كلنا شركاء
تصدير المادة
المشاهدات : 5901
شـــــارك المادة
تدخل الحملة على ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي شهرها الثاني، وبعد سيطرة قوات النظام على قريتي جرجيسة ودير الفرديس حاولت تلك القوات التقدم إلى بلدة حربنفسه في ريف حماة الجنوبي، بتغطية من الطيران الروسي، الأمر الذي كان سبباً في نزوح ثمانية آلاف مدني من قرى حربنفسه ودير الفرديس باتجاه منطقة الحولة المحاصرة في ريف حمص الشمالي، ما شكل عبئاً كبيراً على المنطقة.
وقال الناشط الميداني من منطقة الحولة سامر الحمصي إن النظام يتبع سياسة الحصار والتجويع كوسيلة لإخضاع المدنيين على غرار ما يحدث في مضايا، حيث بدأ النظام بتطبيق هذه السياسة على مناطق ريف حمص الشمالي عامة من خلال إغلاق معابر تيرمعلة وتل عمري، ومن ثم جنان في ريف حماة الجنوبي، ليطلق أخيراً معركة في ريف حماة الجنوبي الغربي وتحديداً في قرية حربنفسه المجاورة لمنطقة الحولة. وبما أن حربنفسه تعد عمقاً استراتيجياً لمنطقة الحولة، فقد كان التصدي لمحاولات التقدم أمراً محتوماً على فصائل المنطقة، لتدور معارك مستمرة منذ ما يزيد عن الشهر دون أن تتمكن قوات النظام من تحقيق أي تقدم يذكر على الأرض، ما دفع قوات النظام إلى فتح جبهة جديدة إلى الشرق من منطقة الحولة، وهي جبهة كيسين، سعياً منه إلى تحقيق هدفين معاً، أولها عزل منطقة الحولة بشكل كامل عن ريف حمص الشمالي من خلال قطعه للطريق الوحيد الذي يربطها مع مناطق الرستن وتلبيسة مروراً بكيسين، والهدف الثاني هو إشغال المقاتلين عن المعارك الدائرة في قرية حربنفسه وتوسيع الجبهات وإدخال المنطقة في حالة استنزاف. وأضاف الحمصي أن قوات النظام تحاول لليوم السابع على التوالي التقدم على جبهة كيسين تحت تغطية نارية كثيفة من الطيران الروسي والسوري، ورغم اتباع النظام لسياسة الأرض المحروقة وقصف مواقع الاشتباك في كل من حربنفسه وكيسين بعشرات الغارات ومئات القذائف والصواريخ، إلا أنه عجز عن تحقيق أي تقدم يذكر على الأرض، واكتفى بتدمير الشجر والبشر والحجر، ومن خلال هذه المعارك ورغم عجزه عن تحقيق أي تقدم على الأرض فقد حول الطرق المؤدية إلى منطقة الحولة إلى مناطق اشتباكات ومعارك مستمرة، مما فصل منطقة الحولة عن باقي المناطق. الوضع الإنساني: وأشار الحمصي إلى أن وصول ثمانية آلاف نازح من قرى حربنفسه وديرالفرديس في ريف حماة الجنوبي إلى منطقة الحولة المحاصرة ساهم في زيادة العبء على أهالي المنطقة المحاصرة، وارتفاع الأسعار وشح في المواد، وذلك تزامناً مع انقطاع الطرق المؤدية إلى المنطقة، ما سبب أزمة إنسانية تتهدد 78 ألف نسمة محاصرين في منطقة الحولة، فقد قطعت كافة المواد الأساسية من الأسواق كالأرز والبرغل والسكر وغيرها من المواد، وكان آخرها الطحين، لتعيش منطقة الحولة منذ يوم الأحد السابع من شباط بلا خبز، كما ارتفعت أسعار المحروقات بشكل كبير، حيث وصل سعر ليتر البنزين إلى 750 ليرة وتجاوز سعر ليتر المازوت 650 ليرة والكميات محدودة قد تنفد خلال أيام. ونتيجة لانقطاع الكهرباء لما يزيد عن الشهر وارتفاع أسعار المحروقات لحدود خيالية، خرجت آبار مياه الشرب عن العمل لعدم وجود كلفة تشغيلية لهذه الآبار، مما سبب أزمةً في مياه الشرب، حيث أصبح الاعتماد الوحيد على الصهاريج، ووصل سعر ليتر المياه المكعب إلى 900 ليرة، وأخذ بالارتفاع. الوضع الطبي: وأكد الحمصي أن معظم الأدوية فقدت من الصيدليات حتى المسكنات منها، ويشكل فقدان الأدوية وخاصة أدوية الأمراض المزمنة كارثة قد تصيب أكثر من 2000 مريض من أصحاب هذه الأمراض، كما تعاني المنطقة فقدان حليب الأطفال بشكل شبه كامل، وإن وجد فإن سعر العلبة 400 غرام 2500 ليرة، وهي لا تكفي الطفل أكثر من أربعة أيام، ما يهدد حياة أكثر من 2400 طفل رضيع في منطقة الحولة، كما تعاني المستشفيات الميدانية نقصاً في كل شيء بداية بالمواد الطبية وخاصة الإسعافية منها وانتهاءً بالكوادر الطبية المتواضعة. واختتم الحمصي حديثه بأنها أزمة إنسانية تتهدد 78 ألف نسمة من المدنيين المحاصرين في منطقة الحولة، مع فقدان معظم المواد الاساسية وارتفاع كبير في الأسعار، مما يبشر بكارثة إنسانية على المدى المنظور، وسط صمت فاضح للمنظمات والهيئات الإغاثية وصمت دولي يملأه العار.
عدنان علي
المرصد الاستراتيجي
محمد أمين
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة