على الرغم من التحذيرات الغربية من مغبة التصعيد جنوب البلاد؛ قصفت قوات النظام -مدعومة من القوات الروسية- المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة درعا بصواريخ أرض-أرض، وتخلل عمليات القصف تحليق للطيران المروحي، وذلك في خرق واضح لاتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري، الموقع برعاية أمريكية-روسية-أردنية.

وتشير المصادر إلى أن قوات النظام استهدفت الأحياء السكنية في درعا البلدة بخمس صواريخ مما تسبب بتدمير عدد من المنازل وإصابة مدنيين، وألحقتها بحملة قصف مدفعي تركز على مواقع سقوط تلك الصواريخ، وعلى رأسها جمرك "درعا القديم"، والذي تم استهدافه بقذائف المورتر.

وتحاول قوات النظام استفزاز الجيش الحر في درعا، عبر حملة القصف الصاروخي، وذلك بغية دفع المعارضة لفتح معارك ضدهم، ومن ثم تكرار سيناريو الغوطة الشرقية في الجنوب عبر شن عملية عسكرية للوصول إلى معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن.

يأتي ذلك بالتزامن مع توجه موسكو لتزويد النظام بمنظومة "S-300"، وذلك وفق اتفاقية تم إبرامها عام 2010 مع شركة "روسوأبورونإكسبورت" الروسية لتوريد 4 منظومات "إس -300 بي إم أو -2".

وفي المقابل تهدد تل أبيب بأنها لن تتردد في تدمير أنظمة صواريخ "S-300" في حال وقوعها بيد النظام، الأمر الذي سيفضي إلى مزيد من التوتر وتوسيع رقعة الصراع.

وأكد عاموس يادلين رئيس الاستخبارات العسكرية السابقة وأحد الطيارين الإسرائيليين الذين دمروا مفاعل "أوزيراك" النووي العراقي في عام 1981، أن فكرة نشر صواريخ "S-300" في سوريا قد مثلت مصدر قلق كبير لإسرائيل لعقدين من الزمن، معتبراً أنها "ستحدث في نهاية المطاف".

في هذه الأثناء؛ تعمل القوات الروسية على إنشاء جسر حربي على نهر الفرات في ريف محافظة ديرالزور، على مقربة من ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" وذلك في استفزاز مباشر للولايات المتحدة التي تدعم هذه القوات.

وأكدت وسائل إعلام النظام أن بناء هذا الجسر يعني أن "المعركة القادمة ستكون تطهير خط جزيرة ديرالزور من القوات الكردية"، الأمر الذي دفع قوات "قسد" لاستقدام تعزيزات كبيرة على خطوط المواجهة مع قوات النظام والميليشيات الحليفة ابتداء من بلدة خشام حتى قرية الحسينية.