الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 3397
شـــــارك المادة
تكثف القصف المدفعي على مدينة القصير والقرى المحيطة بها أمس، وبلغت غزارة القذائف ذروتها عند ساعات الصباح الأولى، حيث لم يتعد الفارق بين القذيفة والأخرى الدقيقتين، مما تسبب في سقوط ثلاثة قتلى مدنيين وأكثر من عشرة جرحى بينهم طفلان وامرأة.
وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن القصف «استهدف المدنيين والأحياء المأهولة بالسكان، بعد فشل قوات الأمن في الدخول إلى المدينة، حيث تصدت لها مجموعات من الجيش الوطني الحر»، مشيرة إلى أن مقاتلي الجيش الحر «أجبروا القوات النظامية على المرابضة خارج المدينة، ومنعوها من الدخول إلى الأحياء لتنفيذ حملات دهم واعتقالات». وأضافت المصادر «لجأت القوات النظامية إلى قصف المدنيين، بعد فشلها في الدخول إلى الأحياء، ويبدو أن تلك القوات مصرة على قتل المدنيين في محاولة منها لكسر إرادة الشعب، وفتح الممرات أمام قوات حفظ النظام لاعتقال الناشطين»، مشيرة إلى أن «المتطوعين في الجيش الحر يغلقون أحياء بأكملها ويمنعون القوات السورية من الدخول إليها عبر مقاومة صلبة تتحدى آلة النظام العسكرية، علما بأنهم لا يمتلكون إلا الأسلحة الرشاشة الخفيفة مثل الكلاشنيكوف، وذخيرة لا تتعدى التسعين طلقة لكل بندقية».
اللافت أن يوم أمس لم يشهد اعتقالات وحملات دهم، واقتصر العمل العسكري الميداني، بحسب المصادر «على القصف العشوائي الكثيف للمنطقة، وعلى اشتباكات على تخوم المدن والأحياء بين القوات النظامية وعناصر الجيش الحر»، لافتة إلى أن «العمليات المسلحة التي قام بها المتطوعون في الجيش الحر، والذين وصل عددهم إلى ألف وخمسمائة متطوع في القصير وضواحيها، كانت نموذجية، ولم تسفر عن إصابة أي أحد منهم، فيما سجلت ثلاث إصابات على الأقل في صفوف القوات النظامية».
واستخدمت القوات النظامية في قصفها مدافع الهاون من عيار 120 ملم، والمدفعية المباشرة من عيار 120 ملم، بالإضافة إلى قصف من مدفعيات تحملها المجنزرات الروسية «بي إم بي» التي تستطيع أن تتحرك بسرعة بين الأحياء والشوارع، ويساعدها حجمها الصغير نسبيا على قصف الأحياء عن قرب والعودة إلى مرابضها.
وقالت المصادر إن القوات النظامية «استهدفت بقصفها المستشفى الميداني في القصير أول من أمس، وتضرر جزء منه، علما بأن إمكانيات هذا المستشفى بسيطة جدا، مما يجعله غير قادر على إسعاف جميع الجرحى، خصوصا ممن تعرضوا لإصابات بالغة في الرأس والبطن، فضلا عن الكسور»، مشيرة إلى أنه «تم نقل أربعة جرحى إلى مستشفيات لبنان خلال اليومين الماضيين، بسبب نقص الأدوية واللوازم الطبية بحوزة الناشطين».
وتسبب القصف المتواصل أمس في نزوح خمس عائلات سوريا إلى منطقة البقاع الشمالي في لبنان «عبر ممر سري وعر بمساعدة أعضاء من التنسيقيات المحلية»، وأضافت المصادر أن هذا الممر «هو الوحيد الذي بقي متوفرا أمام العائلات المجبرة على النزوح، بعد أن أغلق الجيش السوري جميع المعابر المؤدية إلى لبنان من القصير، وزرع بعضها بالألغام، وأقام السواتر الترابية على بعضها الآخر، ووزع عناصره على معابر غير شرعية أخرى».
إلى ذلك، عجزت عائلات أخرى عن عبور الحدود السورية اللبنانية، فيما ترددت أصوات المدافع والقصف في مناطق حدودية لبنانية. وقالت مصادر ميدانية في شمال لبنان لـ«الشرق الأوسط»، إن دوي القصف «ترددت أصداؤه في أكثر من منطقة حدودية لبنانية، وسمعت أصوات رشقات نارية بالأسلحة الرشاشة المتوسطة، وعلمنا أن عائلات بأكملها في قرى القصير المتاخمة للحدود اللبنانية التزمت غرفا ضيقة وصغيرة هربا من إصابة أطفالها بالرصاص الغزير وشظايا القذائف المدفعية».
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة