المرصد الاستراتيجي
تصدير المادة
المشاهدات : 2930
شـــــارك المادة
تواجه خطة بوتين لترتيب وضع شمال سوريا، واستكمال عودة كامل الأراضي السورية إلى حكم بشار الأسد عقبات يصعب التغلب عليها، حيث تبدو واشنطن عازمة على ملء الفراغ الناتج عن انسحابها بترتيبات بديلة تضمن عدم استئثار موسكو بالنفوذ، وتعمل في الوقت نفسه على إذكاء الصراع بين أنقرة وموسكو من خلال حث القوات التركية على التدخل في سوريا لفرض منطقة آمنة، الأمر الذي يمنع بوتين من إعادة قوات النظام إلى دير الزور والاستحواذ الكامل على حقول النفط في تلك المحافظة. وعلى الرغم من محدودية إنتاج حقول النفط السورية (400 ألف برميل يومياً قبل عام 2011)؛ إلا أن خبراء النفط الروس يعتقدون أنه من الممكن رفع الإنتاج اليومي إلى نحو مليون ونصف المليون برميل يومياً، ولذلك فإن بوتين يُظهر رفضاً قاطعا لخطة التدخل التركي، ويدفع بقوات النظام للسيطرة على تلك المناطق بهدف تمكين موسكو من الاستئثار بحقول النفط السورية وفق اتفاقيات تم إبرامها بين حكومة النظام وشركات النفط الروسية، وذلك على غرار صفقات تم إبرامها بين الشركات الروسية وسلطات كردستان العراق تمكن موسكو من الاستحواذ على حقول النفط العراقية الشمالية وخطوط الأنابيب في المنطقة الكردية التي ترتكز على نفط كركوك. ويبدو أن الهيمنة الروسية على نفط العراق وسوريا ستشكل عصب إستراتيجية بوتين إزاء المنطقة عام 2019، حيث تتضمن خطة بوتين نقل النفط من المنطقتين الكرديتين (في سوريا والعراق) إلى ساحل البحر المتوسط عبر شبكة من الأنابيب التي تمدها روسيا لضمان عدم منافسة طهران وأنقرة في السيطرة على نفط سوريا والعراق. لكن بوتين لا يستطيع المضي بخطته تلك في ظل بقاء جزء من القوات الأمريكية، وإغراء واشنطن أنقرة بإنشاء منطقة آمنة والتلويح بإرسال قوات أوروبية، أو تشكيل تحالف عربي يخضع للنفوذ الأمريكي. ودفعت تلك التطورات بوتين لتبني خطة بديلة تتضمن العمل على إبرام مصالحة بين نظام الأسد و”وحدات حماية الشعب” عبر تقديم ضمانات روسية من أجل التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، والإصرار على عودة جميع الأراضي السورية للنظام، ومنع طهران في الوقت نفسه من اتخاذ الساحة السورية وسيلة للتصعيد مع تل أبيب، خاصة بعد أن أخبرته أجهزة الأمن الروسية بتفاصيل تحركات وفد من الاستخبارات الإيرانية في الأراضي السورية (18 يناير) لدراسة سبل استغلال الموقف المضطرب من قرار الانسحاب في واشنطن لتصعيد العمليات ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، وتعزيز النفوذ الإيراني في سوريا والعراق. ويحشد الحرس الثوري الإيراني نحو 10 آلاف مقاتل من الحشد الشعبي على الحدود العراقية-السورية مقابل دير الزور بانتظار الضوء الأخضر للانتشار في العمق السوري، الأمر الذي سيفوت على بوتين سائر خططه التي وضعها مع جنرالاته، ويمنع شركاته النفطية من تنفيذ الاتفاقيات التي تم إبرامها مع دمشق.
محمد عزيزي
أحمد حمزة
وكالة الأناضول
الجزيرة نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة