..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

رفض سوري وعربي ودولي لاعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل

جلال بكور

٢٢ مارس ٢٠١٩ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2368

رفض سوري وعربي ودولي لاعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل

شـــــارك المادة

صدرت مواقف من النظام والمعارضة السوريَين وجامعة الدول العربية، وكل من روسيا وتركيا وإيران والاتحاد الأوروبي، ترفض تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن الاعتراف بـ"سيادة" إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.

ونددت حكومة نظام الأسد، اليوم الجمعة، بتصريحات ترامب، وأكدت أنّ الشعب السوري "أكثر عزيمة وتصميماً وإصراراً على تحرير هذه البقعة الغالية من التراب الوطني السوري بكل الوسائل المتاحة".

وفي بيان نشرته وكالة أنباء النظام السوري "سانا"، قال مصدر في وزارة الخارجية إنّ تصريحات الرئيس الأميركي "تؤكد مجدداً انحياز الولايات المتحدة الأعمى" لإسرائيل لكنها "لن تغير أبداً من حقيقة أنّ الجولان كان وسيبقى عربياً سورياً".

ومساء الخميس، كتب ترامب في تغريدة على "تويتر" أنّه "حان الوقت بعد 52 عاماً، أن تعترف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل الكاملة على مرتفعات الجولان التي تتسم بأهمية استراتيجية وأمنية بالغة لدولة إسرائيل، والاستقرار الإقليمي".

وردّ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على ذلك بالقول إنّه أبلغ الرئيس الأميركي بأنّه "صنع تاريخاً" بعد ذلك الإعلان، الذي قد يستغله الأوّل لصالحه في خضم التحضيرات للانتخابات الإسرائيلية في 9 إبريل/نيسان المقبل.

بدوره، أكد "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أنّ "مجرد تفكير أي جهة في الاعتراف بشرعية الاحتلال والاستيلاء على الأراضي بالقوة العسكرية يمثّل خرقاً للقانون الدولي وتكريساً لشريعة الغاب، وعملاً مخالفاً لقرارات مجلس الأمن".

وأضاف الائتلاف، في بيان، أن "المساس بحقوق الشعب السوري وسيادته على كامل أراضيه هو أمر مدان، ولن يكون مقبولاً بأي شكل من الأشكال، كما أنّه فتح لأبواب الصراع في المنطقة، وطريق مباشر نحو تقويض أسس القانون الدولي والقرارات الدولية".
وأكد الائتلاف أنّ "حقوق الشعوب والشرعية الدولية والقانون الدولي ليست ميداناً لتمرير مخططات ومصالح انتخابية، ولا مزايدات وألاعيب سياسية، كما أن أي محاولة أو تلميح لإمكانية شرعنة الاحتلال سيفتح الطريق أمام عالم لا مكان فيه للقانون".

من جانبها، قالت "هيئة التفاوض السورية"، في بيان، إنّها "تدين بأشد العبارات تصريحات الإدارة الأميركية بخصوص الاعتراف بسيادة الكيان الإسرائيلي على الجولان العربي السوري المحتل".

ولفت البيان إلى أنّ "هذا القرار مخالف للشرعية الدولية، وهو تحد لإرادة الشعب السوري الذي يحتفظ بحقه في تحرير أرضه المحتلة بالوسائل المشروعة كافة، والتي يكفلها القانون الدولي".

وحذر البيان من أنّ "هذا الموقف سيزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة، ويقوض كل فرص السلام وسيحرض على مزيد من الدمار والحروب".

عربياً، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنّ أي اعتراف أميركي بسيادة إسرائيل على الجولان "سيمثل ردة خطيرة في موقف الولايات المتحدة من الصراع العربي-الإسرائيلي".

وأضاف أبو الغيط، في تصريحات أوردتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، في وقت متأخر من مساء الخميس، أنّ "الجامعة العربية تقف بالكامل وراء الحق السوري في أرضه المحتلة. ولدينا موقف واضح مبني على قرارات في هذا الشأن، وهو موقف لا يتأثر إطلاقا بالموقف من الأزمة في سورية".

وقال أبو الغيط، وفق ما نقلته "رويترز"، إنّ هذا الاعتراف "إن حصل لا ينشئ حقوقاً أو يرتب التزامات ويعتبر غير ذي حيثية قانونية من أي نوع". كما دعا الأمين العام للجامعة العربية الولايات المتحدة إلى العودة عن هذا النهج، "ومراجعة هذا الموقف الخاطئ".

وفي السياق، شددت وزارة الخارجية المصرية، على موقفها الثابت من أن الجولان السوري أرض عربية محتلة، وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981، بشأن بطلان القرار الذي اتخذته إسرائيل بفرض قوانينها، وولايتها القضائيّـة، وإدارتها على الجولان السوري المحتل، وعلى اعتباره لاغياً، وليست له أيّ شرعيّة دولية.

ودعت الوزارة، في بيان، إلى ضرورة احترام المجتمع الدولي مقررات الشرعية الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، من حيث عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة، وذلك رداً على إعلان ترامب.

من جهته، أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي موقف الأردن الثابت بأن الجولان أرض سورية محتلة وفقاً لجميع قرارات الشرعية الدولية، التي تنص بشكل واضح وصريح على عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة.

وقال الصفدي، في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، إن السلام الشامل والدائم يتطلب انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة، وإن الجولان السوري جزء لا يتجزأ من هذه الأراضي المحتلة، مؤكداً عدم شرعية فرض إسرائيل قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل.

ولفت إلى قرار مجلس الأمن رقم 497 للعام 1981 الذي رفض قرار إسرائيل ضم الجولان المحتل، مشدداً على ضرورة التزام المجتمع الدولي بقرارات الشرعية الدولية.


وتضمنت ردود الفعل تنديداً تركياً، إذ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنّ "قرار أميركا الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان يضع المنطقة على شفا أزمة جديدة".

وأضاف أردوغان، في كلمة خلال الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، وفق ما ذكرته وكالة "الأناضول": "لا يمكن أن نسمح بإضفاء الشرعية على غزو الجولان".

بدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، إنّ "المحاولات الأميركية لإضفاء الشرعية على انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي، لا تؤدي إلا لمزيد من العنف والآلام في المنطقة".

وشدد جاووش أوغلو في تغريدة على "تويتر"، الخميس، تعليقاً على تصريح ترامب، وفق ما ذكرته "الأناضول"، على أنّ وحدة أراضي البلدان أهم المبادئ الأساسية بالنسبة إلى القانون الدولي. وأكد أنّ "تركيا تدعم وحدة الأراضي السورية".
وفي وقت سابق، الخميس، انتقد حزب "العدالة والتنمية" التركي تصريح ترامب بهذا الخصوص.

وقال نائب رئيس الحزب الحاكم نعمان قورتولموش، في تغريدة على "تويتر"، إنّ "العالم ليس ذلك المكان الذي تُمكِن إدارته بالتغريدات التي يغرد بها ترامب كلما خطر له ذلك".
وفي موسكو، نقلت وكالة الإعلام الروسية، اليوم الجمعة، عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، قولها إنّ تغيير وضع هضبة الجولان "سيمثل انتهاكاً مباشراً لقرارات الأمم المتحدة".

في السياق، قال التلفزيون الرسمي الإيراني، نقلاً عن متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إنّ تصريح ترامب بشأن الاعتراف بـ"سيادة" إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة "غير مقبول".

وقال المتحدث بهرام قاسمي: "هذا الاعتراف غير المشروع وغير المقبول لا يغير حقيقة أنّها تنتمي لسورية".

كما صدر موقف من الاتحاد الأوروبي، إذ نقلت "رويترز" عن متحدثة قولها إنّ "الاتحاد لا يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان".

وفي برلين، قالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية، اليوم الجمعة، إنّ هضبة الجولان أرض سورية تحتلها إسرائيل، وذلك ردا على سؤال يتعلق بتصريحات ترامب.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع