..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

اللاجئون السوريون.. مأساة تتفاقم وذكريات مؤلمة

إيمان الشرقاوي

٤ إبريل ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3216

اللاجئون السوريون.. مأساة تتفاقم وذكريات مؤلمة
2.jpeg

شـــــارك المادة

18 ألف في تركيا.. 15 ألف في لبنان.. 10 آلاف في الأردن.. هذا هو عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسمياً والفارين من قمع نظام بشار الأسد منذ بدء الانتفاضة قبل نحو عام تاركين وطنهم وأهلهم الذين يزداد وضعهم سوءاً داخل سوريا بسبب تواصل المجازر من قبل رجال الأسد،

 

 

لكن هؤلاء النازحين -ومنهم عشرات الآلاف غير المسجلين- ليسوا بأفضل حالاً من أهلهم المعذبين في وطنهم، فقد أصبحوا ضيوفاً على جيران سوريا على الحدود يعيشون في ظروف إنسانية صعبة حاملين ذكريات أليمة لما شاهدوه من وحشية النظام السوري.

وكانت تركيا من أولى الدول التي استقبلت السوريين مع بدء الانتفاضة، وبلغ عدد اللاجئين السوريين إلى تركيا حتى الآن نحو 18 ألف شخص، وتقدم أنقرة الملجأ والغذاء والخدمات الصحية والأمنية والتعليمية والدينية لهؤلاء اللاجئين الذين يستقرون حالياً في مخيمات بمحافظتي هاتاي وغازي عنتاب على الحدود.
ويناضل النازحون السوريون سواء كانوا داخل المخيمات التركية أو خارجها، من أجل توفير لقمة العيش والتعليم لأبنائهم، مترقبين سقوط النظام المستبد للعودة إلى الوطن، ولم يقبل الكثير من اللاجئين الذين نزحوا، العيش داخل المخيمات التي تعاني من ظروف سيئة أصلاً كما يقولون، فجازفوا بالعيش في بعض المدن التركية ومن بينها إسطنبول أملاً في الحصول على فرص عمل، أو أن تمد لهم المنظمات الإنسانية يد العون، لكنهم لم يجدوا سوى العيش داخل بيوت قديمة، شبه فارغة، ويحاولون تدبير أمورهم دون الكشف عن أنفسهم خوفاً من انتقام المخابرات السورية من عوائلهم التي مازالت داخل سوريا..
ومن داخل الخيام يروي الآلاف قصصاً مؤلمة لما لاقوه داخل سوريا، فها هو محمد أحد الجنود المنشقين عن الجيش النظامي يروي لصحيفة الجارديان البريطانية مأساته وأسرته قائلاً: إنه "جاء أول مرة إلى تركيا في ديسمبر بعد الاختباء في الجبال لمدة ستة أسابيع، ثم عاد إلى سوريا في يناير2012م ليلتحق بالجيش السوري الحر، ولكن عندما هاجمهم جنود الحكومة بعد ذلك فر إلى تركيا ثانية، ولم يأخذ معه إلا الملابس التي كان يرتديها آنذاك. ولأن والديه وابنه الصغير ما زالوا في سوريا فإنه يتمنى أن يظل اسمه مجهولاً.
وأخذ الجندي المنشق يتحدث عن بعض ألوان التعذيب الذي كان يراه السوريون عندما يتم اعتقالهم نتيجة للاحتجاج من ضرب بالعصي والأسلاك الكهربائية وخراطيم المياه، حتى أن أحد النزلاء فقد إحدى عينيه أثناء الضرب، كما أنه إذا رفض المعتقلون قول إن "الأسد قائدنا" فإنهم يجبرونهم على الجلوس عرايا على قنينات من الزجاج!.
كما تتوق (رجوى) للعودة إلى منزلها في جسر الشغور رغم أنها غير متأكدة مما إذا كان المنزل لا يزال قائما، أم لا، فنصف منزلها قد تحطم.
ومن تركيا إلى الأردن، حيث وصل أعداد اللاجئين السوريين المسجلين لديها منذ اندلاع الثورة السورية إلى 10 آلاف لاجئ ما بين مسجلين رسمياً وآخرين في الانتظار طلبوا تسجيل أسمائهم، لكنه بحسب تقارير أردنية غير رسمية؛ فإن عدد السوريين الموجودين على الأراضي الأردنية وصل 90 ألفاً".
وبحسب ممثل مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في الأردن؛ فهناك تزايد ملحوظ في عدد العائلات السورية النازحة إلى الأردن من مدينتي حمص وحماة، واصفاً الوضع في محافظتي المفرق والرمثا المتاخمتين للحدود مع سوريا بالصعب نظراً لتكدس اللاجئين والحاجات الماسة لمساعدات المجتمع المحلي.
وكانت المفوضية طلبت مؤخراً من دول مانحة تقديم دعم مالي للأردن بقيمة 40 مليون دولار لمساعدته في تغطية تكاليف استضافة اللاجئين السوريين. وقد وقعت الحكومة الأردنية بالفعل اتفاقاً مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تقدم بموجبه الأخيرة منحة للمملكة قيمتها 1.6 مليون دولار لدعمها في تحمل أعباء قبول الطلبة السوريين في مدارسها.
ومن اللاجئات في الأردن "أم الدين" مدرسة وأم لأربعة أطفال تروي كيف تركت بيتها في درعا بعد تلقيها تهديدات بالموت ووصلت إلى الأردن في منتصف مارس الماضي، وقد اعتقل نظام الأسد زوجها في ديسمبر ولا تعرف مكانه الآن، مشيرة إلى أن كثيراً من الناس قُتِلوا دهساً بالدبابات، وكانت الشوارع تفيض بالدماء، وهُدمت المنازل أو سُرقت محتوياتها.
وتوجهت قافلة سعودية شعبية لإغاثة اللاجئين السوريين إلى الأردن بحمولة 28 شاحنة، وهي من أكبر القافلات الشعبية التي تحمل مواد عينية، وأوضح القائمون عليها أن عدد اللاجئين السوريين في الأردن أكثر من العدد الذي تم الإعلان عنه في وكالات الأنباء والقنوات الإخبارية، وهو أكثر من 120 ألف لاجئ، ويواجهون صعوبات في توفير أدنى الاحتياجات الإنسانية.
وتبذل العديد من الجمعيات الخيرية المحلية في الأردن قصارى جهدها في معالجة أزمة اللاجئين السوريين وتوفير مساكن لهم عن طريق استئجار مقرات بشكل شهري وتوفير المواد التموينية والاحتياجات الإنسانية لكن كثرة عدد اللاجئين وزيادة معدلات دخولهم بشكل يومي تشكل تحدياً كبيراً وصعوبة بالغة مع قلة الموارد المالية وضعف التفاعل الإقليمي والعالمي.
وقد قامت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في السعودية وعبر مكتبها في عمان بتنفيذ المرحلة الأولى من حملة إغاثة الأسر السورية في الأردن والتي شملت الأسر السورية المقيمة في محافظة إربد.
وفي لبنان فيوجد نحو 8549 نازحاً في شمال البلاد، و6000 في منطقة البقاع و512 آخرين في بيروت حيث يقيم معظم النازحين لدى عائلات مضيفة أو في مساكن مستأجرة، ويشير تقرير مفوضية اللاجئين إلى أن إيجاد مأوى للعائلات النازحة يعد من أكثر التحديات التي يطرحها ازدياد تدفق النازحين السوريين إلى لبنان، نظراً لصعوبة إيجاد العائلات السورية الوافدة لمنازل مضيفة تؤويها، إضافة إلى صعوبة تأمين ملاجئ في بعض المناطق الحدودية بسبب الوضع الأمني فيها.
وجاءت الغالبية العظمى من النازحين السوريين الذين دخلوا إلى لبنان من تلكلخ وحمص، كما أن غالبية النازحين السوريين في منطقة البقاع قد أتوا من بابا عمرو في حمص والقصير في جنوب حمص. ودخل معظم الوافدين حديثاً إلى شمال لبنان من خلال المعابر الحدودية الرسمية، وهم يعربون عن خوفهم من اجتياز المعابر غير الرسمية بسبب وجود ألغام أرضية مزروعة على الجانب السوري من الحدود. أما في البقاع، فقد دخل غالبية النازحين البلاد من خلال المعابر الحدودية الشرقية غير الرسمية.
وكانت رابطة علماء المسلمين قد نظمت وعلى مدى أسبوع كامل أكبر حملة إعلامية لإغاثة اللاجئين السوريين في كل من لبنان وتركيا والأردن تحت عنوان "حملة الجسد الواحد لمساندة الشعب السوري"، وذلك بالتعاون مع عدد من الجمعيات الخيرية في العالم الإسلامي، حيث تم بثها من خلال 10 قنوات فضائية، وشارك فيها عدد من الشيوخ على رأسهم فضيلة الشيخ الدكتور/ ناصر بن سليمان العمر، الأمين العام لرابطة علماء المسلمين.
كما تقوم بعض الدول العربية وقليل من الغربية، بإرسال مساعدات للاجئين، كان من بينها تبرع دولة الكويت بمليون دولار لإغاثة اللاجئين السوريين في الدول المجاورة، كما وضعت الحكومة الألمانية بالتعاون مع وزارتي الخارجية والتنمية 5 ملايين و700 ألف يورو للاجئين السوريين كمساعدات إنسانية طارئة لتوزيعها على اللاجئين في تركيا وسوريا ولبنان والأردن.
وفي النهاية فإنه كل يوم يمر على السوريين تحت قمع بشار الأسد، يزيد فيه عدد النازحين الفارين من بطشه، وتتواصل معهم مأساتهم آملين في العيش بكرامة دون طلب المساعدة من أحد أو العودة لوطنهم بعد سقوط الطاغية.

المصدر: موقع المسلم

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع