل لعدم وجود أي وسائل لمساعدة الجرحى. وقال: "قبل الاضطرابات لم يكن لدينا أساساً في الهلال الأحمر سوى سيارتي إسعاف أحداهما معطلة. ومن أصل 200 متطوع كان خمسة منا فقط يستطيعون العمل بسبب انعدام الوسائل"، مضيفاً: "اضطررنا حتى إلى سرقة سيارة من أحد المستشفيات حتى نتمكن من القيام بمهامنا". وبالتالي فإن المدنيين هم الذين يعملون على وضع الجرحى بمأمن فيستخدمون "سياراتهم ودراجاتهم النارية" بحسب الشاب. كما أن إيجاد مكان لمعالجة المحتجين المصابين بالرصاص يطرح معضلة حقيقية على المسعفين. ويقول نبيل بهذا الصدد: "في مطلق الأحوال، فإن المستشفيات الخاصة لا يحق لها استقبال هؤلاء الجرحى، فهي تجازف كثيراً إن قامت بذلك. وفي المستشفيات العامة لم يعد هناك أطباء، فهم يخشون قتلهم". لذلك ينقل بعض الجرحى إلى الحدود التركية الواقعة على مسافة أقل من ساعة من المدينة، حيث يتكفل بهم الدرك التركي بعد عبورهم الأسلاك الشائكة فينقلهم في سيارات إسعاف إلى مستشفيات أنطاكيا. وهي الطريق التي سلكها نبيل نفسه عندما أصيب بالرصاص رغم ارتدائه بزة الهلال الأحمر. ويقول: "كنت أنتشل جريحاً حين أطلق النار علي من الطبقة الثانية من مبنى أجهزة الاستخبارات. أصبت بالرصاص في ظهري فسقطت فوق الجريح، رغم أنني كنت أرتدي بدلتي".
المصدر: سوريون نت
أيمن محمد
أحمد حمزة
أنس الكردي
هيئة الشام الإسلامية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة